وقف آيلان هنالك كالشبح، لفترة من الوقت، لم يقل اي منا اي شي، كان يحدق بي دون ان يتحرك، مثل شخص لا يتنفس، في النهاية هز راسه ببطء

"انسى ما قلته، ما الذي اتوقعه من اخي الذي لم يظهر دمعة واحدة طوال حياته"

لم يستطع آيلان إلا ان يضحك

"على اية حال، لا يهم الماضي، الآن لقد اصبحت اقوى كما تريدني، هل انت سعيد؟" كان هنالك تلميح خافت من الغضب في وجهه، مجددا، كان تعبيرا غير مألوف

"اجل، انا سعيد لانك قوي ويمكنك حماية نفسك، لن يستطيع احد ان يمسك بسوء بسهولة"

لم يبدو آيلان راضيا باجابتي، ضيق عيناه بحدة وكانه ينظر الى عدوه

"هل ما قاله الشياطين عنك صحيح؟"

لم اجب، لا فائدة من الانكار في هذه اللحظة، لكني وجدت الاعتراف بالحقيقة صعبا

"قالوا انني اشبه قائدهم آريان، هل انت قائدهم حقا؟"

عندما اختفى آيلان، ولم استطع ايجاده، لقد جهزت نفسي لاسوا الاحتمالات، جهزت نفسي لأرى جثته، لكنه كان حيا امامي، باعين ميتة، من كان يعلم انهم سيواجهون بعضهم البعض بهذه الطريقة؟

"يمكنني ان افسر.. دعنا نعد للمنزل الآن" تقدمت إليه وامسكت يده، كانت ساخنة للغاية، لكن ليس لدرجة ان تحرق يدي، ارتجفت شفتا آيلان المغلقة باحكام بشكل متشنج، مع ذلك سمح لي باخذه وجره معي..

كان علي ان اشرح، بدلا من ذلك ساد صمت مميت، لا اعلم إن كان خيالي، لكن يبدو ان درجة الحرارة حولي ترتفع، كنت اتجنب النظر الى آيلان، لم استدر اليه ابدا، لم اتمكن من النظر في وجهه وابقيت عيني على الارض، بعد دقائق من الصمت، تحدث اخي بصوت يبدو وكانه سينكسر باي لحظة

"لقد كانت لدينا شكوك انا واختي، كنت تبدو معزولا دائما بشكل غير مريح، كنا ناتي لغرفتك ليلا ولم تكن موجودا، كنت تمنعنا من ان تاتي اليك، لذلك كنا خائفين ان توبخنا عندما نخبرك، فبقي هذا سرا بيننا.. لكن.. لكن لم يخطر ببالي قط ان ري، اخي اللطيف والمضحي من الممكن ان يكون المسؤول عن بيع الاطفال لياكلها الشياطين.. كيف طاوعك قلبك؟!"

بدت الكلمات الاخيرة مثل الصراخ، في هذه اللحظة كان الجو ساخنا لدرجة انه كان من الصعب التنفس،  لهثت من اجل ان اخذ نفسا، التفت اليه، وجدت ان يدي تموع كقطعة من الشمع بين اصابعه

"منذ ذلك اليوم قبل خمس سنوات، انت تغيرت، ولم تعد الشخص الذي اعرفه" كان صوته اخف من ذي قبل، رايته يبتسم ابتسامة تستنكر الذات وطلب مني بلطف ولهجة باردة

"من فضلك مت، واعد لي آريان، حسنا؟"

رفع آيلان ذراعه، ووضعها على وجهي، اصابعه دافئة، كان الوضع دائما هكذا، لم اشعر بالبرد ابدا في حضور اخي آيلان، سواء كان يضع تاجا من الورد على راسي، او عندما يرسم على وجهي وانا نائم، او حتى عندما يبتسم، في كل الاوقات كان يشعرني بالدفئ

انا الشريرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن