8_ سوف يتم كشفه بعد

ابدأ من البداية
                                    

تحدثت "نيفين" وهي تطالع هذا الواقف بطرف عينيها فيما شهقت "نجلاء" تلقائيًا وحركت رأسها نحو "تَـيام" الذي سكنت الغصة حلقه واتخذت المقر لها وصولًا إلى أذنيه، ووقف يطالعها بانكسارٍ رغمًا عنه ظهر عليه وقد هتفت "نجلاء" بنبرةٍ عالية توبخ شقيقتها:

_وأنتِ مالك ؟؟ هو أنا كنت اشتكيت؟ دا ابني وليه فيا زي ما أنتِ ليكِ وأكتر، ماليش غيره وإن شاء الله حتى ياخد روحي بس يكون مبسوط ساعتها أنا هكون راضية كمان، وورثي من أبويا دا حقي وشرع ربنا، صرفته على ابني، أنتِ إيه اللي مزعلك يا "نيفين"؟.

اندفعت الأخرى على اندفاع شقيقتها وهتفت بنبرةٍ محتدة لا تعلم إن كانت في وضع الهجوم أو الدفاع:

_اللي مزعلني هو إنك مفضلة الغريب على الكل، عيل مش مننا ومن دمنا وقولنا معلش، لكن توصل إنه يبقى ليه نصيب في كل حاجة وإحنا عيالنا تتمرمط لأ كدا كتير أوي، دا إحنا أخواتك عمرك ما شغلتي بالك بحد فينا، وكل اللي همك البيه بتاعك، ومختاراه، وبكرة يسيبك ويمشي وساعتها هتفضلي لوحدك وهتيجي لينا تاني.

يبدو أنها كانت تحمل بداخل قلبها الكثير وما أن أُتيحت لها الفرصة حينها انفجرت كما البركان الثائر الذي تأججت النيران بداخلهِ، وحينها وقبل أن تتحدث كلتاهما هتف "تَـيام" بنبرةٍ جامدة ويبدو أنه خفى عنها أثر صدمته:

_حقك إنك تشوفيني كدا وأكتر كمان، بس أنا غصبٍ عنك وعن أي حد ابنها وهي أمي، ولو على الفلوس اللي زعلانة عليها فأنا بقى عندي اللي يكفيني وزيادة أوي، وممكن أردلك كل حاجة أضعاف مُضاعفة، وأبقي اسألي أنا طلعت ابن مين وأنتِ هتعرفي إني مش قليل، وإذا كنت لسه هنا فأنا هنا علشان أنا مش قليل الأصل، وهي أمي اللي ربتني حتى لو كنت مش ابنها، بس دي حاجات اللي زيك ميعرفهاش، أصلها بتتحس، عن إذنك.

رمى حديثه ومقصد كلماته ثم خرج من الشقة يهرب من أمامهما، لكن بحالٍ أختلف كُليًا عن جلوسه هنا قبل ظهور هذه المرأة، لقد عكرت صفو لحظته وأفسدت عليه اليوم بقدومها، هذه التي لازالت تكرهه حتى الآن منذ صغره الآن تصرح له بما تحمله بداخلها تجاهه كما لو كان عدوًا لها..

خرج من البنايةِ بأكملها ورغمًا عنه وجد عقله يَكُف عن التفكير إلا بهذا المكان الذي قرر أن يتجه إليه لعله يهرب من نيرانه التي تأججت بداخله فور وصول الحديث إليه والمساس بكرامتهِ وعزة نفسه وهذا مالم يقبله هو حتى لو من أقرب الأقربين إليه.
__________________________________

            <"حضرت السكينة ودلفت البيت">

في منطقة نزلة السمان..
تلك المنطقة الأثرية التي شهدت الكثير من الصراعات والمصائب بأنواعها المختلفة، اليوم ترى الهدوء في أجواءٍ شتوية رائعة وخاصةً حول طاولة الطعام ألتفوا الشباب وعلى رأسهم جلس "نَـعيم" يترأس الطاولةِ لكنه جلس شاردًا في أمر "يـوسف" وأمر ابن شقيقه والمعضلة الأكبر كانت من نصيب ابنه البكري، هذا الذي أصبح يشتاق له بعدد أنفاسه ويحبه بحجم ذرات الرمل المحيطة للبيت، لكن عزة نفسه تمنعه من أن يفرض نفسه عليه..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن