جلسة شاي

142 16 13
                                    

في فترة ما بعد الظهيرة الهادئة، تسللت أشعة الشمس عبر النوافذ  و الأبواب المغطاة بالورق في منزل رينغوكو. جلس رينغوكو امام والده شينجيرو وهما يحتسيان الشاي أثناء  لحظة من السلام التي ينتزعونها من بين براثن الحرب.

راقب شينجيرو ابنه بابتسامة دافئة، ثم قرر أن يطرح الموضوع بلطف:" كيوجيرو، يا بني، كيف هي حياتك الزوجية؟" . أجاب رينغوكو، وهو يستمتع بالهدوء في تلك اللحظة، بضحكة مكتومة: "أبي، الحياة مع هيميكو هي نعمة مطلقة. إنها محاربة استثنائية وشريكة حياة رائعة."

لمعت عيون شينجيرو بارتياح لرضا ابنه، مع أنه كان قلقا من أن هذين الإثنين يعانيان من بعد المسافة بينهما ، بل كان يخشى ألا يتحملا طويلا على هذا المنوال. لكنه كان يدرك أيضا أن كلاهما محاربان يأخذان مسؤولياتهما على محمل الجد ، بل يضعان حاجات الناس أمام راحتهما الشخصية. لم يملك إلا أن يكون فخورا بطفليه العزيزين .

ومع ذلك، تغلب عليه الفضول و بعض الخبث و تابع:" و ماذا عن المستقبل؟ هل سنسمع عن رينجوكو الصغير يركض في انحاء هذا المنزل عما قريب؟"

كان رينغوكو يحتسي رشفة من الشاي في تلك اللحظة ، فوجد نفسه فجأة أمام سؤال غير متوقع. و في خضم ارتشافه ، راودته شرقة حادة و سعل بقوة و هو يحاول تنظيف حلقه. أسرع شينجيرو إليه وضرب  على ظهره بحرارة في محاولة للمساعدة.

قال شينجورو والقلق بادي على وجهه: "اهدأ يا كيوجيرو. يبدو أن ذلك كان غير متوقعا". التقط رينغوكو أنفاسه وابتسم ابتسامة ممتنة:" شكرًا لك يا أبي... حسنًا... أنا...اه....لم نفكر في هذا الأمر كثيرًا بعد". كان شينجيرو متفاجئا للحظة ، اذ انه لم يعهد لابنه التردد في الإجابة على أسئلته.

صدرت ضحكة متوترة عن شينجيرو و قال:" خذا وقتكما يا بني. الحياة لديها طريقة مميزة لتمنحك السعادة في الوقت المحدد تماما . فقط تذكر، سواء كان الأمر يتعلق بمحاربة الشياطين أو تربية أسرة، فأنت تمتلك روح رينجوكو بداخلك"، استرعى حديثه ذاك ضحكة من ابنه .

و بينما واصلا تناول الشاي، انجرفت المحادثة إلى مواضيع أخف، وغمرت أشعة شمس الظهيرة الهادئة  الغرفة، مما ألقى إحساسًا بالصفاء على الأب والإبن. وتعززت الرابطة بينهما في اللحظات الهادئة المليئة بالتفاهم غير المعلن والأمل المشترك في مستقبل يعمه السلام .

مواقف عائلية Kde žijí příběhy. Začni objevovat