العوض الجَميل [ الجزء الثاني وَ الأخير ]

2 0 0
                                    


هذا اخر جزء منه لاني سبق و قلت هو قصير جداً .
استمتعوا 🦋

مرت عِدة أشهر منذ وَفاة كيـتي، عدتُ فيها إلى حَياتي السابِقة وَ بدأت اعتاد العَيش دونَها. رغمَ كَون الأمر مؤلماً وَ بِشدة، لكنني عَودت نَفسي عَلَى فراقها، فَما بِيدي حيلَة سِوى التأقلم.

في المَساء، كنتُ أسير في احدَى الحَدائِق العامَة بعدَ أن انهيتُ عَملي. كانَ الجَو مشمساً لِلغاية في هذا اليَوم لكن رغمَ هذا إلا أن الحَديقة كانَت رائِعة وَ لَم اندَم عَلَى التَمشي فيها.
قَررت شِراء الايسكـريم لِأنتعشَ قَليلاً، لِذا سرتُ بِاتجاه الشاحِنة الكَبيرة التي تَبيع المثلَجات. وَ ما أن إقترَبَت حَتى رَأيتُ شَخصاً لَم أرَه منذ مُدة طَويلة، شَخصاً اشتَقت لَه في أعمَق أعماقي دونَ أن اعتَرف بِذلك لِنَفسي.
كانَ الشَخص هو الطَبيب جونـغ هوسـوك، المَسؤول عَن صِحة كيـتي. كانَ واقفاً بِيده مثلجات وَ يَضحك مَع رَجل اكبرَ سِناً منه بِقليل، وَ أمرأة.
كانَت المَرأة تَتأبط ذِراع الرَجل ذاكَ بِحب. بَدت لي مَألوفة ،لِذا تَمعنت النَظر في وَجهها لِأشهقَ بعدَ ثواني بِصدمة عِندَما عَرفتها. كانَت المَرأة هي الطَبيبة هوا يونـغ.
كنتُ شارِدة فيهم حينَما سَمعت صَوت هوسـوك يَقول بِصدمة :آنسة روبـي؟
انتَبهت لَه لِأنحني بِارتباك بَينما اردف بِإبتِسامَة متوترة :مرحباً حَضرة الطَبيب، كيفَ حالك ؟
نَظرَ لي لِـ ثواني بِنظرات غَير مفسرة دونَ أن يتَحدث، ثمَ ابتسمَ بَعدها إبتِسامَته الدافِئة وَ اردفَ بِصوته الحَنون :مرحباً بِكِ، أنا بخير ماذا عنكِ؟
اردَفت بِإبتِسامَة بَينما عَيناي مبثتة عَلَى الأرض :بِخير. اشكرك.
التَفتَ لِلرَجل بَينما يَردف بِإبتِسامَة : اخي، هذه هي الآنسة روبـي.
ثمَ تَنهدَ بِعمق وَ اكمَل بِنبرة غَريبة :انها مَن حَدثتكَ عَنها.
إبتسمَ لي الرجل الذي تبينَ انه شَقيقه الأكبر، ثمَ حَياني بِلطف وَ احترام وَ عرفني عَن نفسه، يدعى السَيد جونـغ ووشـيك. لِتقوم الطَبيبة هوا يونـغ أيضا بِإلقاء التَحية عَلي، وَ يَبدو انها لا تَزال تَتذكر مَن انا.
اردفَ الطَبيب هوسـوك لِـ شَقيقه :اذهب أنتَ وَ نونـا، سَألحق بِكما.
إبتسمَ أخاه وَ الطَبيبة هوا يونـغ إبتِسامَة ذات مَعنى، لِيتذمر هوسـوك فوراً بِخجل لَطيف: تَوقفا انتما الاثنان. اذهَبا هَيا.
ضَحك الاثنان بِشدة لِيَردفَ شَقيقه لي بِلطف :سعدنا بِلقائكِ آنسة روبـي، نَرجو لقائكِ قريباً مجدداً.
شَكرته بِإبتِسامَة ،لِيذهب هو وَ الطَبيبة بَينما يَتحدثان مَعاً بِلطف. يَبدو او الطَبيبة قَريبة من ووشيـك، ربما هي حَبيبته؟ خَطيبته؟ او حَتى زَوجته؟
لَم افكر كَثيراً لأن هوسـوك قاطَعني وَ هو يعرض عَلَي بِلطف ان يشتري لي المثلَجات، لِأرفض فَوراً بِخجل وَ اخبره أنني سَأشتريه لِنَفسي، لكنه أصرّ عَلَى شِرائه لي لِذا لَم استَطِع سِوى قبوله بِخجل.
ناوَلني المثلَجات لِأشكره ،ثمَ بَدأنا نَتمشى في الحَديقة بَينما يَسأل عَن اخباري طَوالَ الاشهر الماضية.
اردفَ بِهُدوء :كيفَ كانَت احوالكِ؟ لَقد انقَطعتي عَن زيارَتنا منذ شهور.
استَشعرت رَنة عِتاب في نَبرته، لكنني اردفت بِهُدوء مماثِل : كل شَيء عَلَى ما يرام، ثمَ أنني لَم اعد أملكُ ما قَد أزور العيادة لِأجله.
نَظرَ لي بِعينين غَريبة، كانَت نَظره دافِئة فيها قَليل من الحزن وَ اشعرَتني بِشيء جَميل في أعماقي.
اردفَ بِهُدوء :ماذا عَني؟ لِما لَم تَسألِ عَني إطلاقاً؟
ارتبكت من كَلامه، لِأردفَ بِإبتِسامَة مرتبكة:اعتَذر حقَاً أيها الطَبيب، لَقد كنتُ منشغلة لِلغاية في العَمل.
إبتسمَ لي بِدفئ أخيراً لِيَردف :لا بَأس. الاهم هو أنكِ بخير بعدَ هذه الاشهر.
ابتسمت لَه وَ أنا أشعر بِإستغراب كبير من نَفسي. لا أعلَم لِما أشعر بِالكثير من الخَجل وَ أنا اتحدث مَعه، رغمَ انها لَيست مَرتي الأولى في التَحدث اليه، لكن كَلامه وَ نَبرة صَوته الدافِئة بِشكل كبير جَعلتني أشعر بِخجل اكبَر.

