9_ عرض مُغري!!

ابدأ من البداية
                                    

في مكانٍ آخرٍ تحديدًا بمحافظة "أسوان"..

جلس "يوسف" في الخارج أمام إحدى البُحيرات المائية في هذه المحافظة ومعه بين أنامله سيجارةً ينفث هوائها خارج رئتيه ومعه في يده دفتر ورقي وقلمٍ وما إن أنهى سيجارته المُدخنة ألقاها بطول ذراعه ثم فتح دفتره يكتب بداخله (1) وبدأ في رسم عيني "عـهد" بعدما اندمج فيما يفعل وقد قطع اندماجه شرود ذهنه في موقف الأمس الذي تسبب في مجيئه إلى هنا..

              (قبل عدة ساعات من هذا اليوم)

رحل "يـوسف" من بيت "نَـعيم" بغضبٍ تفاقم عن السابق دون أن تخمد نيرانه وقد سبق وخطف مدية حادة من غرفة "إسماعيل" ووضعها في جيبه ثم ركب سيارته ولم تلحظه سوى "سمارة" التي ركضت نحو "إسماعيل" وأخبرته بما رآته..

قاد "يـوسف" سيارته إلى بيت "الراوي" ثم ولج البيت سرًا وتوجه إلى غرفة "سامي" يفتحها كما تعلم ذلك حتى أن أعتى الأبواب لم تستعصى عليه في فتحها، وقد أقترب من فراش الآخر وفتح المدية يمررها على وجنته وهتف بنبرةٍ هامسة تشبه فحيح الأفعى:

_نوم العوافي يا ابن "الرقاصة" قوم علشان دي هتبقى أخر نومة في حياتك إن شاء الله، مكتوبالك تموت على أيدي.

أنهى حديثه ثم نزل بالمدية يستقر بها على كف "سامي" وترك بها الأثر الأول لهذه الجولة التي منذ بدايتها تم معرفة الرابح بها، ومن ثم علا صوت "سامي" وكاد أن يصرخ متأوهًا بعنفٍ لكن كف "يوسف"  منعه من ذلك ثم كام بمحاوطة أنفه وفمه معًا يُضيق عليه الخناق وهو يهتف بغيظٍ من بين أسنانه: 

_ بس !! مش عاوز ولا نفس ولا صوت، عمال أفكر وأحسبها يمين وشمال ومش لاقي ليك غير الموت، أنا صبرت عليك بما فيه الكفاية واللي جاي مفيهوش صبر، وكدا كدا أنا قاتل، يبقى التهمة تستاهل بقى. 

أنهى حديثه تزامنًا مع سحبه لـ "سامي" من الفراش وقد إزداد الغضب بداخلهِ حينما تذكر كيف تم سحبه من بيت أمه وتعكر صفو ليلته حينها ثم الإهانات التي تعرض لها على أيدِ رجال الشرطة وحينها صفعه على وجهه بكفٍ كان كافيًا ليعبر عن الغضب الكامن بداخلهِ، كانت صفعة مؤلمة جعلت "سامي" يترنح بين قبضتيه، لكن "يـوسف" أحكم الحصار عليه تزامنًا مع تذكره للضربات التي تلقاها بداخل الحجز ليلًا وحينها كَيْل له أمثالها في وجهه وقد أصابه العمى وأصبح أسيرًا في براثن الانتقام والمتحكم به هي طاقة الغضب القاتمة التي أختلقها الانتقام بداخلهِ، وكأن صوت الأنين المكتوم من الآخر هو وسيلة التنفيس الوحيدة لديه.. 

ألقى عليه الضربات التي أرضت غضبه وإنتقامه ونظرًا لفارق السن بينهما وفرق القوة الجسدية مع إضافة عوامل أخرى مثل الإنتقام والغضب المشحون في القلب أصبحت النتيجة شبه محسومة، وفراق الروح بها نتائج معلومة لكن نيران "يـوسف" المُتأججة لم تخمد بل أخذت تزداد وعليه قرر أن ينهي هذه اللعبة للأبد لذا أعاد فتح مديته وضيق عينيه كما الصياد الذي يتفنن في صيد فريسته وكأن العقل أصبح مُغطى بستارٍ يحجب عنه الرؤية…

غَـــوثِـهِـمْ "يا صبر أيوب" الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن