PART 49

1.1K 61 5
                                    

" مَــشَـاعِـر مُـرهـفَـة "

Vote+ Comment فضلاً ولـيس أمراً

_____________

" في جذور الحكاية، قصة عظيمة "

عند أعالي جبال الريف في السماء المزينة بغيوم كثيرة سوداء اللون، كان الحاكم يحلق بأجنحته الطويلة، بمنظره القوي، يسيطر على منطقته ويحكمها فقط بعينيه، يتفحص كل قطعة من أراضيه الشاسعة .

على بعد كيلوميترات تقع عيناه الحمراء على فريسة ليس كباقي الضحايا التي سقطت بين مخالبه سابقاً، كانت هي واقعة في عشه حيث يقطن، بل كانت هذه المرة رقيقة، بيضاء ناصعة اللون تدل على نقاء روحها، كانت تحارب بأجنحتها المنكسرة مجموعة من الأفاعي السامة التي تحاول الوصول إليها من خلال جذع الشجرة، دفع بأجنحته محلقا في إتجاهها بسرعة كبيرة، حتى نزل من فوقها كدرع حامي انحنت بأرضية العش من شدة خوفها تختبأ، بعظمة أجنحته جعل الأفاعي تسقط لعدم أستطاعتها مقاومة الحاكم .

فتحت الحمامة عينيها تجد نفسها بين دراعي النسر الذي كانت تخافه أحد الأيام، هاهو الآن مصدر آمانها الوحيد، تسللت تتفحص تفاصيله الصغيرة، فتجد ترابا كالوحل يلتصق بمخالبه يثقل حركته ويجعله تعيسا.

" يا إلهي إنه مجروح أيضاً، كيف يهابه الجميع وهو أيضا يتألم "

نزلت بمنقارها الصغير تزيل الوحل عن مخالبه رغم أنها تتألم من أجنحتها المنكسرة، شيءً فشيء أصبح يشعر بخفة مخالبه وكأن روحه تتجدد من جديد، انحنى برقبته فيجد حمامته الصغيرة تزيل آثار الخدوش التي أثرتها حكم الجبال عليه، تمعن بنضره إلى هذه الفريسة اللطيفة التي تسللت إلى عشه وأعطته الدواء الذي لطالما بحث عنه طويلا.

" هل يعقل أنهم خلقوا لبعض ؟ "

حملها فوق كتفيه، وحلق بها صعودا للسماء العالية، حيث رآها الجميع، وأصبحت بذلك محبوبة النسر الحاكم، الكل يهابها لأن الحكم بين جناحي النسر والأخيرتين تركبهم صغيرته الحمامة.

كان واقفا يشاهد بروية هذه القصة القصيرة الذي مرت أمام عينيه فجأة بصوت حكيم نطق داخل أذنيه :

" هاديك الحمامة هدية من الله للنسر... طه الورياغلي، هاديك غاتكون حكايتك "

الرحمة 2 MERHAMET Where stories live. Discover now