p3

8 1 1
                                    

شمس ألتفتت الى أخيها: لاتحزن أبي يريدك أن تتميز ويكون لك أسمك بالمستقبل
غيث أبتسم والضيق واضح على ملامحه: هيا لنذهب لاتتأخري على غيوم
خرجت شمس مع أخيها ولأن منازلهم  كانت قريبة من بعضها وصلوا خلال بضع دقائق
هبطت من العربة مع أخيها ألتفت لصوت العربة الذي تحفظه عن ظهر قلب أبتسمت بأتساع لكنها  تلاشت فورًا عندما رأت "بطلها" تكسوا ملامحه الضيق والحزن رغم محاولاته الفاشلة ان يظهر غير هذا
غيث: أدخلي الى الداخل سأتكلم مع برق قليلاً
شمس بهمس: دعني أطمأن عليه لايبدوا أنه بخير
غيث: شمس أدخلي الى الداخل
شمس دخلت بأنزعاج لقد عاشت كل حياتها أمام أعين  برق لماذا فجأة غيث بدأ بأبعادها عنه رغم معرفته انه أكثر شخص ساهم بتأسيس شخصيتها الحالية ولولاه لما وصلت لمكانتها الحالة ولقبها الذي أهدته إياه عندما كانت تبلغ من العمر7 سنوات"بطلي" والذي الى الأن مازالت تنطقه لاشعورياً كلما رأته
غيث أغلق باب العربة وذهب بأتجاه برق الذي هبط من عربته وهو يحاول تجاهل مشاعره تنهد بضيق عندما رأها تدلف الى المنزل دون أن تلقي عليه التحية حتى..!!
غيث بأهتمام: مابك لاتبدوا بخير
برق: لا أنا بخير لاتقلق مشا خطوتين لكن أوقفته يد غيث
غيث: غيوم بحاجة لك أنت فقدت أخيك لكن هي فقدت توأمها أنت تعلم جيداً حجم تعلقها به لاتدعها تشعر بفقدانه أنت يجب أن تعوضها
برق سحب شهيق وزفر بضيق مكبوت: دعنا ندخل يبدوا أنها ستمطر
غيث حاوط كتف برق بيديه ومشا معه للداخل
......
سيلين تمشي بالشوارع تائهة لاتعلم الى أين تذهب مدينة جديدة،وجوه جديدة،وهموم جديدة ضمت معطفها الى جسدها يديها ترتجف  بخار يخرج من فمها  من البرد رمشت بتوتر عندما رأت مجموعه شبان في اوائل العشرينات وجميعهم يتأملونها بصمت او بالأصح يتأملون شعرها بطوله المُغري وشكلها الغير مألوف دخلت الى شارع صغير زفرت بأرتياح عندما عبرت من أمام الشبان دون أن يتحرك منهم ساكن رفعت أعينها تتأمل الشارع حي صغير بيوت شعبية متراصة وبأخره محل صغير لا تعلم لما شعرت بالراحة عندما دلفت الى الحي الأنوار باللون الأصفر تتوزع على أبواب البيوت ،والأطفال يملئ أصواتهم الحي، أمام أحد المنازل يتجمعوا أربع رجال في منتصف الخمسينات وأمامهم طاولة تملؤها كاسات الشاي ولعبة الشطرنج أصوات ضحكاتهم العالية نشرت البهجة في الأرجاء شعرت بنظرات الأستنكار من الأطفال الذين توقفوا عن اللعب وباتوا يتأملون الفتاة الغريبة التي أقتحمت حيهم البسيط بحقيبتها السوداء بدرجاتها التي تصدر صرير مزعج عند تحركها وملابسها الفاخرة التي أعطتهم نظرة عنها بأنها ابنة أكابر لم تذق طعم الحزن!
أما عن الرجال ف أكتفوا بتأملها من بعيد بنظرات تملؤها الأستنكار
تقدمت الى المحل الصغير رأت رجل في منتصف الخمسينات يكسوا الشيب شعره يجلس على كرسي خشبي يمسك كتاب قديم بين كفيه عاقداً حاجبيه بأنسجام
سيلين بتوتر: مرحباً
صاحب المحل  رفع رأسه سحب  نظارته الطبية ووضعها على الطاولة ووقف شملها بنظرة تأمل سريعة وأنتبه على حقيبتها السفرية: أهلاً بماذا يمكنني مساعدتكِ؟
سيلين: أريد كعك وعصير برتقال
صاحب المحل ذهب بأتجاه الثلاجة وسأل: هل أنتِ مُقيمة هُنا؟ هذه المرة الأولى التي أراكِ بها
سيلين بهدوء: لا أنا أتيت اليوم الى هذه البلاد إنني من البلد المُجاور أتيت مع والدتي سكتت قليلاً ثم أكملت هل أجد بيت للإيجار هُنا؟
صاحب البقالة: لا أعلم إن كانوا أهل القرية سيقبلون بأنتقال فتاة غريبة لوحدها الى الحي
سيلين: لست وحدي قلت لك أتيت مع والدتي هي الأن بالمشفى وأنا لا أعلم شيئا عن المنطقة أرجوك ساعدني!
