2- حفلة| ارقصي على ألحان القمر

200 18 7
                                    

في بعض الأحيان لا يأتي ما انتضرناه طويلا كما أردنا، لا يأتي مثاليا، كاملا او دون أخطاء، وأحيانا أخرى نحن من لا نستقبله بتلك الحرارة التي ظننا ولا تلك السعادة النقية خالية الشوائب أو حتى ذلك الحماس الذي يجعلنا نخطط لاحتضان الحلم في أذهاننا ونحن نتخيله...

ونحن نشعر به، كما لو كان واقعا أمامنا... رغم أننا ندرك في أعماقنا انه من المستحيل احتضان شيء ليس بمادي... وكيف يمكن للشخص احتضان حلم؟

هل كان خطأنا من البداية اننا بالغنا تقديره أو خطأه انه تأخر أو لم يكن كما نريد...

أم أن علينا التسليم أن سعادة الرحلة أحيانا تكون في الطريق وليس عند الوصول للوجهة وأنه علينا دائما الاستمتاع والامتنان لكل لحضة

لذا أحيانا... كطبق بارد نتناول ما انتظرناه طويلا...

                    _________________

ايميليا pov:

عندما اِنتهى السيد مارك من الكلام لم أستطع أن أضيف كلمة أو أنظر لأي أحد من المجموعة، كنت أعلم أنه ما إن أرفع رأسي حتى تقابلي نظرات ساندي الشامتة، السيد مارك الغاضبة، ونظرات رفيقي.. تلك النظرات التي لا أملك الجرأة والشجاعة الكافية لمواجهتها

ولا حتّى القدرة لمعرفة ماهيتها...

كما أنّني لم أرد أن تنزل دموعي أمامهم لذا مشيت بخطوات متسارعة أبتعد عنهم، وما ان ابتعدت عن مرمى نظرهم حتى تحولت لذئبتي أركض نحو البيت، أعلم أن بامكانهم سماع صوت ركضي لكن شعور بالعجز تملكني، أردت أن أبقى لوحدي في غرفتي عندها يمكنني البكاء كما أريد دون أعين تراني، لربما عندها قد أستجمع نفسي

ركضت بسرعة تحاكي قوة المشاعر السوداوية داخلي، ركضت والدموع تغطي عيني تحجب رؤيتي، مخالبي تضرب الأرض بينما أشعر في كل مرة كما لو أسقط جزءا مني
كتمت عواء ذئبتي لأنني أدرك كم سيُبيّن ضعفي وانكساري

ما ان دخلت حديقة المنزل حتى تحولت مرة أخرى أصعد لغرفتي شكرت أن لا أحد في البيت، لم أرد أن أخبر أي أحد بمشاعري، أردت أن أتدارك نفسي لوحدي وأقرّر ما علي فعله..

                     ________________

عندما استيقظت كانت الشمس قد غربت وحلّ الليل بالفعل، اِستطعت سماع صوت توماس يغني مع اللحن في الغرفة المجاورة، وشم رائحة الطعام الذي تعده أمي في الطابق الأرضي..

مررت على المرآة في غرفتي أتأمل اِنعكاسي، ما إن رأيت شعري حتى تذكّرت أحداث يومي، عبس وجهي في المرآة قبل أن أرفع يدي أنزع رباط الشعر أرميه في سلة المهملات وأدخل حمامي أستحم...

مررت على غرفة توماس وتوقفت عندها أرفع قدمي حتّى أدفع الباب وأفسد متعته لكنني تراجعت وأستدرت أكمل طريقي، عبرت في طريقي على مكتب والدي الذي كان بالتأكيد يعمل فيه هذا الوقت..

حيث تنتميWhere stories live. Discover now