تدخل أحمد سريعًا يحاول تلطيف الأجواء، فقال:
_اهدوا يا جماعة النقاش مش كده!
وتطلع لفريدة يخبرها بهدوء:
_فريدة، علي معاه حق البنت مالهاش ذنب في كل اللي حصلها، حرام تتعاقب على شيء اتفرض عليها.
رمشت بعينيها بعدم تصديق:
_ إنت كنت عارف يا أحمد؟
اكتفى بإيماءة رأسه مما جعلها تصفق كف بالأخر وهي تصيح:
_مش معقول أكيد ده حلم سخيف! 
وتابعت بصوت محتقن:
_إنت مختارتش واحدة بره الطبقة الراقية اللي عايشين جواها يمكن كان الموضوع هيبقى صعب بس مش مستحيل، لكنك اختارت واحدة ملوثة متناسبش العيلة لا بالنسب ولا بأي شيء وواقف قدامي بكل جراءة وتقولي هتتجوزها!

واستكملت بعنف وقد تلون وجهها بحمرة مخيفة:
_لا يا علي مش هسمحلك تعمل كده،  الجوازة دي مستحيل هتتم سامعني!
اقترب منها علي حتى بات يقف قبالتها، فردد بصوتٍ منخفض لا يهنيها بحدته:
_فريدة هانم أنا مش عمران هقبل بقراراتك وأنخضع ليها، أنا علي اللي لا يمكن مخلوق على وجه الأرض يمشي أوامره عليا وحضرتك عارفاني كويس.
وتابع وهو يتطلع لأحمد:
_الجوازة هتم يا عمي، بكره هكتب كتابي على فاطيما والاسبوع الجاي هنعمل الفرح هنا بالبيت.

وتركهم وكاد بالصعود ولكنه توقف فور أن صرخت فريدة بعصبية:
_القذرة دي مستحيل هتعتب خطوة واحدة جوه بيتي، ولو فاكر إني هسكت تبقى بتحلم يا علي.
أطبق يده على درابزين الدرج يبث عصبيته الكامنة بها، فهدأ من أعصابه قبل أن يستدير ويخبرها:
_يبقى أنا كمان من النهاردة ماليش مكان جوه البيت ده.
وهبط يتجه للخارج، فهرعت شمس من خلفه تردد ببكاءٍ:
_علي أنت رايح فين؟  أرجوك تهدأ وترجع.
لم يستمع أليها وأكمل طريقه، حتى صاح به أحمد بغضب:
_أيه اللي بتعمله ده يا علي، بطل جنان واطلع أوضتك وأنا هحاول أتكلم مع فريدة.

لا يريد أن يكون وقحًا مع عمه، فقال برزانة:
_من فضلك يا عمي  أنا مش مستعد يكون في زعل بيني وبين حضرتك، أنا قولت اللي عندي وده النهاية.
قالها وهو يهم بالخروج، فأوقفه صوتها المنادي:
_علي.
توقف محله واستدار إليها، فاقتربت منه تردد بحزمٍ:
_بلاش تخسرني عشانها يا علي، إختار أي بنت حتى لو مكنتش من مستوانا وأنا بنفسي هروح أخطبهالك بس من فضلك تكون عذراء متكنش ملوثة.
برق بعينيه بصدمة من حديث والدته، فابتسم ساخرًا:
_أنا طول عمري بحترم حضرتك بس حقيقي أنا النهاردة مصدوم ومش قادر أتكلم، بتحسسيني بكلامك إنها هي السبب في اللي حصلها!! 
وتابع وهو يشير باصبعيه:
_اللي حصلها ده كان ممكن يحصل لشمس أو لمايا وقتها كنتي هترميهم من حياتك!
_علـــــــــــــي!
تحرر صراخها يستوقف حديثه، فرددت بحدة:
_ازاي تجرأ تقارنها ببناتي، الظاهر كده إن عمران لوحده اللي مرتكبش معصية وسكر إنت كمان مش في وعيك.
ازدادت ابتسامته الساخطة:
_لا يا فريدة هانم أنا لا مجنون ولا سكران، أنا واعي كويس للي بقوله.
وتابع قائلًا:
_أنا مأجرمتش بحبي ليها، قلبي هو اللي اختارها عن قناعة إنها انسانة متكاملة وزي كل البنات مش ناقصها حاجة.
وضم شفتيه معًا بقلة حيلة كونها والدته، ثم قال:
_بسبب وجود ناس تفكيرهم زي حضرتك في ألف بنت زي فاطيما بيعانوا ومش بس وصل بيهم الحال في أوضة بمستشفى للأمراض النفسية، وصل بيهم الحال للانتحار يا فريدة هانم.
تمردت عن ثباتها وتحرر صوتها المبحوح:
_علي هعملها لأول مرة وهمد إيدي عليك.
تدخل أحمد على الفور، فأشار إليه بصرامة:
_اطلع على أوضتك دلوقتي يا علي، واللي إنت عايزه هنعملهولك..
اعترض على أمره قائلًا باحترام:
_عمي من فضلك آ..
قاطعه بنظرة حازمة وصراخه الذي تمرد على هدوئه الرزين:
_أنا قولتلك اطلع أوضتك وسبني دلوقتي مع والدتك.

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) Where stories live. Discover now