_ أنا أثق بك ، فالتثق بي رجاءً

_______________

اقف في منتصف حلبة السباق و يقف بجانبي شريك أحلامي ، اشعر بـ توتره كما اشعر ايضاً بسرعة خفقات قلبي ، سباق اليوم مهم بالنسبة لي ، يعتبر اخر سبيل للنجاة

اسمع هتافات بـ اسامي باقي المتسابقين مع كلمات تشجيعية من أفواه عائلتهم ، اصدقائهم ، اصوات عديدة تأتي من المدرجات

اسمي الوحيد الذي خُذلت حروفه ، تاهت نقاطه في العثور على اجابة لسؤال دائماً ما يتردد في ذهني ، لمَ لا أمتلك احداً مثلهم ؟!

دائماً ما تتخذ الحياة موقفاً مني لا اعلم اذا كانت المشكلة بي انا ام هذا اختباراً لمدى تحملي فقط ، دائماً ما تترد على مسامعي مقولة مشهورة ان العائلة والأصدقاء رفقاء الروح ، الدافع الأساسي للتعافي من مساوئ ومتاعب الحياة ، هذا الشيء لم اؤمن به قط لانني لم انعم به يوماً ، طيلة حياتي كنت بمفردي اواجه أهم اللحظات واسوءهم بروح خالية وبدون دافع فقط كنت اؤدي واجبي اتجاه نفسي لكي لا اشعر بالندم فيما بعد ، كنت في عزلة ابدية ، كل من وعدني بالبقاء رحل بدون وداع رحيل لا رجوع منه ، لهذا اخترت شيئاً لا يرحل الا عند رحيلي
انا " اسمي و مكانتي"
و هاا انا اليوم احقق هذا الهدف

تعثرت عيناها في أحد صفوف المدرجات ، وقع بصرها على ركن مظلم بعض الشيء بهذا المدرج ، لاحظت جلوس شخصاً ما يرتدي ملابس جميعها باللون الأسود ، ابتلع الظلام ملامحه لم تتمكن من لمح اي شيئاً به غير ارتدائه لـ وشاحاً يخفي به ملامح وجهه بالكامل وبالصدفة ايضاً كان باللون الأسود ، تغزو هالة من الغموض ، لم يتحرك من وضعية جلوسه ولو للحظه ، شردت به تشعر بنظراته اتجاهها لم تراها فقط تشعر بها ، الآن صارت متأكدة ان نظراته تقع فوق جسدها بعد ان انحنى يومأ لها برأسه يؤكد شكوكها نحوه

____________


كان في اعتقادها انها لا تملك احد يهتم لأمرها لا احد هنا من أجلها
لا احد ينتظر فوزها ، لكنها لا تدرك شيئاً عن وجود ذلك الشخص الذي يجلس هنا يراقبها في الخفاء داخل احد المدرجات ، لم يفوت اي سباق لها حتى لو كان سباقاً محلي ليس مهماً ، يأتي و يجلس بالساعات ، يترك اعماله و مسؤلياته فقط لكي يراها ، حتى اصبحت هي جُل أولوياته

يجلس بكل هدوء يتتبع خطواتها بـ قلباً ينبض بطريقة مروعة ، كل ما يريده هو رؤيتها فقط ، رؤية عيناها ، ابتسامتها التي تقلب عالمه رأساً على عقب ، تعود على مراقبتها في الخفاء حتى لا تتمكن من رؤيته ، يكتفي بالنظر اليها و تأمُل جميع تفاصيلها من بعيد ، كيف تبتسم بهدوء فيصيب الخلل خفقات قلبه ، طريقة حديثها مع خيلها قبل بدء السباق ، تحركها معه وانسجامهم السلس ، مداعبتها له بطريقة ناعمة تجعل الغضب والحقد يتنبانه تجاه هذا الخيل لانه ينعم بقربها ، ينعم بـ كل شيء قد يتمناه يوماً

UNKNOWN SHADOW Where stories live. Discover now