المَقدِمة.
هَل أَن الأَمرُ يَستَحِق كُل هَذَا؟ أقصِد العَيشَ أو بصِيغَة أُخرَى وُجوُدُنا فِي هَذِهِ الأَرضِ المُتَعَفِنة بِينَ هؤُلاءِ المَخلُوقات الغَريِبة الَذينَ يَقتُلون حُباً للرب و يَغتصِبون حبَاً للشَخص، أيُها القَارئ ربَما مَا سأَقولُه هُنَا يُعَاكِس مَا أرغمُوكَ عليه عِندَ وِلَادتِك أعلَمُ مَا حَدثَ هُناكَ، هُناكَ فَقدتَ حريتَك الحَقِيقية أي لم تَكُن مقَيد بأفَكار البشر، كَم كُنتَ حراً حينَما كنت عاري و تَصرُخ صرَخات أسى لإحضارِك لهَذه الأرض.
إن وَصلَت لهَذِه الكَلمَآت فأنتَ مُتجِه نَحوِي ببُطئ شَدِيد و ترَدد أرى فيكَ نبضاتِ خوفِ تثقِلُك علَى المَشي، فأنَزع ثِيابَك وَكُل ما يُثقِلُك و إستَمر في تَقَدُمِك أترُك لي فَقط عَقلَك سأخُذُك مَعيِ إلَى مَكَان لا يَعلَم بِه أحَد، يَحدثُ فِيه الَقَتل و أَقصَى أنَواع الإرهاق النفسِي، الشَخص الذِي يَدخُله لاَ يَخرُج حَتى لو خَرج سَيترُك شيئاّ ثميناً هُناك، المَكَان لا يَعلم به أحد لا المُخابَرات ولا الحُكومة حتَى الرَب لا يعلم أنشَئه صاحِب نفُوذ ولا أَحد يَعلم رَغبته الحَقيِقية من إنشائِه ولَا يُعلَم مَكانُه إنَه لُغز حَقيقِي فِي هَذا العَألم.
الفَصل الأَول:
وأنا أُناظِر في سقف مُظلِم بالكاد أعرِف أَين أنَا وجَسدي مُخدر بَشكلِ جُزئِي، نظَرتُ يمِيناً وَجدتُ سَاعة مضيِئة لَم أستطِيع تَحدِيد الوَقت سبب ألَم فيِ عَيني و طقطقة فِي رأَسِي فنَظرتُ الَى الَسقفِ مُجددا، لم يَسِعني التفِكِير في أي شيَئ كأَنني فقَدتُ الذَاكرة.
فجأة إشتَغلت الأَضواء! ناَظرتُ يميناً و يساراً وجَدت أشخَاص مِثلي أغلبهم رجَال و بَعضهُم نسَاء ثم إشتغلت شاشة ظهَرت فيِها ثلاثَة رُموز تدُور حَول نفسِها، لاَحظت أيضاَ وُجودَ شيئ مربُوط عَلى صدرِي فيه أحد تِلك الرمُوز حاَولت نزعَهُ لَكن بدأَ أحدُهم يتكلَم.
نَعم إنه رَجل عَلى الشَاشة لم أستطع رؤية وجهِه بِسبب قِلة الإضاءة لَديه أو أنه تعمد هذا، كل ماَرأيت أنه كان يرتَدي قبعة سودَاء و خاتم باَرِز فيه رَمز لم أستطع تحدِيده.
بدأ بمخَاطبتِنَا قائِلاً: لَستُم هُنا عَبثَاً لَكِن يُوجَد سبب في أنكم هنَا و هُو صِفَة داَخِلكُم غالِبة، صفة سيطَرت علَيكُم مِثل الُغرور و الجشَع، بَعض من هَذه الصِفات بَارِزة مِن شَكلكُم والبعض مِنها مِن كلامِكم.
قال ايضا إليكم نِظام الأَمر: يتَواجَد هُنا ثلاث رُموز وَهم: الكُوما و البستوني و الديناري و كما تَعلمون في ألعابَ الورَق تتجاود 12 بِطاقة في كُل رمز. منه كُل بِطاقة بِرقمِها تَحمِل صِفتكُم إذن أنَتُم تَملِكون: رمز و رقم و صِفة، إثنَان مِنهُما معَلوم للكُل و يُمكِنكم رؤيَتهُم عَلى الشاشة التِي فِي صَدركُم
رأيت فوجدت رَمز يُشبهُ ورَقَة و الرَقم هُو 6.
أكمَل المُذيع كَلَامه فقَال: لِكل شَخص رَفِيق ويَكون كالتالي
البستوني مع البستوني و الديناري مع الديناري و الكوبة مع الكوبة هذا التَرتِيب الأَول ثُم التَرتِيب الثَاني و الأَخيِر هو أن صاحِب الرَقم الأول مع الثَانِي و الثالِث مَع الرَبع وهكَذا أي كُل صاحب رَقم فَردي رفِيق صاَحِب الَرَقم الَزوجِي الذِي يلِيه. و الأَمر الَذِي سَيجَعَل الأمرَ أكثَر إثَارة هُو أن صِفة رَفيقِك تُعاكِس صِفتَك أي إنتمَا نظيران لِبعضِكما فِي الصِفة.
أَردتُ البَحثَ عَلَى رَفِيقي فبدأ بالتَحدث مجَدداً لكن هذِه المَرة كَانَ يَشرِح الصِفات. قائِلاً: لِكُل مِنكم صِفة تَملِك صِفة تُعاكِسُها و التَي يَحمِلها رَفيقُك ولهذا تُسمى اللعبة بِلعبة النَظائر، فأيليِكم القَانُون الأَول إِذا عَلِم شَخص مِن غَير رَفيقَك بِصفِتك سيَنفَجِر صَدرُك.
