عندما فتحت سيدرا عيناها الخضراء المتوهجة كانت تطفوا فوق الأرض ، و أخذت تركض بسرعة ناحية غرفة والدها فطرقت بابه بشدة لكنه لم يجب فقال لها خادمه الشخصي أنه ذهب ليقابل الملك بغرفة الحرب ؛ فركضت سيدرا تهرع إليهما.
ففتحت باب الغرفة بقوة جعلت الباب يصدر صوتاً عالياً ؛ فتفاجأ كل من بالغرفة فقال لها والدها: ''سيدرا؟! هل كل شيء بخير؟!''.
فأخذ من بالغرفة يتمتم عن المرأة المجنونة فقالت لوالدها: ''الملك بينعرم سيرسل تنينة معها محاربين ليقتلوا أخي!''.
لم يفهم أكثر من بالغرفة ما كانت تقوله و أخذوا يتهامسون: ''من هذه؟'' ، ''ساحرة مجنونة!'' ، ''لهذا يجب أن نمنع النساء عن السياسة'' ، ''ماذا تعني بذلك إني إمرأة أيضاً أيها الغبي!''.
لكن الملك فهمها و وقف ليصيح بصوت عال في الرجال: ''جهزوا أحصنة الجيش و خذوا ثلاثمائة جندي إلي المملكة شمالنا فورا!!''.
فنهض من بالغرفة ينحنون للملك ثم غادروا لينفذوا أمره فتقدم الملك لسيدرا يُطمإنها بأن أخاها لن يموت ، عادت سيدرا إلي غرفتها تكتب بورقة صغيرة إلي أخيها عن هجوم الملكة نروجارا ، ثم ربطت الورقة حول ساق حمامة زاجلة و قرأت عليها سحراً جعلت ريشها ضوئه أخضر متوهج فطارت الحمامة ناحية الشمال.
أخذت سيدرا تتحكم بأنفاسها القلقة علي أخيها الخائفة من نيران التنينة و تذكرت أنها لديها تنين كذلك ، لكنها فقط لا تدري كيف تجعله يتحول من هيئة الرجل إلي تنين ، و أخذت تفكر كيف تستطيع تلك المرأة نروجارا أن تغير شكلها من إمرأة إلي تنينة.
ظلت سيدرا تفكر كثيراً لكنها لم تصل إلي شيء ، فتذكرت هؤلاء الرجال ذوي العبائات الحمراء أنهم كانوا يسرقون كتب السحر من الزرزاء ؛ فربما لديهم شيئاً لا يعلمونه عن التنانين ، خرجت سيدرا من قصر الحكم فوجدت كم هائل من الجنود يتجهزون للذهاب إلي المملكة الشمالية.
فظنت في نفسها أنهم بطيئون جداً فأخذت تسرع إلي مقر الرجال ذوي العبائات الحمراء ، طرقت سيدرا بابهم ففتحه لها أحدهم فأمرته بأن يأخذها إلي الغرفة التي بها كتب السحر فأخذها إليها ، ثم جلست سيدرا تقرأ الكتب سريعاً تنظر إلي العناوين ثم إلي بضعة فقرات أسفلها.
كتاب ثم كتاب ثم كتاب فلم تجد شيئاً ، فوجدت مذكرة صغيرة ففتحتها لتقرأها فوجدت أنها مكتوبة برموز قديمة جداً ؛ فوضعت المذكرة في جيبها كي تذهب إلي أباها لتستشيره في فك الرموز ، لكن قام الرجال ذوي العبائات الحمراء بإقافها و قال لها أحدهم بفارغ الصبر: ''أيتها الساحرة! أين تذهبين؟ هل نسيتي أن تجلسي لتنظري لنا بالعالم الآخر؟''.
فقالت لهم سيدرا عابسة: ''لدي شيء أكثر أهمية ، إبتعد عن طريقي!''.
فقال لها أحدهم: ''أيتها الساحرة لقد نفذ صبرنا معك و أصبحنا نظن أنك لا تأخذيننا بجدية ، ألا تريدين عودة والدتك إلي الحياة؟''.
فغرقت سيدرا بغضبها قائلة: ''أيتها الساحرة؟ نفذ صبرنا معك؟ أنسيت مع من تتكلم!؟ أنا سيدتك!!''.
فطعنها رجل من خلفها بحقنة قامت بسحب دمائها ثم نزعها عنها ، بألم شديد مكان الطعنة إلتفت سيدرا حولها فوجدت أنها محاصرة فتَلت سحراً فطارت في الهواء قائلة: ''سوف تندمون جداً علي فعلتكم هذه لكن يجب أن أُنقذ أخي أولاً''.
طارت سيدرا مباشرة إلي غرفة والدها فلم تجده بها ، ثم إتجهت إلي قاعة الحرب مجدداً فوجدته يستعد للذهاب مع جنود فيليبي ، فأرته المذكرة فأخذها منها يقرأها قائلاً: ''أين وجدتي هذه يا سيدرا؟ هذه المذكرة مكتوبة بالرموز...قبل إختراع الحروف ، ذلك يعني أن كاتب هذه المذكرة زرزائي أكبر مني سناً''.
فقالت له سيدرا: ''أذلك يعني أنك لا تستطيع قرائتها؟ أيمكنك علي الأقل أن تعرف عمّا يتحدث كاتب المذكرة؟''.
فقال لها بعد النظر طويلاً: ''إنها تتحدث عن خصائص الزرزاء ، و عن ما يميز بعضهم عن بعض...أنظري هنا *أشار ليبتار لها علي رمز إنسان صغير الحجم بجانب إنسان كبير الحجم* أعتقد أن ذلك يعني الزرزاء الذين يستطيعون تغيير حجمهم...كوالدتك!''.
أعطي ليبتار المذكرة لإبنته قائلاً: ''أبقيها معك يا سيدرا ، أنا لا أستطيع أن أقوم بسحر لذلك هي بلا فائدة معي ، إذا قرأتي منها ستستطيعين يوماً ما إدراك كل المعلومات بها ، ذلك لأنك ذكية جداً يا إبنتي''.
أخذ ليبتار يرتدي درعه إستعداداً للقتال ثم قاللله لسيدرا: ''إذهب يا أبي و إحذر نيران التنينة ، أنقذ أخي و إقطع رأس المرأة التيقتلت والدتي!''.
أنت تقرأ
سيدرا : الساحرة الملكيتية
Fantasyفي سنة 763 بعد أن مرت خمسة و أربعين سنة منذ سقوط الإمبراطورية القرمزية و وقوع البشر تحت حكم كائنات سحرية بنفس جسدهم لكن أقوي و أسرع منهم يسمون الزرزاء ، بالطبع حاربتهم ممالك البشر لأنهم شعروا أنهم سقطوا من حكم إمبراطورية قاسية إلي حكم مملكة غير عادل...