5 - فطيرة تفاح ومشاعر فائضة

46 4 0
                                    


سمعت زقزة بعض العصافير تغرد في الصباح الباكر ولم تكن الشمس قد أشرقت تماما بعد..

لذا نهضت من فراشي بنشاط واتجهت أفتح نافذة غرفتي قبل ان أغلق عيناي مجهزة نفسي للتمتع بروعة طقس الصباح.. برائحته المميزة وهواءه النقي

لم أكد أفتح الجهة الأخرى من النافذة حتى مر نسيم عليل يحمل في طياته رائحة ندى الأعشاب الذي قد تراكم في الحديقة وكذا عبق زهور اللافندر، استنشقت مرة أخرى أحاول ملأ رئتاي بأكبر قدر منه لأشم رائحة أشجار الغابة وأخشابها... لذا فتحت عيناي بابتسامة مشرقة بينما أزفر الهواء براحة ' هذا ما أسميه بصباح مثالي! '

بدت الشمس بعيدة جدا ونقطة صغيرة مختبأة خلف الجبال لكنها تنشر أشعتها في السماء وكأنها تنبه الجميع لاشراقها القريب، لذا أسرعت للحمام أستحم قبل بداية يومي ثم نزلت السلالم أقفز بحماس أتخطى الدرجات ثم دخلت المطبخ أصرخ " صباح الخير " ثم اقربت أضع قبلة على خدي كلا والداي وأجلس في مكاني

ردد والداي خلفي بصباح الخير أما اخي فقد قلب عيناه كما هو متوقع منه يعاتبني على الصراخ امام اذنيه الحساسة.

هكذا هو توماس لايتغير.. طفل صغير مدلل لا ينفك عن النقد، أو نقدي بدقة أكبر!

لكن حتى هو لن يستطيع إفساد يومي الجميل...

__________________

قادتني قدماي للتجول في شوارع القطيع بين البيوت الملونة أبتعد عن منزلي قبل أن أقرر زيارة صديقتي..

' شارلوت انا قادمة.. ' ارسلت لشارلوت في تخاطرنا

' جيد.. أنا في البيت ولقد أعددت فطيرة التفاح تعالي لنأكل منها، تبدو شهية جدا.. أسرعي فلا أظن أن باِمكاني الصبر كثيرا! '

' اوووه فوق أنك مستيقظة في هذا الوقت قد أعددتِ فطيرة التفاح! كيف حدث هذا التغيير المفاجئ بين ليلة واخرى؟ أين صديقتي التي أعرفها؟'

' أنتِ تدينين لرفيقي بهذا كما تعلمين.. ' أجزم أنها تبتسم الآن..

ضَحكتُ أسايرها ' يبدو أنّ أخي في القانون يملك حقاً تأثيرا كبيرا عليك! '

" وماذا تظنين؟ سنعيش في بيت واحد قريبا! علي أن أتعلم تحمل المسؤولية قبل الزواج! " أكملت تدعي الغرور

لم يكن الأمر غريبا على شارلوت الاستيقاظ مبكرا هذه الأيام، فمنذ أن وجدت رفيقها وأمها تجبرها على النهوض عند الفجر حتى تساعدها في المهام المنزلية بالاضافة الى تعليمها الطبخ تحت اسم ' كيف تصبحين زوجة صالحة وربة منزل ماهرة في كل شيء ' لكن هناك شيء آخر قد بدا مختلفا.. منذ مدّة أحس بوجود شيء متغير فيها لم أتبين ماهو لذا تجاهلت اِحساسي أكمل كلامنا...

' لقد سيطر عليك حقا، سأرفع القبعة له حقا عندما اراه.. '

' حسنا اِحرصي على ذلك.. لقد تذكرت! كيف نسيت أن أعرفك عليه؟ ذكريني ان أفعل عندما يأتي هنا مجدّدا' ثم تذكرت أن في آخر لقاء تحدثنا فيه عن رفيقها أخبرتني عن كل شيء فعلاه وتحدثا عنه بالتفصيل الممل، لكننا لم نتحدث عن اِسمه.. كل هذا بسبب شارلوت التي لم تنفك عن مناداته بصفات عجيبة ك ' حبيبي، روحي، قلبي، عسلي، أكسجيني، قطعة الكعك الخاصة بي، سكري والسبرنكلز.. ' وفي أفضل الأحوال كانت تقول فقط ' رفيقي ' أو ' نصفي الثاني '

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Apr 19 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حيث تنتميWhere stories live. Discover now