الفصل ال١٩

6.5K 579 99
                                    

#صرخات_أنثى...(#الطبقة_الآرستقراطية!..)
                      #الفصل_التاسع_عشر.

"اللهم لا تجعلني ثقيل على قلب احد وابعدني عن من يتمنى بُعدي ولو كان احب عبادك لقلبي."

صدمتها بتلك اللحظة كادت أن تجعلها عاجزة عن الحديث، لم يكن بأوسع مخيلاتها أن ينكشف أمر حبها لأحدٍ من أبناءها، أبقته سرًا حربيًا لا ينفك لأحدٌ معرفته، تماسكت فريدة بثباتها ورددت متصنعة عدم الفهم:
_إنت تقصد أيه بكلامك ده يا علي؟

منحها نظرة دافئة طويلة، قبل أن يجيبها بحروفٍ عميقة:
_ماما أنا عارف بقصة الحب اللي كانت بينك وبين عمي.

رمشت بعينيها بدهشةٍ، وبدت حائرة بما يتوجب قوله بتلك اللحظة، فقالت بشكٍ:
_هو اللي قالك صح؟

هز رأسه ينفي عن عمه تلك التهمة، وقال:
_مقاليش حاجة، يا ريته كان عملها يمكن الفراق ما بينكم مكنش هيوصل لكل السنين دي.

أخفضت عينيها أرضًا حرجًا، بالعادة تجلس الأم برفقة ابنها تحاول اقناعه بالزواج من فتاة يحبها، والآن تجد وضعًا غريبًا لا تعلم كيف ستتعامل معه، ابنها يطالبها بالزواج وخوض حياة حرمت ذاتها منها منذ سنواتٍ.

أجلى صوته الخشن:
_متفكريش فينا احنا خلاص كبرنا وبقينا رجالة، فكري بنفسك لو مرة، فكري بالسنين اللي قضتيها وإنتِ بعيدة عنه، كفايا توجعي قلبك المجبور على الفراق.

أطلت له بنظرة تحوم بعينيها الغائرة، مرددة بصوتٍ يحتقن البكاء به:
_تفتكر إنه يستاهل إني أعمل كده بعد ما اتخلى عني يا علي؟

سحب دفعة من الهواء وأخرجها ببطءٍ، إن أخبرها الحقيقة التي أمنها له أحمد لكانت تعلم بأنها ارتكبت خطأ تندم لاجله ما بقى من عمرها، ولكنه إستئمنه عليه لذا قال بنبرته الدافئة:
_أنا مش عارف هو أيه اللي، خلاه يعمل كده بس اللي واثق منه إنه لو مكنش بيحبك حب جنوني مكنش فضل من غير جواز بعد السنين دي كلها ومازال مصر إنه يتجوز حضرتك.

نهضت فريدة عن مقعدها واتجهت للشرفة تتهرب من نظرات علي وصمتها يطول بها دون محالة، وبعد فترة صمتها أتاه صوتها المرتبك:
_صعب يا علي، هقول لعمران وشمس أيه؟  ، بدل ما أفكر بتحضرات جوازة بنتي أحضر لجوازي!

لحق بها والابتسامة لا تفارقه، فوقف جوارها يمنحها نظرة حنونة:
_عمران عارف وموافق، أما بالنسبة لشمس فأعتقد مش هيكون عندها أي مشاكل لانها بتحب أنكل أحمد وهتتقبله بينا لإن ده مكانه اللي يستحقه.

بدت حائرة لا تعلم ما ستقوله، فوجدته يجذبها إلى صدره يحتوبها كأنها ابنته الصغيرة، غاصت بين جسده ولا أحدٌ يصدق بأنها والدته، فتعلقت به وهمست إليه:
_ربنا ما يحرمني منك يا علي، إنت ابني وأخويا وصديقي وكل شيء بمتلكه في الدنيا.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) Where stories live. Discover now