12_ حقيقة

7 1 0
                                    

سقطت عيناها على شخص لم تراه منذ سنوات، قابلتها خصلاته السوداء القصيرة، كان ينظر أمامه بفزع، ثم التفت إليها لتتلاقى عيونهما فتغيرت نظرته تدريجيا إلى أخرى دافئة "مر وقت طويل"، قبل أن يكمل كلامه لاحظ زحف بعض الجثث باتجاههم، امتدت يده بسرعة إلى المسدس...

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

سقطت عيناها على شخص لم تراه منذ سنوات، قابلتها خصلاته السوداء القصيرة، كان ينظر أمامه بفزع، ثم التفت إليها لتتلاقى عيونهما فتغيرت نظرته تدريجيا إلى أخرى دافئة "مر وقت طويل"، قبل أن يكمل كلامه لاحظ زحف بعض الجثث باتجاههم، امتدت يده بسرعة إلى المسدس على حزامه ليلتقطه ويطلق النار على ما يحيط بهم، لكن ذلك السواد صدّ طلقاته ولم تكن الرصاصات العادية كفيلة بانهاء هذا الشيء الذي يلتهم كل ما أمامه،  جالت أعينه في المكان لعله يجد ما يساعده للتخلص منها، خطى خطوات للوراء ليتفادى تلك الأشياء التي تقفز هنا وهناك، وقد غطى لوسيانا بيده وسحبها وراء ظهره، أصبحت الجثث تحيط بهم، ولم تعد هناك مساحة كافية لكي يتفاديا هجومهم، أمسكت لوسيانا بمعطف ثيودور بقوة، وشعرت بالتوتر وهي تبحث عن طريقة تخرجهما من هذا الموقف، وفي آخر لحظة قبل أن تهجم تلك الجثث لاحظت شقا صغيرا في الجدار المقابل الذي سمح بمرور ضوء طفيف، وكيف أن الجثث ابتعدت عن المكان الذي يصله الضوء، صرخت عند إدراكها معنى ذلك "إنهم يبتعدون عن الضوء، حاول إطلاق النار على ذلك الجانب من الجدار" كان رد فعل ثيودور سريعا، وبالفعل عند إطلاقه على ذلك الشق تحطم الجانب الذي بدا ليّنًا عكس باقي الجدار ، النور الذي أحاط بهم جعل الصراخ يملؤ المكان، كان جلد تلك المخلوقات يزداد تعفنا عندما يلامسه الضوء ثم يتيبس ذلك الجسم ليبقى هناك دون روح، سرعان ما تحول الصراخ الحاد إلى هدوء تام، لازال ثيودور في ذهول مما يراه، بينما تلاشت القوة في جسم لوسيانا وسقطت على الأرض مجددا، جعله ذلك يلتفت إليها "ه-هل أنت بخير؟" شعر بأن سؤاله غبي فمن قد يكون بخير برؤية مثل هذه الأمور أمامه، رفعت لوسيانا رأسها لتنظر إلى ملامحه المرتبكة "سأكون بخير، قليل من الراحة ستعيد طاقتي" غطت وجهها بكفيها بينما تأخد نفسا عميقا، شعر ثيودور بالأسف على حالها لكن المكان بدأ يهتز فجأة، جعله هذا يفقد توازنه قليلا لكنه تماسك قبل سقوطه "أظن أنه علينا الخروج الآن"

أبعدت يديها عن وجهها والتفتت يمينا ويسارا باحثة.

"ما الأمر؟"

"لقد كان شخص ما هنا قبل أن تأتي، حاولت مهاجمته لكن الجثث منعتني من ذلك، لكن أين ذهب وقد كان في الجهة المعاكسة للمدخل" اهتزت الأرضية مجددا ومالت على الأرض مستندة على يدها، انحنى ثيودور بجانبها ووضع يدها على رقبته "ماذا تفعل؟"

نور وسط الظلالWhere stories live. Discover now