جَلسنا عَلَى إحدى المَقاعد بَينما نَحن ساكتين وَ نَتناول المثلَجات بِهُدوء، لكنني كنتُ أشعر بِنظراته لي. كانَ يَنظر لي بِمنتهى الدفئ وَ الحَنان، وَ هذا اربكني أكثَر فَـ أكثَر، وَ جَعلَ مَعدتي ترفرف. ثمَ تَذكرت ما قاله لِاخيه لِـ أردفَ بِهُدوء اخفي خَجلي :عذراً حَضرة الطَبيب. أردتُ سؤالكَ عَن شَيء ما.
اردف بِصوت عَميق وَ يَبدو انه كانَ غارِقاً في التَفكير :تَفضلي.
قلتُ بِإستغراب :لَقد قلتَ لِـ شقيقكَ أنني الفَتاة التي حَدثته عَنها، بِما حَدثته عَني؟
بانَت عَلَى مَلامحه الصَدمة، لكنه إبتسمَ في النهاية بِدفئ وَ خَجل لِيلعقَ مثلجاته يحاول إخفاء تَوتره، ثمَ اردفَ بَعدها بِصوت عَميق :أحَقاً لا تَشعرينَ بي؟
تَنهدَ بِعمق يحاول استجماع شَجاعته لِيَردفَ بَعدها بِنفس النَبرة وَ هو يَنظر امامَه يَتحاشَى النَظر لِعيناي :هَل تَعتقدينَ أنني اعتبركِ مجردَ زَبونة في عيادَتي فحسب؟ هَل كنتُ لِأهتم لِزبونة هكذا وَ أخبر اخي وَ زَوجته عَنها؟هَل كنتُ لِأصدعهما بِكِ وَ بِـ سيرتكِ لو كنتِ غَير مهمة بِالنسبة لي؟ أليست مَشاعري واضِحة حقَاً؟
نَظر لي بِحب وَ دفئ بِينما يَبتسم بِحَنان كَبير وَ يَردف بِهمس :أنا معجب بكِ يا روبـي.
ارتفعت دَقات قَلبي مَع اعتِرافه الذي لَم أكن اتوقعه وَ مناداته لي بِاسمي. كانَ هذا اخر شَيء قَد افكر به في حَياتي بِأكملها.
شَعرت بِمشاعري تَثور في داخلي، لكنه شعور رائِع وَ لَطيف. شعور ان الشَخص الذي لَطالما كنتَ معجباً به هو في الواقع يبادلكَ الشعور أيضاً.
اردَفت بِهمس وَ بِنبرة متوترة بَينما أنظر إلى الأرض :أنا أيضاً.
يَبدو انه لَم يَسمع ما قلته، أو لَم يَستوعبه فقَد اردفَ بِإستغراب :ماذا؟
رَفعت رَأسي لِأتشجعَ اكثر بعدَ رؤيتي لِوجهه وَ اردف بَينما اخذ نَفساً عَميقاً :أنا أيضاً معجبة بِك حَضرة الطَبيب.
ثمَ عدتُ لِانزال رَأسي بِارتباك وَ خَجل شَديد، لِينهض من مَكانه بَينما يَردف بِصَراخ سَعيد:حقَاً؟ هَل أنتِ صادِقة؟ ألستِ تَمزحين؟
لَم استَطِع تَمالك نفسي لِأضحكَ بِشدة عَليه وَ عَلَى رَدة فعله السَعيدة.
وَقعَت المثلَجات من يَده لِيقترب مني وَ يَمسك كَتفاي وَ هو يَردف بِعدم تَصديق : أنتِ جادَة صحيح؟ أنتِ لا تَقولين هذا فَقط لأنني اعتَرفت لكِ صَحيح؟
شَعرت بِخجل شَديد، لِأنظر لِمثلجاته وَ اشهق بِحزن مصطَنع بَينما اردف :حَضرة الطَبيب، أنظر إلى مثلجاتك. لَقد وَقعَت عَلَى الأرض.
اردفَ بِغضب لَطيف :فَلتذهب المثلَجات إلى الجَحيم. اخبريني فَقط ان ما تَقولينه صَحيح.
ابتسمت بِخجل لِأومئ لَه، وَ لَم أشعر بِه الا وَ هو يَضعُ يَديهِ عَلَى ظَهري وَ يَسحبني اليه وَ يَصرخ بِسَعادة :يا إلهي اشكرك، سَيتوقف قَلبي من السَعادة.
ضَحكت عَليه بِفرح ،لِأبادله العناق بِسَعادة وَ حب.

وَ مَضت الحَياة.

#وش العبرة من القصة ؟
_ العبرة منها أنه كلنا نحزن لفراق أشخاص مهمين بحياتنا و هم يملون فراغنا ،بينما ما ندري أنه عوض الله لنا بيكون أكبر و ربي بيعوضنا بشخص مناسب .
كما قلت من قبل أنه القصة تتحدث عن أشخاص القطط أو الحيوانات الأليفة بصورة عامة و معاناتهم مع الوحدة دون حيواناتهم 💗

طَبيب القِطَط Where stories live. Discover now