12_طيرٌ يريد الحُرية

Start from the beginning
                                    

_جامدة بس غبية. 

ألقى الجملة وألتفت لشقيقه وقبل أن يتحدث وجد مجموعة سيارات تقترب منهما وكأنها حربٌ أُعلنت عليهما وفي هذه اللحظة أمتن هو لألم رأسهِ الذي جعله يرحل مع شقيقه ليقفا سويًا هُنا في إنتظار حربٍ شارفت على البدء،  وهاهي تُقرع طبول الحرب، حرب الخصوم فيها لم يتواجد في قاموسهم الشرف، ولا تُعرف عنهم النزاهة، وقد فهم "إيـهاب" أن هذا ماهو إلا فخًا صُنعَ لهما سويًا، وبالطبع فهم من تسبب في ذلك لذا تلقائيًا حرك ذراعه للخلف يمسك شقيقه ويتصدر مقدمة المعركة مثل الرادع الذي يحمي حوائط القصر الملكي.. 

حينها نزلوا عدة رجال من السيارة يترأسهم ذاك المزعوم باسم عضو مجلس الشعب ووقف أمام الآخر يتشدق بنزقٍ: 

_مش معقول "عمهم" بنفسه؟ الليلة كانت معمولة لأخوك لوحده، بس بصراحة منور وكالعادة بوظت الليلة. 

ابتسم "إيـهاب" بزاوية فمهِ وتحدث بسخريةٍ تهكمية وهو يشدد مسكة ذراعهِ لشقيقه يتأكد من حمايته من أي غدرٍ قد يطوله: 

_معلش جت على الضيق، بس مش قديم الحوار دا؟ كل ما تحتاج تسيطر واحد ترميله واحدة على الطريق وتهدده إنه يسمع كلامك يا يتبلغ عنه؟ جدد شوية، متبقاش حمار وكمان خايب مع بعض. 

حسنًا هو يعرف كيف يفرض هيمنته على الجميع، يعرف كيف يدير الحوار دون أن يستطع غريمه أخذ ما يريده منه، ولذا أقترب منـه الآخر أكثر وهتف صراحةً بدون حتى تورية لمقصد كلماته: 

_بص يا ابن الناس، بلاش تقف قصاد حد أنتَ متأكد إنك مش قده، وكلنا مش قده، متبقاش أنتَ غبي وتضيع من إيدك فرصة زي الشهد، مش هتخسر أي حاجة بالعكس هتكسب كتير أوي، أخوك عنده اللي مش عند حد، ربنا رزقه بكنز وهو دافنه وقافل عليه، عارف لو منك؟ أعمل زي أبوك، كان ناصح وعرف يكسب دهب من ورا أخوك. 

من جديد هناك جرحٌ يتوسط القلب وكأن حياته ناقمة عليه وعلى راحته، كلما حاول تناسي ما يُعاني منه عاد الماضي يتجسد في هيئة عصابة مثل هذه تود التحكم به، هكذا فكر "إسماعيل" الذي وقف خلف شقيقه فيما تصدى "إيـهاب" لهم يتولى مهمة الدفاع لأجل شقيقه هاتفًا بنبرةٍ محتدة: 

_وأنا أخويا مش للتجارة، ورسالتك وصلت إنك تقدر تقرب منه في أي وقت، بس وربنا اللي خلق الخلق كلهم، في ساعتها راسك هتكون تحت رجلي وبدوس عليها، أنتَ واللي معاك، واللي حصل دا أنا هعتبره موقف خايب طلع من عيل هلهولة ميعرفش الأصول، ومش هرد عليه، علشان ردي أكبر منك أنتَ وعيلتك كلها. 

تواجده في هذه اللحظة هو ما أدى إلى تدمير المُخطط بأكملهِ، وبالطبع أكثر من ذلك ستصبح حربًا على شيءٍ مبهمٍ فالأفضل إنسحاب أحد الطرفين ويُفضل أن يكون إنسحاب الخصم الضعيف، لذا تحرك الآخر برجالهِ نحو سياراته، لكن قبل أن ينطق أشار على الفتاة وهتف بنزقٍ: 

غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التانيWhere stories live. Discover now