الملف التاسع

64 2 23
                                    

لا يمكن للاردن ان يدافع عن نفسه ضد اسرائيل ان هجمت فقد انهكته الحرب و اعتدئات الجولان
. ا ذن سيتكفل العراق بحمايته
  -مؤتمر الشرق الاوسط 1962

....
كانت الصفعه مؤلمه ،على وجهه
لانه فشل في اثبات نفسه لوالده ، الذي حدق فيه  غير راض " كان المفترض يكون ادائك افضل " قال اشور بصوت مليء بالقسوه
لم يجب اردن بل ابتلع ريقه و حاول ان لا ينظر لوالده "ما يهم ..اني اعرف شلون اسويك احسن .."سحب اردن من ياقته و ثبته على الحائط بعنف خانقا اياه  و ابتسم"تدري ..حتى نظراتك يذكرني بيها "  تكلم عن زوجته سلمى  و بعنف تمسك بذقن اردن و ادخل ابهامه في فمه جاعلا اياه يختنق " صير ولد حباب  و لا تفشل بمهامك .و الا .." ضغط بابهامه على لسان اردن الذي ناظره بخوف .
تركه والده و جثا اردن على الأرض يقح و يتنفس بسرعه ،بعض الدموع تسيل من عينيه .
.

فتح عينيه محدقا بالسقف ، مدركا انه عاش ذكرى بينه و بين والده المتوفي ثانيه .تنهد و نظر الى جنب السرير حيث صوره والده معهم.  حدق في الصور لبضع دقائق قبل ان ينهض و ينظر للارسطو طاليس قليلا ." ...حتى بعد موتك بعدك ترعبني " تمتم لنفسه كأنه يخاطب والده .
خلع اردن قميصه امام المراة شاعرا بالقميص يحتك بجلده و ظهره و نظر الى وجهه
كانت هناك بعض الدموع في عينيه ، مسحها بذراعه و تلمس جسده قليلا .اردن لم يكن كبير العضلات .كان جسده لين لكن قوي صلب ، كتفيه عريضين و صلبين ، ملامحه عربيه و مليحه .رموشه الطويله تغطي جفنه الرقيق . كره اردن جسده لانه كان مشوهاً
كانت هنالك اثار كالخدوش ،كبيره على ظهره و عند فخذيه .تلمسهما  بطرف اصابعه مزدريا ..كان تشوه جسده واحده من اسباب خوفه من العلاقات الجسديه .ماذا لو احس الطرف الاخر بالتقزز او الاشمئزاز من منظره ؟  اغمض اردن عينيه و لف ذراعيه حول نفسه محتضنا ذاته . و تنهد " عندي شغل ...." قال غاسلا وجهه.

....
"يعني اشون؟" كان الهاتف بين كتف عراق و اذنه ،مال براسه على كتفه الذي ثبت الهاتف ،و هو يقلي بالمقلاه و يحرك بملعقه خشبيه
مرتديا مئزر المطبخ على قميصه الابيض و بنطاله الاسود ، "مثل ما كلتلك فرقتنه الخاصه  حددت موقع  تحت ارض سيناء، شويه شمالا
نتوقع هذا مكان تواجد حزقيال " قالت له اندلس و تصبغ اظافرها على طاوله مكتبها ،  بينما نظر عراق للطاوله "بس لحظه من رخصتك- اسراء!!!! يالا خلصتي لو لا ؟!؟السايق حيجي!!!" صرخ مناديا ابنته الا ان اذن اندلس انشقت من الصوت تقريبا ،و ابتسمت لنفسها .
اتت الطفله مستعده و جلست تتناول الفطور، اكمل عراق التحدث الى اندلس" اي ..و يعني؟"
"يعني مهمه سيناء راح تنطلق  عما قريب "  قالت اندلس و هي تنظر لاظافرها المطليه "ارجو انه تحظر اليوم  للمركز .."
"راح اكون هناك "قال عراق مغلقا الخط، و التفت لابنته التي كانت  تتناول طعامها ببطء ، وضع ما كان يطهوه بالمقلاه في صحنها "صباح الخير ، " ،"صباح النور "ردت ،برفق و رجعت لطعامها بينما خلع عراق المئزر و راح يرتدي سترته و ربطه عنقه
..
كانت اسراء تكاد ان تصعد للسيارة سائقها الا انه لفت انتباهها اردن الذي كان واقفا بجنب عراق امام الباب ،يكادان ان يصعدا السيارة
،شماغه الاحمر و نظراته السوداء و ضحكته التي راتها الطفله كضحكه عاليه ، التفت اليها اردن .فأدارت وجهها راكبه السياره،فركب السيارة ايضا مع عراق
"اكدر اسوق اني اليوم؟" قال مازحا مع عراق
"لا .."قطب عراق حاجبيه،"بس..بس..ارجوووككك"
"لا يعني  لا اردن لا تجزعني من صباحيه الله "
"يو شكد نكد انت " قال اردن منزعجا ،و نظر الى طريق من نافذته
...

عنيداً كالعراق و رقيقاً كلأردن Where stories live. Discover now