6_ لكنه قاتل بحقٍ

37.2K 2.7K 1.1K
                                    


"رواية غَـــوثِـهِـمْ"
"الفصل السادس_الجزء الثاني"
    
                  "يــا صـبـر أيـوب"
       _____________________

وَاسْمَعْ نَصِيحَةَ مَنْ لَهُ خُبْرٌ بِمَا
عِنْدَ الوَرَى مِنْ كَثْرَةِ الجَوَلَانِ

مَا عِنْدَهُمْ وَاللهِ خَيْرٌ غَيْرَ مَا
أخَذُوهُ عَمَّنْ جَاءَ بِالقُرْآنِ

وَالكُلُّ بَعْدُ فَبِدْعَةٌ أوْ فِرْيَةٌ
أوْ بَحْثُ تَشْكِيكٍ وَرَأيُ فُلَانِ

فَاصْدَعْ بِأمْرِ اللهِ لَا تَخْشَ الوَرَى
فِي اللهِ ، وَاخْشَاهُ تَفُزْ بِأمَانِ

وَاهْجُرْ وَلَوْ كُلَّ الوَرَى فِي ذَاتِهِ
لَا فِي هَوَاكَ وَنَخْوَةِ الشَّيْطَانِ

_ "من نونية ابن القيم"
__________________________________

سيدي الغريب في المدينة القاسية..
سأحاكِ كل الذين لجئوا للكتابة في مناداة أحبائهم لعلَّ ما حفظته بداخل قلبي لكَ يصلك عبر كلماتي...
فأنا أعلم أنك غيبتُ قسرًا وليست طواعيةً منك،
وأعلم أن المدينة بأكملها أنقلبت عليكَ رأسًا على عقبٍ...
وأغدق الظلام دربك دون أن يظهر النور من ثُقبٍ،
لكن دعني أقتبس حديثك وأخبرك أنني هُنا،
قمرك الوحيد الذي سهر لأجلك لازال في سمائك هُنا...
نجومك اللامعة لأجلك حتى وإن انطفأت فلازالت هنا...
أنا وإن اسميتني أنتَ وطنك أخبرك أن وطنك شارف على دخول حربٍ عتية كل المدينة تخشى دخولها، وأنتَ وحدك من يقدر على ذلك أيها القوي
الذي أتيت إلينا غريبًا، فنحن هنا في انتظارك..

    <"أرادوا لنا سوءًا، فأخذوا من النصيب الأسوأ">

_كيف حالك أيها القوي الغائب؟..
أعلم أن هذه المرة ربما قد تكون نفذت طاقتك..
لكني أعلم أيضًا أنكَ وبرغم كل شيءٍ لازلت قويًا، وهذه المرة قد تشعر بشدة المِحنة لتصبح من بعدها مِـنحة من القوة، فكما صبرت وتحملت وتغربت في لوعةٍ ثم شاء المولى وأنقلب كل شيءٍ إلى رحمةٍ، أيضًا سينقلب الأمر من مجرد البلاء إلى العطاء،
ولحين ذلك ولحين يشاء الخالق عودتك
أنا هنا في إنتظارك...
في إنتظارك حتى يمل الصبر مني...
وحتى كل المفترقات تكرهني...
أنا هُنا وكلي يقين يملأ قلوب كل العاشقين..
أنا هُنا في إنتظارك ولن أقبل إلا بالبقاء جوارك..
فعُد لي أيها القوي، لتعد معك الفرحة لدارك..
عُد لتعود مدينتك مُضيئة لأن الظلام أطفأ لمعة أضوائك..

قرأ ما خطته هي بأناملها وقد ابتسم "يـوسف" من جديد ونبض قلبه تلك المرة بعنفٍ وكأنه يتمنى الهرب من حرب رأسه لينعم بالسلام جوارها، هذه التي كما وصفها هي رحمة من الخالق مَنَّ عليه بها لتليق هي به، وكأن هي وحدها من خُلقت تستحقه وهو يستحقها، وحينها لمعت عيناه ببريقٍ يتلألأ مثل نجوم السماء وكأنها أزالت عن كاهلهِ مهمة ثقيلة، حتى صعبت عليه التنفس، لكن في هذه اللحظة جلس أحد الشباب الذين حضروا اليوم وفتح سلاحه وهو يستعد للقادم وقد أتى إلى هنا لأجل وظيفة مُحددة أصبحت وظيفتين، فياترى ماهي الوظيفة التي أتى إليها وهو يجلس كما الصياد ويرى أمامه بدلًا من الفريسة الواحدة فريستين؟..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيWhere stories live. Discover now