"الفصل الحادي عشر" "الجُزء الأول"

427 31 7
                                    

ليلة من بين عشر ليال

ليلة واحدة ويغفر لك ماتقدم من ذنبك.
(( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدّم من ذنبه)).
ليلة واحدة وتجمع من الأجور كما لو عشت أكثر من 83 سنة في طاعة الله. { خير من ألف شهر}
ليلة واحدة تطير بك من قاع الظلمات والذنوب إلى قمم النور.
ليلة واحدة  {سلام هي حتى مطلع الفجر}
ليلة واحدة { تنزّل الملائكة والروح فيها}

ــــــــــــــــــــــــــــــ

أذكروا الله.♡

ولا تنسوا غزة في دُعائِكُم ")

ــــــــــــــــــــــــــــــ

خمسُ دقائق مرُّوا على تواجُد تلك الزائِرة الَّتي إقتحمت المنزل فجأةً، وكُل فردٍ من العائِلة يعلمُ بمجيئها يأتي على الفور، وقد كانت تجلِسُ بجوار يعقُوب وهو يُحاوطِها بذراعيهِ وأعيُنهِ مُمتلئة بدموعٍ لم تجِف منذُ أن رآها غير عابئ بوجود أحفاده ورؤيتهم لهُ وهو يبكي، وتحدَّث بنبرة تملؤها الإشتياق..:

_وحشاني أوي يادهب.. أحسن حاجة عملتيها إنك جيتي واللهِ.

_وإنت كمان ياحاج يعقُوب، أنا قولت بقالي كتير أوي ماشوفتكش، ومُكالمات المحمول بينا ماعدتش تكفي ولا تصبرني على البُعد، فجيت أقضي معاك اللي باقي من رمضان.

_زين ماعملتي ياحبيبتي.

رد يعقُوب عليها بتلك الكلِمات وهو يرمُقها ببسمة واسِعة مُحبة، بينما خللت الأخيرة بصرها نحو أحفاده الَّذين لم تراهُم منذُ ست سنوات، وبسمة بسيطة إرتسمت على محياها وهي تراهُم قد كبروا سريعًا، ولكنها إنمحت عندما وقعت عيناها على محمود، وعادت تبتسِم مرة أُخرىٰ فور أن رأت مُصطفى الَّذي كان هو الوحيد يعلمُ مجيئها يلج داخل غُرفة الصالون ويسيرُ بإتجاهِها بلهفة، فنهضت وعانقتهُ مُربِّته على ظهره بعد أن قبلها من كفها وسمعتهُ وهو يقُول..:

_بيت الحاج يعقُوب نوَّر بوجودك ياغالية والله.

مرَّ هذا المشهد أعيُن محمود الَّذي كان يرفعُ إحدى حاجبيهِ بإستنكارٍ من جمودها الغيرُ مُبرر معهُ ومن إبتسامتها ولينها مع شقيقهِ مُصطفى، وقد جحضت عيناهُ عندما تحدثت دهب بنبرة عالية كي يسمُعها الجميع..:

_بما إني جيت هنا، إن شاء الله كُل يُوم هنفطر معَ بعضِنا تحت عند الحاج يعقُوب لحد آخر يُوم في رمضان كـ عيلة واحدة بدل التفكك اللي إنتوا فيه.

وفي آخر كلماتها نظرت لمحمود وكأنها توجِّهُ لهُ ماقالته، ولاحظ محمود تلميحها وتملل بعدم رضى، ولكن معرُوفٌ عنها أن أوامِرها تُنفَّذ غصبًا عن أي مُعترض، فصمت راضغًا لطلبها ظاهريًا، ولكنهُ سيُحاول أن يجد أي حجج للهرب طُوال تجمعهم في رمضان.

"ليْتها تعلم" Où les histoires vivent. Découvrez maintenant