صاحب البقالة: لاتترجيني أنتِ بعمر بناتي وأنا لن أقبل أن تبقي بالشارع لوحدكِ انا فقط لا اريد أن تتعشمي زيادة أخرج علبة عصير وقطعة كعك وتقدم منها: خذي وأجلسي هنا^أشار على الكرسي الخشبي^ سأذهب لأخبر رجال الحي بقدومك لاتقلقي لن ندعكِ وحيدة
سيلين أبتسمت بأمتنان: حسناً شكراًلك
ذهب الرجل وجلست سيلين على الكرسي وبدأت بالأكل بشراهة
........
في الشارع
صاحب البقالة( أبو مَجد): تقول أنها من البلد المُجاور وأن والدتها بالمشفى وتبحث عن منزل للإيجار
أبو محّمد (كبير القرية): حتى وإن كنا لا نعرفها لايجب أن ندعها وحيدة
أتفق الرجال معه فهو معروف بحكمته وحُلمه
أبو أحمد: لكن أولاً يجب أن نعرف أصلها لاتنسوا أن لدينا شباب ومُراهقين لايمكننا أن ندع فتنه تجلس بيننا دون أن نعلم عنها شيئاً
أبو مَجد: حسناً تعالوا معي لنأخذ منها المعلومات التي قد تهمنا
سيلين همت واقفة عندما رأتهم يدلفون الى المحل شبكت يديها ببعض بتوتر
أبو محّمد: كيف حالك ياأبنتي؟
سيلين: بخير ياعم
أبو محّمد: ماأسمك؟
سيلين بتلعثم: سيلين
أبو محّمد: أهدئي أنتِ بأمانتنا
سيلين أبتسمت بأستحياء
أبو محمد: كم عمرك، لديكِ إخوة؟
سيلين: أنا وحيدة والدي توفاه الله وأمي بالمشفى عمري 22عاماً
أبو محّمد: ماذا تعملين؟
سيلين: أنا لا أعمل لقد أتيت لأكمل دراستي الجامعية سأبحث عن عمل في الصباح ان شاءالله
أبو محّمد: حسناً لدينا منزل صغير بجانب منزل أبو مَجد كانت تقطن فيه إبنتي الكُبرى سأجعلك تسكنين فيه الى أن تجدي عمل وسكن مناسبين لكِ
سيلين قالت بأمتنان: أشكرك من أعماق قلبي
أبو مَجد لم يعجبه أن أبو محّمد أتخذ القرار دون ان يعود إليهم لكنه قرر أن يصمت الى أن يكونوا لوحدهم
دخلت الى المنزل الصغير الخشبي شعرت بالراحة عندما دلفت إليه وأكثر مانشر السعادة في قلبها وجود المكتبة الصغيرة التي تحوي كُتب من جميع المجالات أغلقت الباب بأحكام بعد ان تشكرت ابو محّمد وتوجهت الى المكتبة تناولت كتاب وأستنشقت رائحته بنهم قبلته وأعادته وهي تمرر أصابعها على باقي الكتب والتي غطى التُراب أغلفتها نزعت معطفها ووضعته على الطاولة وتقدمت ناحية  الشباك عندما سمعت صوت زخات المطر نظرت الى السماء بغيومها و قالت بصوتها الشجي:
أيا ليلُ زنْدُ البيّن يقدحُ في صّدري
ونار الأسى تَرمي فُؤادي بالجَمرِ
تنفست الصعداء وأغلقت الشباك باحكام ودلفت الى الغرفة الصغيرة وضعت حقيبتها على السرير الخشبي وأخرجت بيجامة قطنية بدلت ملابسها وتمددت بفراشها وسمحت لشلالات  الدموع التي كتمته منذ الصباح أن ينهمر على خديها القطنية تبكي مرض أمها  وشعورها بالوحدة، تبكي خوفها من الفقدان، تبكي ضياع سندها وخوفها من ضياع مستقبلها بين التشتت واليتم، تائهة في دروب الحياة وهي لم تكمل ال22 بعد
أغمضت عينيها  وغرقت بالنوم بتعب
......
