الفصل الخامس

104 8 7
                                    

 
صدحت أصوات لعب الأطفال داخل بيت العزازى تصم الأذان بصياحهم وركضهم خلف بعضهم البعض بينما تجلس شمس ونسمة جانبا تتبادلان الحديث بهدوء وكأنهما يجلسان بمنتزه هادئ متغافلين عن صياح الأطفال

قالت نسمة وهي تجلس باسترخاء فوق مقعد وثير تمسح على بطنها المنتفخ ببطء

:-  والله لكِ وحشة يا شمس .. اتأخرت زيارتكم المرة ديه كتير

ارتخت شمس في جلستها بدورها وإجابتها بتلقائية

:-  المدارس بقى هنعمل إيه ..كان لازم الولاد ينتظموا في الدراسة .. المهم أخبارك إيه عرفتى نوع المولد؟.

ابتسمت بتفاخر أنثوى ومازالت كفها يدلك فوق بطنها برفق

:- واد إن شاء الله ... عجبالك إكده

شهقت شمس ترفع كفها في الهواء توقف استدراك نسمة وتبعد هذا الفأل عنها بعيداً

:- ما تقوليش في وشى الله يخليكِ .. ده أنا خلاص استويت .. أنا عايشة في غابة من الرجال .. الولاد هيجنونى .. ده أنا نسيت أنوثتى خلاص .. تصدقى بالله أنا أوقات صوتى بيخشن وبجعر زى يوسف بالظبط وبعدها أقف أسأل نفسى الصوت ده خرج منين

ضحكوا سويا بمرح وشمس تواصل شكواها

:- الحياة في بيت كله صبيان صعب جدا .. سيرك مستمر لا يهدأ

غمزتها نسمة بعينها وأصابعها تمتد تقرصها بساعدها بمشاغبة

:- خلاص هاتيلك بت تطرى الجعدة شويه

:- لا يا ستى أنا كده كويس أوى كفاية عليا تلات ولاد وأبوهم

مصمصت نسمة شفتيها تمازحها بوقاحة ثم همت بالنهوض تدعو شمس معها

:- تعالى أمعايا نشوف الوكل چهز ولا لسه .. سعدية لحالها اليوم في المطبخ

تأبطت نسمة ذراع شمس تعاود حديثها وتحاول إقناعها بإنجاب المزيد من الأطفال

:- وإيه يعنى تلاتة .. طب ده أنا ناوية على الرابع من دلوك

:- أنتِ طول عمرك مجنونة عاوزانى أبقى زيك .. أرنبة

لوت شفتيها بكبرياء تدافع عن فكرها

:- مالها الأرنبة .. أنا بدى أعوض سنين الحرمان من الخلفة وأچيب لحسام عزوة كبيرة تضلل علينا

لكزتها شمس بكتفها وهما تتهاديان سويا يقطعان  البهو نحو المطبخ

:- عزوة ولا مولد .. مش سامعة المهرجان اللى إحنا قاعدين فيه

رفعت نسمة كفيها إلى السماء تدعو برضا

:- ربنا يزيد ويبارك يا ختى هو في أحلى من أصوات العيال في الدار .. همليهم يلعبوا ويتبسطوا

وفي ثوان خلال هجمة مرتدة غير محسوبة كانت الكرة ترتفع في الهواء داخل البهو  متجهة إلى رأس نسمة التي صرخت بتألم ورفعت ذراعيها تحمى رأسها بخوف ثم هرعت ركضا تجذب شمس معها

غيـوم البـعادOù les histoires vivent. Découvrez maintenant