"الفصل الأول"

1.1K 53 44
                                    


هلَّ علينا شهرُ شعبان..ويليهِ أحبُّ الشهورِ لقلبِ المُسلمين،
‏فاستعدُّوا لهُ بالقُرآنِ والكثيرُ من الأعمالِ الصالِحة، كي تزدادُ محبَّةِ اللهُ لكُم..

كُل عامٍ وانتُم بخير،
وعسى اللهُ أن يقدِم رمضان بالخيرُ والبركاتِ عليكُم،
والنصرُ لأهلِ فلسطين الحبيبة ♡

~~~~~~~~~~~~~~~

داخِلِ تلك الحديقة الشاسِعة، والَّتي زيَّنتها ورودًا من جميعِ مُختلِفِ الألوان.. كانت تركُضُ هُنا وهُناك بِفُستانٍ زهري يُشبهها في رقَّتِها بسعادةٍ جالية، وبراءةِ طِفلة لم تُدنس من قِبل أعباء الحياة، ومن دونِ أن تنتبه لتلك الحجارة الَّتي أمامها، تعثَّرت بِها فوقعت على رُكبتيها بقوَّة جعلتها تُجرح وتسيلُ دماءً قليلة منها، فانهمرت الدموعَ من عينيها الَّتي كانت تنظرُ أرضًا بألم، وقد رفعتهُم بعد أن شعرت بكفٍ صغيرة تُربِّت على كتفيها، فابتسمت وسط دموعها وتوقفت عن البكاء عندما وجدت أمامها صديقها الوحيد ينظُر لها بدفئ ويُواسيِها بعينيه، وقد إمتدَّت كفهِ نحو عينيها يمسحُ دموعها، ثُم نهض من أمامِها واتجه نحو حوضٍ مُمتلئ بالورود، وقطف منه وردة، واقترب منها مرَّة أُخرى وجلس جوارها يمُد يدهُ المُمسِكة بالوردة نحوها قائلًا ببراءة..:

_ماتعيطيش...سمعت ماما بتقول إن الورد بيداوي الحُزن فجبتلك وردة جميلة شبهك.

وتمُر خمسُ سنوات على هذا المشهد.. وفي نفس المكان، هرولت الفتاة بأقصى سُرعتها وكأنَّها صاروخ، ودمُوعِها تتساقطُ بجنُونٍ على وجنتيها، حتى توقَّفت على عتبةِ باب المنزل الشاسِع تنظر لذلك الَّذي يسيرُ برفقةِ رجلٌ يحمِلُ حقيبتين مُمتلِئتان ويُجاورهُ إمرأة تمسكُ بين كفيِّها بكفي ولدين مُتجِّهينَ جميعًا نحوَ سيَّارةٍ تبدوا وكأنَّها تنتظِرهُم، وقد تابعتهُ بعيناها الَّتي لا تستطيعَ أن ترى من خِلالها بسبب الدموعِ الَّتي تحجِبُ عنها الرؤية، ومن بينِ كُل هذا همست بحُرقةٍ كبيرة..:

_متسيبنيش وتمشي.

وأتبعَ قولها بسيلانٍ من الدماء الغزير يتدفَّق من أنفِها، ووقوُعِها على الأرضية فاقدة للوعي.!

❈-❈-❈

أدخلت رأسِها الَّتي كانت تُخرجها من النافِذة تتأملُ الخُضرة الَّتي تُحيطُ بالمنزل، وافتغر ثُغرها عن إبتسامةِ حنين عندما تذكَّرت الماضي الجميل والمُؤلِم، والحبيب الَّذي ذهب ولم يعُد للآن، وقد نهشها الإنتظارُ الطويل، ولكنَّها لم ولن تمِل حتَّى تموت، فمن سِمات الحُب الحقيقي الصبر والإنتظار، وها هي تسيرُ على النهجِ الصحيح دونَ أي أخطاء.

_شرود الصُبحية دا أنا عارفاه كويس.

إلتفتت ذِكرىٰ خلفها تنظُر نحو باب غُرفتِها الَّذي ولجت منهُ صاحبة الجُملة، فتبسَّمت بسُخرية تسألُها بحاجبين معقودين..:

"ليْتها تعلم" Where stories live. Discover now