في الصباح
فتحت عيونها بأنزعاج من اشعة الشمس التي تسللت الى غرفتها كالمُحب الذي تسلل الى غرفة محبوبته ليسترق النظر الى وجهها الملائكي ازاحت عن جسدها الغطاء وهمت واقفة وذهب بإتجاه صوت زقزقة العصافير العالي فتحت الشباك وإذا بها ترى عش عصافير
صغير ابتسمت بحب وأغلقت الشباك ذهبت الى الحمام أغتسلت وخرجت الى والدتها
فتحت الباب ووجدت مجموعة من الفتيات والنساء ويبدوا أنهم كانوا بانتظارها
رفعت نظارتها الشمسية ووضعتها فوق رأسها وهي ترى النظرات النارية من الفتيات والتي لم تفهم معناها، تقدمت مِنها احد النساء في منتصف الأربعينيات ومدت يدها لتصافحها: مرحباً عزيزتي أنا أم محّمد جارتكِ
سيلين صافحتها بحرارة: أنتِ زوجة العم أبو محّمد؟
أم محّمد بأبتسامة: نعم أهلاً بكِ بيننا
سيلين بأبتسامة خجولة: شكراً لكِ
أم محّمد:  من عادات اهل القرية ان نستضيف ضيفنا لمدة أسبوع كل يوم وجبتك عند عائلة من عوائلنا
سيلين قالت بأحراج: لا داعي لذالك يكفي أنكم اويتوني وتقبلتموني بينكم
أم محّمد: هذه من عاداتنا المتداولة عزيزتي ألتفت للخلف الى إمرأة بمثل عمرها قصيرة القامه ممتلئة بعض الشي ونادتها: أم ملاذ تعالي هُنا
تقدمت ام ملاذ بأبتسامة هادئة ومدت يدها لتصافحني
مددت يدي بدوري وصافحتها قالت لي بود واضح: أهلاً بكِ بيننا اشارت الى منزل صغير مقابل لمنزلي وقالت: هُنا منزلي أول يوم لكِ سيكون عندي
سيلين بأحراج واضح: حقاً لا داعي إنكم تحرجونني بلطفكم
على بعد بضع السانتيمترات
..قالت بغيرة واضحة: أنظري الى لونه أيتها العمياء ضحكت بأستهزاء: يبدوا أنها  صبغت شعرها بطلاء الأظافر الأسود
..: ملاذ كفي عن التحديق بها بهذه الطريقة أنتِ لست هكذا مابكِ؟
ملاذ تنهدت بضيق: لقد سمعت محّمد يوصفها لأخيكِ اغرقت عينيها بالدموع لكنها رفعت رأسها بكبرياء وأكملت: لقد أعجب بها التفتت لصديقتها وقالت: لقد استمر بالسعي خلفي خمس سنين لم اراه ينظر لغيري قط الا بعد قدومها..! هل فهمتيني انسام؟
أنسام بأبتسامة حنونه: أفهمك جداً عزيزتي وأنا أقسم لك حتى وأن أعجب بها لشكلها الخارجي قلبه سيظل ملككِ للأبد لاتنسي أنه رجل وهي فتاة مُغرية لاعليكِ سنتقرب منها ونعرف خفايا شخصيتها والأن عودي لرشدك أنظري أنيسة قادمة بإتجاهنا
أبتسمت ملاذ بإستهزاء: لكل مرء من اسمه نصيب إلا أنيسة
ضحكت أنسام برقة
تقدمت منهم انيسة بصوتها العالي: كيف حالكم يافتيات اشارت بيدها لسيلين: هل تحدثتم معها
قالت أنسام بهدوء: ليس بعد لم تفسح لنا المجال خالتي
ضحكت انيسة بمكر وهي تنظر لملاذ بطرف عين: يبدوا أن احدهم سيوضع على الرف قريباً
قبل ان ترد عليها ملاذ قالت أنسام: إن كنت تقصدين ان محّمد سيترك ملاذ التي حارب لأجلها خمس سنين ف احب أن اطمأنكِ أنكِ مخطئة الذي تفكرين به لم ولن يحدث أبداً انهت كلامها بأبتسامة لطيفة وهي تنظر الى ملامح أنيسة التي ولتهم ظهرها وهي تتوجه لسيلين
.......
غيث استفاق وللمرة الأولى باكراً ارتدى ملابسه بسرعه وخرج بعد تناول هاتفه ووضعه في جيب بنطلونه
ابتسم وتقدم من طاولة الطعام والتي يملؤها كل مالذ وطاب قبل رأس والديه وجلس بجانب شمس التي قالت بمزاح: ماهذا النشاط لأول مرة بالتاريخ الضابط غيث صقر البارق يستيقظ قبل أن اموت من الجوع وتنقطع حبال امي الصوتية فلتشهد أيها التاريخ فلتشهد هذا الحدث العظيم
ضحك غيث بأستمتاع وهو ينثر شعرها الذهبي على وجهها الطفولي
قال والد غيث: ماسر هذا النشاط؟
غيث بأبتسامة هادئة: لو علمت أنكم ستدهشون هكذا لما استيقظت أنكم تجرحون كبريائي

تشرق شمس أمالنا ويحل برق مخاوفنا Hikayelerin yaşadığı yer. Şimdi keşfedin