P43

852 31 2
                                    

أشرت نجود لـ نِهال بمعنى "خذي غنـد وروحي"..من الغلط طفلة صغيرة تشوف الصرعات العائلية وحدّتهم بالكلام!..راحت نِهال بالفعل وبيدها غنـد تجمعت الدموع بعيون نِهال حسّت انها هي السبب،لامت نفسها ليش ليش سألت !..
نطقت سارة بحدّة لولدها اللي ينتظر متى تفك معصمه:روح أصعد طيّب خاطرها !
رفع حاجبيه ونطق بتنهيدة :يمه انا بوديها !
نزلت هَدب وبيدها الشنطة ولابسة عبايتها !
جتها سارة ونطقت بهدوء:امي هَدب سلطان ما يقصد!
ردّت بابتسامة باهته:خاله بشوف جدتي أشتقت لها
تركت سارة وهي تبتعد عن طريقها ما بيدها حيّلة وش تسوي !..كانت تشوف مُحاولات سلطان بالتقرب من هَدب لكن الحين وش صار!..ليش استسلم مو من عوايد والدها!
اشرت للعامله تروح تساعد هَدب وتشيل الشنطة الي من الاساس جاهزة!..وكأنها تعلم بآن هالمكان مو مكانها!
طلعت من البيت وكانت بتركب بالخلف بعد ما حطت العامله الشنطة بصندوق السيارة لكن الباب مقفل!
تنهدت وهي تحط كفها لتفتح باب المقعد الي بجنب سلطان !..تعرف ان حركته مقصودة عشان ما تجلس وراه!
حرك وكل واحد منهم متجاهل وجود الثاني!
هو يسوق وهي صادّة على الدريشة قطعوا منتصف الطريق وهم على هذي الحاله !...
تجمعت الغيوم بالسماء لتصبح باللون الرصاصي دليل على انها على وشك ان تُمطر !...فتحت الدريشة لـ استنشاق هوى ما قبل المطر ونسماته الباردة نقطت السماء بشكل رقيق ...اخرجت يدها لتتحسس القطرات وهي تملأ كفّ يدها..تمتم وعينيه بالإمام:دخلي يدك
ماردت وهي مستمرة بإخراج يدها أكثر..رائحة المطر مع التراب دخلت شعور لقلبها يدعو بان الحياة مازالت فيها متسع وفرص كثيرة لعيش حياة أفضل وان استحالت الأسباب!
زادت قطرات المطر لتمطر بغزارة !...وقف السيارة على جنب بينما هَدب فتحت الباب لتنزل وتراقص المطر !
نزل سلطان وهو حاط جاكيته على رأسه وراح لهَدب!
رمت نقابها داخل السيارة بما ان الطريق صحراوي ومرور السيارات فيه قليل..أبتسمت بانشراح وكأن روحها هي من كانت في حالة تصحّر !
أبتسم سلطان من ابتسامتها وحركتها الطفولية وهي فاتحة يدينها للمطر !....نطق بصوت عالي لاجل تسمعه بسبب الرياح:بللتي نفسك أدخلي لـ السيارة !
استمرت وهي تحتضن المطر بينما الهوى يداعب ملابسها،إقترب منها وهو يغطي رأسها معه بالجاكيت
رفعت عيونها له بإبتسامه دخلت السرور لقلبه،نطق بينما روحه هي من تحكي !...ليس سلطان الي كان يتصنع البرود إمامها!: أحبــك ..!
نزلت أطراف شفتيها وناظرت له بنظرة يصعب تفسيرها ما أستغربت من إعترافه لان دايم يحاول يقرب منها،لكن هالكلمة"احبــك" تسببت بتسارع نبضات قلبها !
رفعت يدها وضمت خده بأطرافها الناعمة،بلع ريقه وتم ساكت يانظر عيونها ،ينتظر الجواب!
تمتمت وهي تحرك إبهامها على خده بهدوء:انا شعوري لك عكس هالكلمة تمامًا..أكرهك.
غمض عيونه وهو يحط يده على يدها..قبّل كفّها ونطق:يلا ندخل،لا تمرضين .
سحبت يدها ومشت قدامه..حسّت بشعور سيء وهي ترفض إعترافه لكن وش تسوي هذي هي الحقيقه!..كيف تتقبله؟..وهي بكل مره تحسّ باختناق اذا كان حولها!..صحيح هو مـا ضرها ولا أذاها لكن كيف تتقبل شخص ساعد مجرم!..كيف تنام مرتاحه وأبوها اندفن ثأره معه!...فتحت باب السيارة وجلست رغم ابتلال ملابسها وشعرها الي تسللت المويه لجذوره وما حسّت بنسمات الهوى الباردة وهي تضرب جسدها كثر ما انها شالت همّه!..اكيد خاطره أنكسر لكن حتى هي يعزّ عليها ذاتها!
سمعت صوت الباب الي خلف السائق وهو يفتح لفّت برأسها ناحيته وشافت الي رمى الجاكيت وسكر الباب بهدوء !...الصمت والهدوء هذا مُريب!
تنهدت وهي تسند رأسها على الدريشه..بينما الأخر جلس بنفس هدوءه وشغل السيارة قبل ما يحرك سحب الفروة اللي خلفه بالمقعد،وغطى فيها هَدبه!..لفّت وهي تمسك الفروة وتبعدها عنها:مو بردانه
رجع وهو يعدل الفروة على جسدها:مو وقت العناد،ملابسك مبلولة..!
ما كان مقصدها عناد!..حتى هو ابتل والمطر بلل أكتافه،لكن ما قدرت توصل نيتّها له بشكل صحيح!
شغل مكيف السيارة على الهوى الحار وحرك باتجاه الديرة!...

أنتِ القـصيدة فـي هَـدب عـيني  Where stories live. Discover now