إعتراف

3 2 0
                                    

السُحب المظلمة تتحرك تجاه فينرر أثناء ما هو جالس يكتب برسالة أنه قد نصّب نفسه حاكماً للمملكة و أنه سينضم إلي مملكة لانجو راما حليفاً لها ، لكن سرعان ما وصلته حمامة زاجلة خضراء اللون متوهجة و جلست أمامه فعرف أن من أرسلها هي أخته سيدرا.

عندما إنتهي فينرر من قرائة الرسالة ذهب إلي جنود المملكة ليأمر جنوده بالتمركز حول قصر الحُكم مستعدين لهجوم آت في أي لحظة ، ثم قال له جيليب و هو يقف بجانبه: ''لا تقلق سأحميك بحياتي فأنت أخ سيدرا حبيبتي ، و سيدرا لن تريد أن يمسك جرح''.

فينرر لم يكن خائفاً من الهجوم القادم و لم يكن خائفاً من التنينة بل ظل ينتظر بشراهة فرصة الإنتقام من تلك الملكة لقتلها أمه ، و ظل ينتظر حتي رأي شيئاً يطير في السماء متجه نحوهم ، فإقترب ذلك الشيء و إقترب أكثر فأكثر حتي إتضح لفينرر و جيليب أن التي تطير هي سيدرا قادمة نحوهم.

هبطت سيدرا أمامهم تسعل قائلة: ''لقد بلعت ذبابة في الهواء!''.

ثم ركضت تحتضن فينرر فقال لها: ''لا يجب أن تكوني هنا ، بعد قليل هذا المكان سيكون خطر جداً عليك''.

فقالت له: ''لا تقلق فلا أعتقد أن ظهر التنينة يستطيع أن يحمل عدداً كبيراً من الرجال''.

فقال لها فينرر: ''لماذا جئت هنا يا سيدرا؟ ستكونين آمنة مع الملك فيليبي''.

فقالت له: ''إذا سقطت هذه المملكة لتلك الملكة نروجارا سيكون ذلك بمثابة باب فُتح للهجوم علي مملكة الفِرع''.

فقال جيليب: ''لا تقلق يا فينرر فسيدرا ساحرة قوية جداً''.

نظر فينرر إليه ثم قال: ''إذهب بها إلي غرفتي الخاصة و أبقها أمنة هناك''.

فقالت سيدرا و هي تسحب يد جيليب: ''جيد فأنا أحتاج لمكان هادئ كي أقرأ فيه شيئاً...إذهب بي هناك يا جيليب''.

أخذها جيليب إلي الغرفة كما أمرته و أغلق الباب و النوافذ ليبقيها آمنة ، ثم جلست سيدرا علي الأريكة تقرأ من المذكرة فجاء جيليب يجلس بجوارها يريد أن يقول لها شيئاً فأسكتته قبل أن يتكلم ، فجلسا بصمت لفترة فقطع الصمت جيليب قائلاً: ''أصبحت أشعر أنكِ لا تحبينني كما أحبك يا سيدرا''.

إنتظر جيليب ردها فظلت صامتة لم تتغير ملامح وجهها الباردة فقال لها رافعاً صوته بعض الشئ: ''لماذا تتجاهليني؟ لماذا أصبح تصرخين في وجهي منذ أن بدأ الزرزاء يطاردنا؟ لماذا لا تحبينني كما كنتِ من قبل؟''.

إنتظر جيليب ردها مجدداً فنظرت سيدرا بعينيها البنية إليه قائلة: ''ألا يجب عليك أن تفكر في شيء آخر؟ هجوم الملكة القادم مثلاً؟''.

عادت سيدرا تقرأ من المذكرة فقال لها جيليب: ''هل أنت واقعة في حب رجل آخر؟ أهو الملك فيليبي؟ لقد رأيت أثناء علاجي في القصر كيف كان يسئل عنك ، هل تحبيه؟''.

تجاهلته سيدرا في بادئ الأمر لكنها أجابته بكلمة:''لا''.

