الفصل ال٢٣

Start from the beginning
                                    

كادت أن تستجيب لتلك الغفوة التي تطالبها لنيلها الراحة داخل أحضانه، ولكنها تذكرت حديثه بأمر شقيقتها الجالسة الآن بغرفتها، فحلت ذراعيها المحاطة لرقبته وتراجعت خطوتين للخلف على استحياءٍ، ومن ثم ركضت لتفتح الباب وتغلقه بوجهه كمن ترغب بصرف عفريت المشاعر التي استحضرتها، فبقى محله مبتسمًا، هامسًا:
_قطعت نص الطريق لسه النص التاني وأقدر أقول بكل ثقة إنك اتعالجتي يا فطيمة!
                                  *****
تفاجأت زينب بوجود شقيقتها، فضيقت عينيها الفيروزية بدهشةٍ:
_انتي لاش رجعتي لبيتك أ فطيمة،ماشي المفروض اليوم عرسك؟

(إنتي رجعتي الاوضة ليه يا فاطمة، مش المفروض النهاردة فرحك).

نزعت حجابها عنها واتجهت لتجلس على الفراش وهي تجيبها بخجل:
_العلاقة بيني و بين علي ماشي بحال داكشي اللي انتي فاهمة،
زينب انا باقية كنتعالج من داكشي اللي طرا ليا،
باقي الكوابيس كتلاحقني،انا عارفة بانه علي عمره ما غيضغط عليا و غيتعامل معايا بحذر،
انا بغيت ناخد هاد  الخطوة و نتقرب منه،  و لكن صدقيني ما قداش،كاين حاجز بيني و بينه و ماقادراش نهرسه واخا ف شي اوقات كنحس  بانه اقرب ليا من نفسي
انا كنحس معاه بحنان و احترام ما حسيتوش مع حتى شي واحد اخر.

(العلاقة بيني أنا وعلي مش زي ما أنتي فاهمه، زينب أنا لسه بتعالج من اللي حصلي، لسه الكوابيس بتطاردني، أنا عارفة إن علي عمره ما هيضغط عليا وبيتعامل معايا بحذر، ونفسي أخد أنا الخطوة دي وأقرب منه بس صدقيني مش عارفة في حاجز بيني وبينه مش قادرة أكسره مع إني أوقات بحس إنه أقرب ليا من روحي، أنا بشوف معاه حنية واحترام محستش بيهم مع أي حد)

اتجهت لتجلس جوارها على الفراش، تخبرها بابتسامة هادئة:
_انا كنت حزينة عليكي ا فطيمة،و لكن لما مراد عاودلي على الدكتور علي و على زواجكم فرحتلك بزاف،
و باين من الشوفات ديالو و اهتمامه بيك طول الحفلة بانه كيبغيك
(أنا كنت حزينة أوي عليكي يا فاطمة، بس لما مراد حكالي عن الدكتور علي وعن جوازكم فرحتلك أوي، وباين من نظراته واهتمامه بيكي طول الحفلة إنه بيحبك.)

ابتسمت تلقائيًا وقالت:
_علي فعلا رجل عظيم،هو الراجل الوحيد اللي ما كنحسش بالخوف و انا معاه خصوصا من بعد داكشي اللي اتعرضت ليه
(علي فعلًا شخص عظيم، الراجل الوحيد اللي مبحسش بالخوف وأنا معاه وخصوصًا بعد اللي اتعرضتله!)

وعاد الحزن يرتسم  على معالمها، حتى أدمى الدمع عينيها، فقالت:
_كنت كنتمنى بابا و ماما يكونوا موجودين معايا في نهار بحال هدا،
انا اتحطمت لما وصلني خبر الموت د ماما و دابا زدت اتقهرت فاش عرفت بالموت د بابا.

(كان نفسي بابا وماما يكونوا موجودين معايا في يوم زي ده، أنا انكسرت لما وصلني خبر وفاة أمي ودلوقتي زادت كسرتي لما عرفت بوفاة بابا.)

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) Where stories live. Discover now