الجزء التاسع: سحررري... أنتِ دومًا تتفوّقين على توقّعاتي

268 48 13
                                    

أقفلت لطيفة الخطّ بملامح قلقة استدعت تدخّل توفيق في الحال:

-أمازال خطّه خارج نطاق الخدمة؟

-مع الأسف، حتّى رفعت لا يردّ على اتّصالاتي... ما يقلقني أنّه ترك الشركة منذ وقت طويل... أين تراه يكون؟ هلّا اتّصلت بكرم؟ ربّما يعرف شيئًا عنه

-إهدئي لطيفة... ألم أقل لك إنّ كرم قد سافر صباحًا إلى إزمير من أجل العمل ولن يعود قبل الغد؟

-وإن يكن... علّه تواصل مع يمان... أنا لم أعد...

قاطعت كلامها رنّة هاتفها الخاصّ تعلن وصول رسالة خطّيّة من وحيدها فقفزت عن الأريكة هاتفة:

-إنّه يمان... أخيرًا رأف لحالي

فتحت الرسالة وقرأت بصوت يخشى مضمون الكلام: " مساء الخير، نحن على وشك الوصول، أتمنّى عليك وعلى والدي أن تكونا بانتظارنا في البهو"

أنهت القراءة بنظرات مستغربة توجّهها إلى توفيق الذي سرعان ما تلقّفها قائلًا:

-ما بك لطيفة؟ الرسالة واضحة، لا شيء يدعو إلى القلق... برأيي على العكس تمامًا

-لكن ماذا يعني ب" نحن"؟ لماذا علينا انتظاره؟ أيكون قد تعرّض...؟

-أوووووف لطيفة... توقّفي عن توقّعاتك المتشائمة؟ دقائق وتعرفين كلّ شيء...

-أنا أكاد أموت من القلق وأنت تبدو على أحسن ما يرام...

عادت إلى الأريكة وهي تلقي نظرة إلى ساعة يدها:

-حتّى سحر قد تأخّرت عند زينب... من الأفضل أن أتّصل بها... لا أريدها أن تشعر أنّنا لا نهتمّ لغيابها

هزّ توفيق رأسه مبتسمًا يؤثر السكوت على الكلام يتخيّل أجواء البهو بعد دقائق قليلة.

-------------------------------------------------------------------------------------------------

أوقف رفعت السيّارة أمام مدخل القصر ثمّ ترجّل منها يترك الحبيبين في حديث سرعان ما قاطعه رنين هاتف سحر فنظرت إلى يمان هامسة:

-إنّها السيّدة لطيفة... أظنّ أنّها قد قلقت على تأخّري

-حبيبتي... ها قد وصلنا... دعينا نفاجئها كما اتّفقنا...

-أليس من العيب رفض المكالمة؟ أشعر بالتوتّر... ألم يكن من الأفضل تأجيل هذا الخبر؟ لا أعرف كيف ستكون ردّة فعل السيّد والسيّدة... يمااااان... أنا خائفة

تلقّفت نظراته الهائمة نداءها بمنتهى الشغف فهمس سائلًا يُغريه تكرار الاسم:

-ماذا قلتِ؟

-أنا خائفة...

حضن وجهها بكفّيه يسألها بصوت عميق انتشى من مخارج حروفها تلفظ اسمه بعيدًا عن الألقاب:

-لاااا... قبل ذلك... كيف ناديتِني؟ هلّا أعدتِه أرجوكِ؟

رفرف الزمرّد محرجًا يجاهد عبثًا في هروب حاصره رجاء النظرات السوداء أحاطه من كلّ الجوانب حتّى أذعن أخيرًا إلى الطلب يسلّم الكلام إلى الثغر:

مُعذّبتيOpowieści tętniące życiem. Odkryj je teraz