Part 03: هوس الماضي

1 0 0
                                    

في زاوية مظلمة من مقهى قديم، جلس كريستوف ينتظر بصبر. كانت الساعة تدق معلنة عن وقت اللقاء الموعود. دخلت إيفانا، متألقة كالعادة، لا تعلم بالوجه الآخر للقصة التي ستُروى.

إيفانا، أخيرًا وجدتكِ. لقد اشتقت لهذه اللحظة. قال كريستوف بنبرة دافئة، مخفيًا خلفها نواياه الحقيقية.

بادلته إيفانا الابتسامة، غافلة عن الأفكار التي تدور في رأسه. كريستوف، لقد كان الانتظار طويلاً.

مع كل كلمة ينطقها كريستوف، كان يرسم في ذهنه خطته الخبيثة. كان كل شيء مجرد تمثيلية محكمة، وكانت إيفانا الممثلة التي لا تعلم عن الدور الذي تلعبه.

أتعلمين، إيفانا، لقد جلبت لكِ هدية. قال كريستوف وهو يخرج صندوقًا صغيرًا من جيبه.

أخذت إيفانا الصندوق بحماس، لكنها لم تكن تعلم أن الهدية ليست سوى جزء من لعبة كريستوف الخطيرة. كانت الهدية مجرد وسيلة لكريستوف ليقترب أكثر، ليصل إلى مبتغاه الذي طالما خطط له.

وبينما كانت إيفانا تفتح الصندوق ببراءة، كانت عيون كريستوف تلمع بنظرة ماكرة، تعكس الظلام الذي يختبئ في قلبه.

وبينما كانت إيفانا تتأمل الهدية بعينين متلألئتين، لم تكن تدرك أن كريستوف كان يعد العدة للحظة الحاسمة. إيفانا، هذه الهدية ليست سوى بداية ما أريد أن أقدمه لكِ. قال كريستوف بصوت محمل بالوعود.

ماذا تعني؟ سألت إيفانا بفضول.

لقد جئت اليوم لأعرض عليكِ فرصة لا تُرفض. فرصة للانضمام إلى عالمي، عالم حيث القوة والثروة لا حدود لهما. كان كريستوف ينسج شباكه بمهارة، مستغلاً نقاط ضعف إيفانا ورغبتها في النجاح.

لكن إيفانا كانت حذرة. وما الثمن؟ سألت بصوت متردد.

أوه، لا شيء يُذكر. فقط التزامكِ الكامل بقضيتنا. أجاب كريستوف بابتسامة مخادعة.

كانت الأحداث تتسارع الآن، وكان كريستوف يشعر بالنشوة وهو يرى خطته تتحقق. لكن ما لم يكن يعلمه هو أن إيفانا كانت تخفي سرًا خاصًا بها، سرًا قد يقلب الطاولة عليه تمامًا.



إيفانا، هناك شرط واحد لقبولك في عالمي، شرط لا بد منه. قال كريستوف بصوت جاد.

نظرت إيفانا إليه بتوجس، تشعر بثقل الكلمات قبل أن تنطق بها. وما هو هذا الشرط؟

أريدك أن تتزوجي بي. سيكون زواجًا يجمع بين القوة والنفوذ، وسيعزز مكانتنا في المجتمع. كان صوت كريستوف يخفي وراءه إصرارًا لا يقبل الرفض.

شعرت إيفانا بالصدمة تجتاحها، فلم تكن تتوقع مثل هذا الطلب. ولكن لماذا؟ لماذا يجب أن يكون الزواج جزءًا من هذا الاتفاق؟

لأنه الطريقة الوحيدة لضمان الولاء التام. ولا تقلقي، فأنتِ ستعيشين حياة الرفاهية. قال كريستوف بثقة، متجاهلاً تردد إيفانا.

ولكني لا أحبك، ولا يمكنني الزواج من شخص لا أحبه! احتجت إيفانا بشجاعة، ولكن كريستوف كان قد اتخذ قراره.

ليس لديك خيار، إيفانا. هذا هو الشرط، وإذا رفضتِ، فستخسرين كل شيء. هددها كريستوف بنبرة باردة.

وبينما كانت إيفانا تحاول استيعاب الوضع الجديد، كان كريستوف يخطط للخطوة التالية. لكن ما لم يكن يعلمه هو أن إيفانا كانت تخفي سرًا خاصًا بها، سرًا قد يقلب الطاولة عليه تمامًا. كانت تحمل معلومات قد تدمر كل ما بناه كريستوف، وهي مستعدة لاستخدامها إذا لزم الأمر.






FLASHBACK


كانت إيفانا تسير بثقة في الشوارع، غير مدركة للعيون التي تراقبها من بعيد. كريستوف، الذي كان يخفي وجهه خلف جريدة في أحد المقاهي، لم يستطع أن يصرف نظره عنها.

كانت إيفانا تمثل له أكثر من مجرد امرأة جميلة؛ كانت تمثل القوة والنفوذ الذي طالما سعى إليه. في كل خطوة تخطوها، كان يرى فيها المفتاح لتحقيق أطماعه.

يومًا ما، ستكونين لي. همس كريستوف لنفسه، وهو يتابعها بنظرات متوقدة.

كانت إيفانا تشعر بالقلق أحيانًا، كأن هناك شيئًا يختبئ في الظلال، لكنها كانت تُعزي ذلك لمجرد توتر العمل وضغوط الحياة.

وفي تلك الليلة، حيث تلتقي الأقدار، كان كريستوف قد قرر أن يجعل خطوته الأولى. سأجعلها تقع في حبي، ومن ثم، ستكون كل شيء بيدي. كانت هذه الكلمات تدور في ذهنه وهو يخطط للمستقبل.

كان يراقبها من بعيد، يدرس تحركاتها ويحفظ جدولها اليومي. كان يعرف متى تذهب للعمل، متى تتناول قهوتها المفضلة، وحتى الكتب التي تختارها لقراءتها في أوقات فراغها. كانت إيفانا تعيش حياتها بلا علم بأنها أصبحت محور عالم كريستوف.

وفي أحد الأيام، قرر كريستوف أن يخرج من الظلال. اقترب منها بابتسامة مصطنعة وقدم نفسه كمعجب بها. إيفانا، لقد لاحظتك منذ فترة، وأنا معجب جدًا بشغفك وتفانيك في عملك.

كانت إيفانا متحفظة في البداية، لكن كريستوف كان مصممًا. استمر في ملاحقتها بالمجاملات والهدايا، محاولًا كسب ثقتها ومودتها.

لكن مع مرور الوقت، بدأت إيفانا تشعر بأن هناك شيئًا غير صحيح. كان هناك شيء في نظرات كريستوف، شيء في طريقة حديثه، يثير الشكوك في قلبها.

والآن، بعد ثلاث سنوات، وقفت إيفانا أمام كريستوف، تتذكر تلك الأيام بحذر. كانت تعلم أن هناك شيئًا مظلمًا يكمن وراء ابتسامته الساحرة، وكان عليها أن تكون حذرة.


You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 17 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

سلاسل الظلWhere stories live. Discover now