أثناء ما فينرر يقف بالخارج إذ رأي من بعيد شيء أبيض يطير في السماء ؛ فأخذ من الرجل بجانبه المنظار من يده لينظر خلاله فيري تنينة بيضاء تحمل علي ظهرها عشرة رجال و بجوارهم مائة جندي يطير في الهواء ، فصاح الرجل بجانب فينرر: ''كيف يُعقل هذا؟ جيش طائر!؟''.

فقال له فينرر بهدوء: ''إنهم العشرة علي ظهر التنينة ، لابد أنهم سحرة يحملون الجنود في الهواء*رفع فينرر صوته ليصيح* أطلقوا الأسهم علي هؤلاء السحرة ليقع الجنود علي الأرض!''.

أما بالغرفة حيث جيليب ظهر علي وجه سيدرا إبتسامة خفيفة ، ثم قالت لجيليب مُغلقة المذكرة: ''أنا..أحب أن أعامَل بطريقة تجعلني أشعر بأني مميزة ، أنت أو فيليبي تجعلانني أشعر بأني مميزة ، كذلك الرجال أحب أن أحركهم كما أشتهي''.

نظر إليها جيليب لا يدري ما يقول فإقتربت إليه سيدرا و أكملت قائلة: ''هل كنت تظن بأني أتجاهلك؟ أني لا أفكر بك؟ هل جعلك ظنك تشعر قليلاً بالوحدة؟ *ضحكت سيدرا* لا بل أنا فقط لم أستطع أن أحركك كما كنت أشتهي ، لم أستطع إخراج ما أريد منك ، في الحقيقة أنا أحبك يا جيليب فأنت أول من خضع تماماً لي''.

شعر جيليب بإرتباك شديد و قال لها: ''هل ذلك يعني أن مشاعري تجاهك ليست حقيقية؟ أنت كنتِ تستمتعين بي فقط؟ *وسعت عينا جيليب مندهشاً و مستائاً و قليل منكراً* لا أنا أحبك حقاً! أنا أحبك! أنتِ ظللتي تزورينني بالسجن! كنتِ أنتِ الشيء الجميل الوحيد الذي منع عني عذاب السجن!''.

إبتسمت سيدرا إبتسامة مريبة جميلة و قالت: ''كنت أريد السيطرة علي شيء لم يكن عند أحد...تنينك''.

تحولت عينا سيدرا من اللون البني إلي الأخضر المتوهج ؛ فسمع جيليب أصوات همسات حوله و أخذ يصبح بصره مغشي ضبابي و أصبح رأسه مشوشاً ، إقتربت سيدرا منه أكثر فأكثر و هي تفك زر صدرها ليظهر أمامه ثم قالت: ''هذا ما يجعلني أسيطر علي الرجال ، جسدي و سحري...إقترب يا جيليب''.

إقترب جيليب لها كأنه لا يتحكم بجسده فحاول الإبتعاد عنها فضحكت بصوت عال و قالت: ''أتحاول مقاومتي؟ أنا أسحرك منذ أول يوم قابلتك به بالسجن فلا يمكنك مقاومتي ببساطة ، كنت مبتدأة جداً حينها و الأن أنا أكثر قوة''.

أمسكت سيدرا بيده ثم وضعتها علي صدرها و قبّلته و هو يحاول الإبتعاد عنها بلا فائدة ثم قالت له: ''هذا ما أحب! لعبة السيطرة علي الأشخاص! أتظاهر بأني لطيفة معك و أني أريد أن أنقظك من عذاب السجن ، أتظاهر بأني ثملة لكي أوقع فيليبي في حبي فيصبح لدي ملك أليف يفعل ما أشتهي ، أنا أحب التحكم!''.

سمعت سيدرا صوت القتال خارج الغرفة حينها أغلقتسيدرا زر صدرها ثم قرأت سحراً علي جيليب فشعر بألم شديد يجري بجسده ، و خرج ريشأسود من كل بقعة من جسده ، و إنبثق جناحان أسودان من ظهره ثم تحول إلي تنين ضخمخرج عن الغرفة من كِبر حجمه محطماً سطحها ؛ فصاحت به سيدرا: ''أقتل التنينةالبيضاء!''.

سيدرا : الساحرة الملكيتيةWhere stories live. Discover now