٢

56 3 0
                                    

لقد نجوت في عالم مدمر على الرغم من اني لا امتلك اي قدرة خارقة، خلال الموجة الرابعة كان من الغريب وجود شخص مثلي، مع مرور الوقت كان الجميع يظهر قوى ما او حتى ثلاث قوى، لكني لم اشعر بشيء ولم احصل على اي شيء، لقد تخلى عني اصدقائي لانهم ظنوا اني بلا فائدة وسأموت على اية حال، بعدها بفترة رايت جثثهم، ولم امت، مازلت صامدا.

ربما لست بشريا، هل انا وحش ايضا؟

في مرحلة ما لم اعد واثقا من شي، ربما اكون جزء من موجات الوحوش التي دمرت عالمي، لهذا هم لا يهاجمونني، لا يهاجمون من ينتمي اليهم، هذا ما توصلت اليه.. انا وحش.

"ري، يمكنك ان تأخذ حصتي، انا احب الخضار لكني ساعطيك اياه على اية حال، اثني علي، حسنا؟"

خرجت من سلسلة افكاري عندما ناداني اخي الصغير آيلان، عقد ذراعيه بفخر وهو يقدم طعامه لي، انا وهو وآيفين كنا نجلس على طاولة الطعام، ثلاث خدم واقفين بجانبنا في حالة احتجنا الى شي، وحارسين يقفا عند البوابة، جذب انتباهي خلف آيلان كانت هناك نافذة عملاقة، استطعت رؤية زهور حمراء جميلة من خلفها، هذا منظر نادر، في العالم الذي اتذكره انقرض عدد كبير من الأزهار، لان لا احد يعتني بها.

ابي في العمل وكانت امي تحضر لحفلة الشاي، ارادت الغائها من اجل القضاء الوقت معي لكن كان هذا مستحيلا وخاصة انها دعت اشخاص مهمين، انا ايضا ادرس في الاكاديمية ومن المفترض اني اخذت اجازة منها واتيت لزيارة عائلتي لأسبوع واعود، لكن يبدو ان والدي لا ينويان جعلي اعود حتى استعيد ذاكرتي واتحسن.

لاحظت ان آيلان يقترب من اذني ويهمس"اه ولا تخبر امي ايضا" نظرت له بهدوء، ضوء الشمس تجعل عيناه الذهبية تتلألأ، لدينا نفس الأعين، لكن حين انظر الى المرأة تبدو اعيننا مختلفة للغاية، هو يبدو جميلا وبرئيا للغاية بينما انا ابدو كزهرة زابلة، بلا حياة.

"سأخبر أمي" ضحكت آيفين واعلنت بخبث وهي تتناول شريحة اللحم، انها توأمه، يتشبهان في كل شيء، التفت آيلان بصدمة وصرخ بها"ماذا؟! لا تكوني واشية! يفترض بكِ ان تقفي في جانبي!"

واستمر شجارهما الطفولي ويبدو انه روتينهما المعتاد، نظرت لهم بهدوء لثواني، انا لا انتمي الى هنا، نسمات الهواء جعلت شعري يرفرف قليلا، وقفت من على كرسي ومشيت نحو النافذة، من المستحيل علي انا شخص بلا موهبة او قدرة انقاذ احد، لا استطيع تغير شي، سوف تهجم الوحوش لا محالة، وعائلتي سوف يموتون امامي، كذلك آيلان وآيفين.. ما الهدف من عودتي؟

وضعت يدي على طرف النافذة، استنشق الهواء النقي، رائحة الأشجار، أتأمل الزهور، كم هذا جميل.. يبدو كالحلم

كان آيلان يجر شعر آيفين، وكان الخدم مشغولين بتهدأتهما، لكن سرعان ما التفت الجميع نحو النافذة عندما سمعوا صوت التطام، ولم يعد آريان يقف هناك بعد الآن"اخي ري؟"

انا الشريرDonde viven las historias. Descúbrelo ahora