10_ ما أشبه الليل بالبارحةِ

ابدأ من البداية
                                    

_فداكِ يا " قـمر" أنا جاي علشانك أنتِ، أوعدك مش هآخرك، دقايق بس في مشوار قريب لهنا، ولو مش حابة محدش هيجبرك، بس أنا هتبسط لو جيتي معايا، ووالدتك عارفة وموافقة ورحبت أوي، ممكن؟. 

حركت رأسها موافقةً بإيماءةٍ خافتة وقد جذب انتباهها تواجد "إيـاد" بداخل السيارة فتحركت نحوه ترحب به بحفاوةٍ كبرى جعلته يبتسم لها حتى جاورته في الجلوس بداخل السيارة بينما "أيـوب" جلس على مقعد القيادة وحرك رأسها للخلف بنصف إلتفاتة هاتفًا بنزقٍ للصغير: 

_والله؟! هتقطع عليا من الأول كدا؟ أنتَ إيه اللي جابك؟. 

ضحكت "قَمـر" رغمًا عنها وطواعيةً من قلبها الذي تهللت أساريره برؤيته على الرغم من ألم قلبها بسبب خوفها على شقيقها، بينما الصغير فكعادته غمز لـعمهِ وهتف بمراوغةٍ شقية بمرحٍ: 

_جيت أتعلم منك يا قدوة، مش بكرة هكون مكانك؟. 

رفع "أيـوب" كلا حاجبيه فيما توسعت ضحكة "قـمر" أكثر ورفعت كفها تُغطي فمها على عكس "أيـوب" الذي توعد للصغير بنظراته وعلى العكس أختار الصغير اللامبالاة اللامتناهية في التعامل حتى قاد عمه السيارة وتحرك لأول منطقة حارة "العطار" وقد ركز ببصره خلال المرآة على الأريكة في الخلف حيث جلوسها مع الصغير يتسامران سويًا في الحديث وكأنهما رفيقان دامت صداقتهما لأعوامٍ، وقد أمتن لقدوم الصغير الذي ساهم خفيةً في تغيير حالها، وبعد مرور دقائق من القيادة الهادئة ترجل هو من السيارة وتبعته هي ومعها الصغير فيما وقف هو أمام المحل وأشار لها ما إن قرأ التعجب باديًا على وجهها وهتف مُفسرًا ما يُخفي حيرتها: 

_بصي يا ستي، معاكِ ربع ساعة من دلوقتي هتدخلي هنا تجيبي اللي نفسك فيه، والحساب عليا، دقيقة زيادة عن الربع ساعة الحساب عليكِ أنتِ، مع العلم إني هدفع مهما كان الحساب إيه رأيك؟؟. 

توسعت عيناها بذهولٍ ما إن ألقىٰ العرض عليها فيما توقفت هي حائرة أمامه حتى أشار هو على ساعة معصمه وهتف بمراوغةٍ يُشاكسها وهو يُردد إصبعه على زجاج ساعته حتى استعادت هي رابطة جأشها ودلفت المكان الخاص بمنتجات العناية بالبشرة بمختلف أنواعها وقد وقف هو ينتظرها وهو يتابع تحركها داخل المحل مثل فراشةٍ جذبتها أضواء الحديقة اليافعة، وقد ابتسم هو برضا تام وهالته حالة انتشاء مُرضية لحواسهِ وهي تلتقط ما تُفضل وتحب بهذا المكان، كانت تتحرك بحماس طفلةٍ صغيرة أتى بها والدها لمدينة الملاهي وترك لها حرية الإختيار فيما توده.. 

بينما هو وجد نفسه يبتسم بسمة أخذت الطابع الأبوي أكثر من كونها نشجتها العاطفة، ووقف يُمعن نظره فيها بملامح انبسطت حتى مر الوقت المُعطى لها فرفع كفيه يشير لها بعلامة الإنتهاء فقررت هي أن تتدلل عليه؛ لذا أخذت عبوة أخرى من أحد منتجاتها المُفضلة وهي تراقص حاجبيها له وقد ابتسم هو بقلة حيلة ثم أشار على عينيه كونه مُرحبًا بذلك، وتوجه إليها يدفع الحساب المطلوب منه، وعلى الرغم أن المبلغ لم يتوقعه هو في مثل هذه الأشياء لكن بنفس التوقيت لم يصل لحد المُبالغة، بينما هي علمت وأدركت أنه يفعل كل شيءٍ لأجلها هي حتى وإن كان غريبًا عليهِ.. 

غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن