الفصل ال٢١

ابدأ من البداية
                                    

_أمممم، أنا بقول تقفل على ما أصلي وأنزلك ننجز لإني حاسس إن عمي اختفى وبقى مكانه السيد روميو اللي راجع لجوليت حافظلها كام بيت من الشعر يعيدوا بيه الامجاد... سلام مؤقت يا باشا.

وأغلق الهاتف والابتسامة تتسع على وجهه، فأسرع للحمام ساخرًا بهمسه الخافت:
_حتى عمي!!! الله يحرقك يا عمران هتعدي مين تاني هنا،مش فاضل حد غيري وأنا للأسف مينفعش أنحرف، مينفعش!!
                                   *****
على رنين هاتفه للمرة الثالثة، فتأفف بغضبٍ وأغلق مياه الدُوش ثم لف المنشفة حول خصره وخرج يجذب الهاتف ليجيبه بعصبية بالغة:
_أيه يا جمال، نازل رن رن أيه ما خلاص مدام متزفتش رديت من أول رنة يبقى بديهي إني متزفت مشغول وبديهي بردو إني لما هتزفت أفضى هتنيل أكلمك تاني، مش حفلة رن هي، بتحسسني إنك عايش دور الزوجة الرزلة اللي عايزة تعرف جوزها راح فين بأي شكل!!

_حيلك يا عم الوقح، بكبورت واتفتح عليا!!  قلقت عليك لما مكلمتنيش إمبارح فقولت أطمن عليك لو محتاج حاجة، غلطت؟!

زفر عمران بضيق، وألقى جسده على الفراش يشير بانفعال:
_واديني رديت أهو، أنا تمام وزي الفل ولما هتيجي بليل هتشوف وتعين، ها في حاجة تانية؟

وصل صوت ضحكاته الصاخبة إليه، وشاكسه قائلًا:
_اهدى طيب هي مدام مايسان عاملاها معاك وبتطلعها عليا ولا أيه؟

أسدل حاجبيه بغضب:
_مين دي يا روح أمك اللي تستجرا تعملها معايا، ما تصطبح في يومك اللي مش باينله ملامح ده، مش كفايا قطعت عليا راحتي في الحمام إلهي ربنا يقل راحتك يا بعيد.

قهقه عاليًا، وبصعوبة قال:
_على سيرة السيدة الوالدة فهي راكبة جانبي أهي، لسه واصلة من المطار حالًا.

تنحنح بحرجٍ من اندفاعه بالحديث، وقال:
_سمعت اللي قولته من شوية يالا؟

ضحك وهو ينفي له:
_يا ريتها سمعتك كانت شجعتني على قطع الصحوبية المنيلة بنيلة دي، وأترحم من لسانك الوقح ده.

ابتسم بامتنانٍ للحظ الذي جعل جمال يستغني عن فتح سماعة الهاتف على غير عادته، وقال:
_اديها الفون أرحب بيها بنفسي.

وصل له صوته الهامس من وسط ضحكاته:
_أخاف بصراحة أنا طول السنين دي بقنعها إني مصاحب رجالة محترمة، هتسوء سمعتنا لو بدايتها كانت مكالمتك إنت، هخليها تكلم يوسف الأول وبعدها اصدمها بيك.

كز على أسنانه بغيظٍ ليصل صوته المكتوم له:
_ليه مصاحب بلطجي من نزلة السمان بروح أمك!

ضحك الاخير يستشهد على تلك الذلة:
_صدقتني إنت مبتقدرش تتحكم في نفسك!

عبث باصبعيه بين خصلات شعره المبتل، وقال:
_خلاص بكره إن شاء الله هجي أزورك وأشوف الحاجة وش لوش، على رأيك المكالمات مفهاش قبول، هي بس تشوفني وهتقع في سحر وسامتي، مين في الكون يعني فلت من تحت إيد عمران سالم الغرباوي!!

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن