واستدارت توجهه بقوةٍ شرسة:
_يعني من 15سنة كنت تقدر ترتبط وتعيش حياتك، أنا مضربتكش على ايدك وطلبت منك تستناني!

قبض قبضة يده بشكلٍ مخيف ومع ذلك لم يرف لها جفن، فمرر يده بين خصلاته بانتظام قاتل، ثم دنى ليصبح قبالتها فقال وعينيه تجوه الفراغ لا تقوى على التطلع لها عن قربٍ:
_مبحبش أشوفك بتكدبي ولما ببصلك مبشوفش بعيونك غير الكدب.
واسترسل وتلك المدة يحدجها بقوة تناهز قوتها ويده تشير للمنزل :
_من 15سنة جيت المكان ده ووقفت قصاد العيلة كلها وطلبتك للجواز وانتِ رفضتيني بدل المرة ألف مرة، وكل ده ليه؟  ... ليه يا فريدة جاوبيني ليه قلبك بقى بالقسوة دي!  مكفكيش السنين دي كلها بتعاقبيني مكفكيش وجع في قلبي، لسه عايزة تموتي جوايا أيه تاني؟
تحررت عن رداء ثباتها المخادع، فصرخت بجنون أنثى مجروح قلبها، لا يعرف طريق شفاءه منذ أعوامٍ:
_وجعك ميجيش نقطة في وجعي، لسه لحد النهاردة مش قادرة أنسى وأنا بتوسلك توقف جوازتي، لسه فاكراك وإنت بتقدمني بإيدك لأخوك، قلبي موجوع منك بشكل عمري ما هقدر أوصفهولك، كل ليلة قضتها في البيت ده كانت عذاب ونار بتحرقني.
ورفعت اصبعها تشير للدرج المؤدي لغرف النوم:
_كل يوم كان بيتقفل عليا باب واحد معاه كنت بتكوي وبتمنى الموت كل ما كنت بشوفه هو اللي جنبي على سريري مش إنت!

تلألأت عينيها لتنفجر بدموعها المتحجرة، مشيرة برأسها باعتراض متعصب:
_لا يا أحمد مستحيل هسامحك، ولا هسمح انك تدخل حياتي وتدمرني تاني.
وبسخرية اعتلت بسمتها قالت:
_مش بعيد لما أديك فرصة تانية أعجب حد من أصحابك المرادي وألقيك بتسلمني زي ما عملتها قبل كده.

_فريـــــــــدة.
طعنت رجولته بكل ما تحمله معنى الكلمة، جعلته يرمقها بعصبيةٍ بالغة، كل لقاء بينهما يجمعهما نفس العتاب، لا تمل من ذكر الماضي له على مدار تلك السنواتٍ، فخرج عن طور هدوئه حينما صاح بانفعالٍ:
_إنتي ليه متخيلة إنك الوحيدة اللي كنتي بتعاني!  فاكرة إني كان عندي رفاهية الاختيار!  أنا كل ثانية كنت بفكر فيها إنك معاه كنت بتقتل، كل لحظة كانت بتجمعنا مناسبة عائلية كنت بتمنى أتعمي ومشوفكيش معاه، انتي موتي مرة أنا موت ألف مرة وخصوصًا لما كان بيجيني خبر حملك.
برقت بحدقتيها غاضبة تجاهه، ظنًا من أنه سيخوض بكرهه أولادها، فوجدته يخبرها بأعين دامعة:
_متقلقيش أنا كنت فاكر زيك كده إني هكرههم، بس لما شلت علي بين ايديا مكنش في عيوني غير الحب والحنان ليه، كنت بضمه ليا وبحاول أشم ريحتك  فيه، كنت بتمنى إنه يكون مني وإسمي هو اللي ورا اسمه.

واستدار يوليها ظهره يذيح دمعة كادت بفضح ضعفه أمامها، فوجدها تصفق بيدها وهي تدنو لتصبح هي بمقابلته لتشير له ببسمة ساخرة:
_براڤو ابتديت اقتنع إنك الضحية فعلًا، ده أنا شكيت إن أنا اللي دوست على قلبك وروحت اتجوزت أخوك غصب عنك! 
واسترسلت باستهزاء:
_ما كله كان بالاتفاق يا أحمد باشا ولا نسيت؟

الطبقة الآرستقراطية (صرخات انثى) Место, где живут истории. Откройте их для себя