٢٠- بِرُوحى و جَسدى، إلى الأبد.

Start from the beginning
                                    

بعثتُ لهُ بِرساله بها كُل ما أريد و جلستُ أنتظرهُ حتى يعود.

مَر كثيراً من الوقتُ و أنا أنتظرهُ، لكنهُ لم يأتى حتى الآن.

إنها الخامسة فجراً لِماذا لم يحضر بعد، أكاد أنام بِمكانى حقاً.

تُرى هل أخذ كُل هذا الوقت بِسبب القائمة الذى بعثتُها فى الرسالة لهُ، لكنى لم أطلب الكثير إنها صفحتان فقط!

دثرتُ ذاتى تحت الغِطاء أنتظرهُ، الطقس بارد و أطرافى مُتجمدهُ و أظنهُ قد تجمد بالخارج الآن.

صِدقاً شعرتُ بالقليل من تأنيب الضمير تجاههُ الآن.

عيناىّ أخذت تُغلق وحدها، لم أستطع السيطرة عليها و إتبعتُها حتى سقطُ بِنومٍ عميق.

..

أخرج مِفتاحهُ من جيبهُ لا يُصدق أنهُ عاد للمنزل أخيراً.

لقد تطلبهُ الأمر الكثير حتى وجد كُل ما طلبتهُ إمرأتهُ و إنتهى بهِ الأمر و هُو عائداً لها بالخامسة و النصف صباحاً.

هذا ليس بالشيئ الجديد عليهِ، هِى مُنذ بداية حَملها و هِى توقظهُ لأجل شيئاً تُريده و من ثَم يذهب هُو حتى يُحضرهُ إليها.

من يَرى الأمر من الخارج سَيظنها مُدللة تفعل ذلك حتى يقوم بِتدليلها لكن و بِنظرهُ هُو، فالتفعل ما يحلو لها إنما خُلقت فقط للدلال و هُو من سَيفعل ذلك فقط لأجل رؤية إبتسامه واحده من شفتيها.

"لِمَ البيت هادئاً هكذا؟!"

الصمتُ بالمنزل أثار الغرابه داخلهُ.

أين أصوات الأوانى داخل المطبخ و هِى تفعل شيئاً لِتأكلهُ بِهذا الوقت من كل يوم؟!

مَر على المطبخ و لم يراها بالداخل، فَتوجه إلى غرفتهم حيث تمكث هِى كما يعلم.

دخل فَرأها نائمة واضعة جسدها بالكامل أسفل الغطاء كما إعتادت أن تفعل دائماً.

تَرك الأشياء التى أحضرها لها على الطاولة و بِهدوء جَلس بِجانبها حتى لا يُزعجها، رفع الغطاء عن رأسها قليلاً ثُم مَلس على شعرها ببطء.

تبدو لهُ كَطفله بالخامسه من عُمرها، ما جعلهُ يسأل ذاتهُ بِجدية، من أين لها بِتلك البراءة؟!

من أسفل الغِطاء مَرر يدهُ ثم وضعها على بَطنها المُنتفخه حيثُ يَمكث طِفلهُ بالداخل.

كان يمسح على بَطنها بِحركاتٍ بطيئة و ذِكرياتهم تعود إليهِ مع كُل لمسة لها.

لا تـــدَعـنِى أََرحـــلWhere stories live. Discover now