الجزء الثاني عشر: الحادث كشفك على حقيقتك

Start from the beginning
                                    

-حسنًا... جلبت معي الفطائر الساخنة... لا تتأخّري في العودة وإلّا ستأكلينها باردة

--------------------------------------------------------------------------------------------------

إستقلّ توفيق المصعد الداخليّ برفقة زوجته يأويان إلى جناحهما بعد مغادرة كرم، وما إن استقرّت الحافلة في الطبقة الثانية حتّى همّت لطيفة في التوجّه إلى غرفة وحيدها فأوقفها توفيق بصوت منخفض:

-أتركيه يا لطيفة... يحتاج أن يبقى مع نفسه...

توقّفت مكانها وقد علت ملامحها سيمات القلق والتعب:

-وحيدي يتألّم يا توفيق... كيف لا أواسي ألمه؟

-تعالي... سنتحدّث في الداخل

وحين أصبح الزوجان في جناحهما قال توفيق بهدوء:

-يمان ارتكب خطأ... وخطأ كبيرًا... لقد أعمى الغضب بصيرته إنّما لا تخافي عليه... صحيح أنّه يتألّم الآن وهذا أمر طبيعيّ لكنّ ألمه لن يستمرّ طويلًا... حبّهما يا لطيفة أقوى من أيّ صعاب

رمقته بنظرة استعلام فأكمل بوتيرة واثقة:

-لأنّ القدر حليفهما... أجل... جمعهما بطريقة غريبة عجيبة... وضعها أمامه ليختبرا سويًّا وصال العشق... كلّ ما يحصل من تدبيره...

عبست ملامح وجهها على الفور وهي تعلّق على عباراته الأخيرة:

-لا تنسَ رنا وأعمالها الخبيثة... لقد سقطت من عينيّ يا توفيق... من كان يتوقّع منها هذا التصرّف؟ لقد عاملتها كابنة لي... لم أفرّقها عن يمان منذ كانت طفلة حتّى أنّني سعيتُ جاهدة كي تصبح كنّة العائلة لكن لم يتمّ النصيب... ماذا أفعل؟ أنظر كيف تبادينا... ماكرة... لكن لن أسكت إطلاقًا على فعلتها... غدًا صباحًا سأكون أوّل من تراه عندما تفتح عينيها

-أتذكرين والدها؟ هي تمامًا من طينته... مسكينة سعاد... كم عانت من سلوكه السيّئ!...

-لا يجوز عليه الآن إلّا الرحمة لكن لا يمكن أن أنسى ما سبّبه لأختي من عذاب وقهر

دنا منها وهو يهزّ رأسه تأكيدًا:

-لذلك... أختك يجب أن تبقى بعيدة عن الموضوع... يكفيها ما عانته... أتركي رنا لي أنا... أعرف جيّدًا كيف سأتعامل معها

ردّت بشيء من القلق:

-أتظنّ يمان سيقف مكتوف اليدين؟ أنا خائفة يا توفيق... ربّما يُقدم على تصرّف متهوّر...

-لهذا السبب أتركيني أتصرّف بمعرفتي

-لا بدّ أن تواجهها

-غدًا تعرفين... كلّ شيء بأوانه يا لطيفة...

---------------------------------------------------------------------------------------------------

ناولت ليلى صديقتها كوب الشاي ثمّ جلست بجانبها تبدأ الكلام بحسّ فكاهيّ علّها تتمكّن من رسم الابتسامة على وجه سحر الحزين:

مُعذّبتيWhere stories live. Discover now