10_انت مع الله فلا تحزن..

16 4 16
                                    

و في صباح اليوم الموعود..
اخذ يجر حقيبة السفر بيده متوجهاً الى خارج المنزل.. بعد ان دار عناق طويل لوالدتهِ واخته عبَّروا فيها عن اشتياقهم لهُ لذهابه، قبَّل رأس والدتهِ وكذلك يديها بعينين متلألأةٍ.. " سأدعو لكم دائماً "..
لفت الى خلفهما ثم قال:"امي اين ابي الن يأتي لأُسلِّم عليه قبل الذهاب"

الام: "بلا لابد بأنه قادمٌ الان، كان مغلوباً عليه حزناً لذهابك ، اظنه لا يريد ان يريك ذلك لهذا تأخر"
نظر ويجيا الى الساعة: "لم يعد هناك وقت ساتأخر عن موعد الحافلة ان انتظرت اكثر"
ندهت الام: "هاوجي .. هيا تعال قبل ان يغادر ويجيا" لم يجب، مع انهُ كان واقفاً على عتبة الدرج العلوي إلا أن كبرياءهُ لم يسمح لهُ بذهاب اليه..

ذهب ويجيا منكسر الخاطر من والده..
"ارجو ان ينتهي ذلك بعد عودتي من السفر"

توجه ويجيا الى المحطةِ التي ينزل فيها آدم اذ كان يركن سيارتهُ بالقرب من هناك ليركب معه متوجهان الى منزل شياو ومن هناك توجهو مباشرةً الى مطر كونمينغ جانغشوي الدولي الذي استغرق الوصول اليه قرابة الساعة والنصف..
اوصلهم آدم الى داخل صالة المطار ليصل الى محطة الافتراق..
غمر آدم الشوق لمكة:" آه.. ليتني مسافرٌ معكم"

ويجيا:"حقاً سننظر الى قائمة المسافرين لـ.."

قاطعه آدم: "مهلاً مهلاً لم اكن جادًا في ما قلت"
لتعلو ضحكاتهم، كان شياو اول من بدأ بالضحك عليهما..

وقف ويجيا مقابل آدم ليسلم عليه: "آدم شكراً لك، اشكرك على كل شيء قدمته لاجلي... لا ادري ماذا عساي كنت ساكون لو لم اتعرف عليك، بفضلك اصبحت على ما انا عليه"

رد آدم بحنو بينما حملت تعابيرهُ بعض الشده ليقول:
"لا تقل ذلك .. انا لست السبب في هدايتك انما انا وسيلةٌ لإيصال رسالةِ الاسلام...
اما الهدايةُ فهيا من الله .. يهدي من يشاء.."
تعجب ويجيا من قوله ليبتسم بإعجابٍ شديد بالذي امامه حملهُ لإحتضانه.. اربت آدم على ظهره بقلبٍ ملأه الحب والاخوة في الله..

بينما كان شياو يراقبُ من الجانت على بعد مترين:
"هيا.. سنتأخر"قالها بعد أن احسَّ أن ويجيا يبالغ..

لينفك عن احضان آدم بوجةٍ محمرٍ غلبتهُ العبرةُ والدموع الفياضة ليزيلها بسرعة.. قبل ان يلمح شياو ذلك..
ليأخذ نَفَسًا يعيد به رباطة جأشه ممسكاً بحقيبته ليجرها..: " هيا إذن "وما تزال اثار الاحمرار حول عينينه وانفه واضحةً..
ليتقدم ويمر بجانب شياو الذي استغرب من مظهره لكنه لم يعلق عليه .. خطا خلفهُ خطوةً ليتوقف بعدها ... التفت الى آدم كما لو انهُ أراد قول شيء .. لكن امراً ما في داخلهِ كان يمنعه..
استغرب آدم قائلاً:" شياو هل نسيت شيئاً؟! "
وقف هنا شياو غير مصدقٍ لما سمع منه على الرغم من فضاضته معه في اول لقاءٍ لهما ... إلا انهُ لا يبدو عليه الانزعاج منه..
قطب حاجبيه بضيق ثم قال بترددٍ منكسًا رأسه:" انا ... أعتذر اليك من ما بذر مني سابقاً، أُدرك ان اعتذاري جاء متأخرًا..
لكنني ندمت كثيراً على لحظةِ تسرعي معك"

طريق البحث عن راحة الروح Where stories live. Discover now