2- (يحاول صنع صُدفة)

120 6 9
                                    

" الفصل الثاني "
" رواية فِي عَيْنَيْهَا النَّجَاة "
______________________
ليست حياتي بذلك الثباتِ كما يبدو ، كيف ذلك والقلب دائماً بإسمكَ يشدو ؟!
______________________
الأمر ليس بتلك السهولة ، هي لم تكن تجربة عادية ،فالأمر يشبه شخصاً واقفاً علي حافة جبل لا يستطيع الانتظار ولا يقدِر علي الفِرار ولا حتي يملك قدرة العودة من جديد ، الحقيقة تشبه شخصاً كان يسعي للسلام حتي قُرعت طبول الحرب فوق رأسه ، فبات منهكاً بالكامل ، بعدما كان يحلُم بالسلام ما أخذ من تحقيقهِ سوي الآلام .
_______________________

صباحاً في حي "الإبراهيمية" وبالتحديد في شُرفة غرفة "ليلي"
كانت تقف "ليلي" في شرفة غرفتها تمسك بكوب من القهوة التي لها مذاق ساحر بالنسبة لها فهي تحبها وبشدة .

كانت واقفة تحتسي ببطءٍ وهي تستقبل الهواء المنعش في ساعات الصباح الأولي الممزوج برائحة الورود التي تملئ شرفتها ، لقد أنهت للتو إحدي اللوحات التي سوف تُسلَّم لصاحبتها اليوم ، شغفها من الصِّغر وحُلم كانت تسعي إليه منذ الصغر ، ألا وهو أن تصبح رسامة تتهاتف الأشخاص عليها من أجل لوحة من لوحاتها الفريدة التي تضع بها كل ما هو جميل من روحها المُحببة ذات الطابع الهادئ الراقي ، فتكون اللوحة عبارة عن كم هائل من المشاعر ومن أَولِ نظرة تقع بِغرامها .

أمسكت هاتفها تدون بعض الأشياء التي يجب عليها أن تفعلها اليوم وهذه عادةٌ منها منذُ زمن تخطط لِيومها بطريقتها ، أنهت ما تفعلهُ واتصلت علي صديقتها المقربه "جوري" وعندما أجابت بادرت بالحديث :
- صباح الخير يا لَيلوش ، عاملة إيه ؟

- يا صباح النور يا روح قلب لَيلوش ، وحشتيني أوي ومبسوطة إني هشوفك النهارده .

- لا دا الغزالة رايقة النهارده اوي ، ودي حاجة مخلياني طايره مالفرحة وانا سامعاكِ كده .

- دا حقيقي فعلا وانا فرحانة اوي اني خلصت اللوحة النهارده ونتيجتها عاجباني موت بجد ، وأخيرا هنسلمها بقي بعد سهر ليالِ عليها .

- أكتر لوحة بجد حاسه اننا ادينالها وقتنا بزيادة أوي ، بس تستاهل فعلاً عشان فرحتك السكر دي وبعد فرحتك دي حاسه ان كل التعب راح من عليا .

- ابتسمت ليلي بتأثر وكادت ان ترد علي صديقتها ، ولكن مُنعَ صوتها من الخروج ونَبض قلبُها خوفاً بعد سماع صراخ والدها بِاسمها بصوت غاضب وسمعت خطواتهُ تتَّجهُ نحو غرفتها فأغلقت هاتفها بسرعة كبيرة وكأنها تستعد للذي سيصدر عن والدها من ضرب أو أذىً لها
دلف والدها الغرفة بغضبٍ وهو يقترب نحوها بخطواتٍ مسرعة
ثم أمسك بخصلات شعرها الناعمة شديدة السواد بيدهِ وهو يقبض عليه بشدةٍ ثم قال بصوت جامد ونبرةٍ غاضبة :
العريس اتصل وأكِّد عليا المعاد يوم الجمعة ، وربي يا "ليلي" لو وقَّفتي الموضوع زي كل مره لأكون حَلقلك شعرك الي أنا ماسكه في إيدي دا .

فِي عَيْنَيْهَا النَّجَاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن