اقتباس

587 14 8
                                    

اكتفيت من الدُنيا بنفس طيبةٍ وكفيت لكل العالم شرِّي ، فلم يأتِ يوم وأردتُ فيه ان يتبدل خيرِي ، لم أرد يوماً ان يمدحني ايا منهم لكن فقط أردت أن ينالو من عَطْفي وخيري ، وددْت فقط أياماً عاديه بنفسٍ هادئه لا يقاربُها خَوفِي ولا يَمسُ مذاق الحزنِ جَوفِي .

رفع الرجل صوته مرحبا به :
" الله اكبر ، الأستاذ بدر بنفسه !! حبيبنا الغالي ، دا الواحد بيفرح بمجيتك دي فرحه متتوصفش والله "

رد عليه "بدر" بإحترام ونبرة هادئه :
" الله يكرم أصلك يارب يا أستاذ "عبد الهادي" ، انا بس كنت جاي عشان محتاج أتكلم مع الآنسه "ليلي" في كلمتين "

رد عليه "عبد الهادي" بنبره ظهرت فيها الترحيب والفرح وهو يقول:
" طبعا طبعا ، دا من حقك هي خلاص بقت خطيبتَك ولازم تتكلمو عشان تتعرفو علي بعض "

بعدما أنهي "عبد الهادي" حديثه دلف الي الداخل بسرعه وهو يتجه نحو غرفة ابنته التي تقبع بها دلف اليها بغضب عندما سمع صوت بكائها من الخارج وأمسك مرفقها وسحبها من علي والأريكة وأوقفها ثم قال بنبرة آمره :
"قومي غيري هدومك واغسلي وشك دا عشان ميبانش انك معيطه وتطفشي الراجل "

ردت عليه "ليلي" وهي تقول بصوت خرج بصعوبه أثر البكاء :
" يا بابا أرجوك  هو باين عليه راجل محترم  وانا مش عاوزه أظلمه معايا وانا مش بحبه "

شدَّد مسكته علي مرفقها وهو يقول بنبرة ظهر عليها الغضب :
" أقسم بالله يا بنت "سميحه" لو مدخلتي دلوقتي وقابلتيه حلو لأكون مخليكِ تحصلي أمك عند الي خلَقك "

حاولت "ليلي "سحب مرفقها منه وهي بتقول بنبرة جامدة خرجت منها بصعوبة :
"حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا شيخ حسبي الله ونعم الوكيل "

دلفت "ليلي" الي المرحض وسعت الي غسل وجهها الذي ظهر عليه معالم البكاء بشدة أثر بكائها المستمر منذ ليلة أمس ثم خرجت منه وارتدت ملابسها التي هي عباره عن فستان رقيق باللَّون البيج  ونسقت عليه طرحه من الون البني التي ظهر بها رسومات رقيقه بالون البيج وهي ما تدعي بالطرح "الديجيتال "

كان "بدر" يقوم بالرد علي الرسائل الخاصه بعمله ووفي حين إنشغاله بذلك قطع انشغاله صوت خطواتها وهي تدلف نحوه بهيئتها الرقيقه والتي ظهر علي معالم وجهها وعينيها البنيتين البكاء ، ثم خرج من شروده علي صوتها وهي تقول بنبره مهتزه :
السلام عليكم ، ازي حضرتك يا أستاذ "بدر" ؟

حمحم "بدر" عندما أدرك تعلق نظراته بها  ثم رد عليا السلام .. وألقي بكلماته التي لم تتوقعها هي :
انا جيت هنا النهارده عشان أعرف حاجه واحده بس

زاد توتر "ليلي" بعد حديثه لها ثم ردت عليه بنبرة تصنعت الثبات بها :
حاجه !! ، حاجة ايه ياريت تقول يا أستاذ بدر 

سألها بنبرة جامد وبصوت خافت وملامح وجهه متهكمة بشدة :
انتِ ليه وافقتي علي الخطوبه دي بعد الي شوفتيه ، رغم اني كنت شبه متأكد انك هترفضي وهتخافي !!؟؟

نظرت له  بكره شديد ثم قالت له بنبرة مليئة الكره :
هو انت طبيعي بجد !! ، انت متأكد انك مش محتاج تتعالج !؟
انا بساير بابا بس عشان عارفه هيعمل ايه لو رفضتك من اول مره كدا .. لكن انا مستحيل أوافق ان الجوازه دي تكمل ولو حصل ايه

ضحك علي حديثها بسخرية أثارت حنقها بشده .. ثم رد عليها بنبرة واثقه وابتسامة لاذعه :
لا هتوافقي  .. و أكيد انتِ عارفه ان باباكِ لو رميتله قرشين حلوين يوافق نكتب الكتاب بكره كمان

ردت عليه بنبرة تصنعت بها الثبات ولكن كان الخوف يقتلها من الداخل :
لأ مش هوافق .. وهفضحك وهقول الي انا شوفته بالظبط

ضحك عليها بسخرية ثم قال بنبرة ضاحكة :
إيه الثقه دي يا عمنا بجد .. بس  تصدقي طلع دمك خفيف ، دا احنا نكتب الكتاب بكره بقي عشان تبقي تضحكيني علي طول كده .

أنهي حديثه وتركها في صدمة وهي تصدق حديثه وتصدق قبول والدها بفعلته حتي قبل معرفته بالأمر .

فِي عَيْنَيْهَا النَّجَاةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن