Chapter two 2

28 4 4
                                    

في اليوم التالي ...
استيقظت كالعادة على صراخ والدتي المعتاد .. لم أفتح عينيّ بعد و لكنني مستيقظة ... كنت أشعر بألم خفيف في يدي اليسرى .. فتحت عينيّ لكي أتفحص ... إنه جرحٌ آخر .. إنه كبير هذه
المرة !! يزداد ألمي كل ثانية تباً ما هذا؟
أنا أحدّق بيدي منذ ثلاث دقائق و لا أستطيع التفكير بشيء أبداً لدرجة أنني لم أسمع نداءات أمي تتعالى ... فتحَت الباب بهمجية و صرخت في وجهي كي أنهض ، كنت لا أزال أحدق بالجرح و هو يستمرّ بالنزيف ... قامت بسحبي من يدي لأنهض و صفعت مؤخرتي بكفّها آوتش إنه مؤلم يا لهذا اليوم بدأته و أنا متأذية ... آاااااه ... حدّقت بالساعة مستفسرة عن الوقت و إذ بي متأخرة و سومين تكاد تصل لنتابع مسيرنا نحو الأخريات ...
أسرعت قدر ما أستطيع لأنني لا أتأخر عادةً ، عدا آخر فترة بسبب ما يحصل معي ...أنا أرتدي ملابسي و أفكر ... لم لا أخبر إحدى صديقاتي بهذا؟ ... أو أخبر أختي اللعينة؟ ... و لكن تبّاً لهذه الحال البائسة اللعينة التي أنا بها .. لا أستطيع البوح بأيّ شيءٍ لأيّ شخصٍ إلا بصعوبة كبيرة ... قد يستغرق الأمر مني أسابيع ، أشهر ، أو حتى سنوات كي أقوم بهذا و لكن في أغلب الأوقات يكون الأوان قد فات ... و لكن هذه المرة الأمر مختلف و لا أظنّه ينتظر أبداً لأن جروحي يزداد حجمها يوماً بعد يوم
...
هل أخبر رايّ بهذا؟ أو ربّما سيسخر مني و لكنني لا أظنّ هذا فهو مائل للحنان عندما يتعلق الأمر بصحة أحد ما ، بالأخصّ أنا وحيدته ... أظنّ بأنني سأخبر سومين أو ابنة خالي ميريل و لكنني لن أستطيع رؤيتها حتى الصيف لأنها في اليابان ..
تبّاً و اللعنة لهذا اليوم أشعر بأن الأمر سينتهي تاركاً إيّايّ للموت ..للأسف في غالب الأحيان تتحقق توقعاتي ... هل أنا عرّافة ؟ ، تشه هم كاذبون على أيّةِ حال أنا لا أصدقهم .. هذا ليس وقته توموري الغبية أسرعي الآن ... و ها أنا أخيراً أسرّح شعري كذيل الحصان بعشوائية مع إدلاء غرّتي على جبيني ... أنا جاهزة و الجرس يدقّ .. إنها سومين .. تبّاً هاتفي كدتُ أنساه و يا وَيْلي ...
"صباح الخير سوميني هيا لنسرع"
نطقتُ ساحبةً إياها من يدها و أشعر بيدي تُضرَبُ من قِبَلِها حتى سمعتها تقول بسخرية ..
"و هل ستذهبين للمدرسة بالحذاء الصوفيّ ميو؟ أم أنك ستذهبين دون غسلِ وجهكِ؟"
"أكره المدرسة"
نطقتُ بضجرٍ و أسرعتُ لغسل وجهي و ارتداء حذاء المدرسة و الجوربان و التقطتُ حقيبتي أهرول ممسكةً بيدِ سومين و هي تُطالعني بغرابة لبعضِ الوقتِ ..
"هل تناولتِ إفطاركِ حتى؟"
"لا لم أفعل أخذتُ معي النقود لأشتري من المقصف ، سأدعوكِ اليوم بعدَ المدرسة لتناول المثلجات"
"الفراولة و الشوكولا"
"كما تريدُ سوميني هيا الآن تقدمي بسرعة و اطرقي باب منزل آلكسا"
أومأت بفرحةٍ عديمة السبب كالبلهاء مبتسمة بغباء لطيف ، ثوانٍ حتى فتحت لنا آلكسا الباب و اتّجهت معنا نحو منزل سويونغ و هانا و نايون بينما كانت تتثاءب بين الفينة و الأخرى و تفرك عينيها بقبضتها المتكورة ، وصلنا إلى منزل سويونغ التي أخّرتنا جميعاً أكثر ، تبّاً لها..
و أخيراً وصلنا المدرسة و تلقّينا التوبيخ من المدير الأحمق .. كم أتمنى قتله و هو ينبح علينا كالكلب ، و أخيراً بعد مرور ربع ساعة من التوبيخ أمرنا بالصعود ففعلنا ..
انتهت الحصة الأولى على خير و لكن في نهاية الحصة الثانية شعرتُ بدوار مفاجئ ثمّ انتفضتُ بقوة باللاشعور و آلمتني يدي فجأة نظرتُ إليها فقد كانت تنزف من جديد ، اللعنة تذكرت أنني لم أضمّدها بَعد ، كان قد تصبّغ دفتري باللون الأحمر بسبب الدماء ، نظرَت نحوي آلِكسا بقلق كونها كانت تجلس لجانبي و سألتني إن كنتُ بخير ، لم أستطِع التحكم بجسدي و كأنني فقدتُ السيطرة على أعصابي فرددتُ عليها بصوتٍ عالٍ غلطاً قائلةً (لا) ، سمعني المعلم و قام بطردي بتهمة تشويشِ أفكار زملائي في الفصل ، كانت آلكسا ستعترض لكنني منعتها فأنا حقّاً بحاجة لوقتٍ مستقطع من نعيق هذا الحمار أمام السبورة ، غير أنني لا أستطيع التركيز نهائياً ، خرجتُ و لم ينتبه المعلم على نقط الدم التي تتناثر من يدي على الأرض و أنا أمشي ... شعرت آلكسا بالقلق نحوي و لم يلاحظ أحدهم الدماء عداها و رايّ فأخذَ إذناً بالذهاب للحمام و تبعني للخارج ... لا يزال الجميع يعتقدنا إخوة بسبب اسم العائلة المتشابه و بسبب قربنا من بعضنا و علاقتنا القوية ، أسندني عليه عندما خرج و نزلنا نحو العيادة المدرسية ، وبختني الممرضة لأنني لم أضمدها فوراً و ضمدتها لي ...
دقّ جرس الاستراحة عندما انتهينا و عدنا أنا و راي للفصل ، انهمرت عليّ الأسئلة من صديقاتي بعدما رأَينَ الدماء تغطي دفتري... جلستُ و شربتُ المياه و المسكّن لحدة ألم رأسي ، تحسنت قليلاً مع القليل من الدّوار و ألمُ يدي ينبض من أسفل الضماد ، قدّرت صديقاتي وضعي فتفرّقن عنّي ، بقِيَ معي فقط راي و سومين لجانبي بحكم أنهما الأقرب إليّ
" أخبريني ميو ... ما الذي تسبب بهذا الجرح الكبير لكِ؟" سألَتْ بقلق و قليلٍ من الحدّة ... سكتتُ قليلاً و شردتُ لبعضِ الوقت فبادَر راي بسؤالي مجدّداً واضِعاً يدهُ على رأسي يربّت عليه
"توموري لمَ هذا الجرح؟ هل تتعرضين لشيءٍ ما و لا تخبريننا؟ أخبرينا توموري نحن قلقون تجاهكِ ... أنتِ لستِ على ما يُرام في الآونة الأخيرة ، خصوصاً البارحة و اليوم " ردّت سومين على كلامه..
"سنقفُ لجانبك و ندعمك إن لم نستطع مساعدتك هذا وعد "
استمرّيت بالسكوت لبعضٍ آخر من الوقت ثم سمعتها تكمل حديثها ..
" لن نضغط عليكِ بإخبارنا ، نعلم أنّك كتومة بشكلٍ سيّء ، و لكِن أخبرينا بسرعة قدر المستطاع ميو "
" أمهلاني بعض الوقت لأرتّب الأمر في عقلي ثم سأخبركما "
"كوني حذِرة بشأن الوقت توموري ... قد ينفذُ منكِ أسرع ممّا تتوقعين ... وضعك يزداد سوءاً يوماً تِلوَ الآخر أختي الصغيرة ... هم؟ "
"سأحاول راي "
{لمعلوماتك فقط ، راي الوحيد الذي يناديني توموري و عائلتي كذلك ، أما البقية ميونغ أو أيّة اختصارات ك ميو كما تفعل سوميني}
بعد انتهاء الدوام المدرسيّ عدنا للمنزل و تناولنا أنا و سومين المثلجات التي وعدتها بها و عدنا إلى منزلي ريثما عادت والدتها من العمل لأخذها ، جلسنا في غرفتي ، انتظرتني حتى استحمّيت لعشرة دقائق و بعدها جلست لجانبها على سريري مرتديةً هودي القطة السوداء خاصتي و سروال قصير لا يكاد يظهر أسفل الهودي فهي طويلة قليلاً ، أمسكتُ وسادتي و عانقتها ، نظرتُ لسومين كانت تريد أن تتكلم في نفس الموضوع و لكنّي حقّاً أشعر بالضياع و أحاول دفع كل شيء يخص و يتعلق بهذا الموضوع جانباً ... لا أريد أن أتكلم في الأمر و لكن في الوقتِ نفسه لا أستطيع أن أتوقف عن التفكير به ، فأضللتها بالكلام و أخذتها نحوَ طريق ضاعت به غير قادرة على الرّجعة خطوة واحدة لتذكر الأمر برمّته أو حتى جزءٍ منه على الرغم من قلقها الشديد نحوي و لكنني أعرف جيداً كيفَ أُضيّعُ كيم سومين ...لأكون صريحة ، حتى أنا نسيتُ الأمر لبعض الوقت فقط ، بعد ذهابها درستُ قليلاً و من ثم ساعدتُ والدتي بإعداد الطعام ريثما وصل أبي من العمل ، كنا نضع الأطباق على الطاولة حتى وصل متأخٍراً و جلسنا لنأكل ، و لكن قبل هذا ذهب ليغتسل و عند عودته عانقته أمي و أختي أما أنا فبقَيْت في مكاني شاردة على كرسيي ... لستُ بقريبة من والدي كأختي أو أمي ، فأمي تزوجته عن قصة حب طويلة منذ سنة الجامعة الأولى ، و أختي مدللته ، لطالما كان سعيداً بها لأنها المثالية بكل شيء بنظره هو و زوجته أمي ، و هي طفلتهما الأولى .... أنا أيضاً أتميز عنها بأكثر مما تتميز به عني و لكنهم يرونها دائماً الأفضل لأنها الأولى ، و لا يرون ما أفعله أو أنهم لا يريدون أو أنهم حتى لا يلحظون ... كان الأمر يغيظني في صغري و لكنني لم أعُد أهتم بالأمر لأنني نضجتُ الآن أو ربما وصلتُ لمرحلة اللامبالاة بكلّ شيء تقريباً .
عن علاقتي مع أبي ... ليست جيدة ولا حتى سيئة ... إنها عادية ... أنا لا أراه كثيراً ، أستيقظ يكون قد ذهب للعمل و أعود من المدرسة يكون لا يزال في عمله ، يعود وقت الغداء فنتناوله سوياً ثمّ ينام ليرتاح قليلاً و من ثمّ يتجه نحو النادي ، عندما يكون أحياناً موجوداً أكون مع أصدقائي أو متواجدة في غرفتي أدرس ، أمّا عن المساء ، فأنا على هاتفي و هو على حاسوبه النقال يعمل و كأنه مكرّسٌ للعمل .. و بعدها ينام ، في بعض الأحيان أجلسُ مساءً معهم في غرفة الجلوس و لكنه حقاً كما قلتُ قبلاً متعلق بالعمل و كأنه جزءٌ منه لا نستطيع فصله حتى بالمنشار ، أجلسُ قبالته ... أتأمل تفاصيله بتمعّن لكي أحفظه جيداً لأنني أكاد و أوشك على أن أنساه من قلة ما أراه ... إنه حقاً وسيم .. لا أريد لصديقاتي أن ترينه لكيلا تبِتنَ عندي يومياً ... لا أعني صديقاتي المقربات بل الأخريات في الفصل ..
إنهنّ لسن صديقاتي و لكن بما معناه ، أتمنى لو أتقرب أكثر منه فهو حنون حقاً ... أتمنى حقاً و بشدة أن نكون أقرب لبعضنا أكثر قليلاً بعد ،ربما هو نسيني لا أحد يعلم ، نادراً ما يرى صورة وجهي ...
المهم ، أثناء تناولنا غداءنا ، كنت أتناوله بصمت و بطء بينما هم يتبادلون أطراف الحديث و يثرثرون و أنا غارقة بالتفكير بما كنتُ أقوله حيال أبي .. كدتُ أبكي لو استمرّيت بالتفكير أكثر حتى أيقظني صوته من شرودي
" توموري لمَ لا تشاركيننا الحديث؟ "
استقام ظهري المنحني للخلف مُسْنَدَاً على ظهر الكرسي و ابتلعتُ لقمتي بصعوبة ثم أخذتُ نفساً طويلاً بشكل تنهيدة طويلة و قلتُ و أنا أزفر كل ما جمعته من هواءٍ و جررته نحو صدري ..
" لا شيء بتاتاً فقط رأسي يؤلمني قليلاً فقط فشردت لا أكثر ... لم أنتبه على الحديث نهائياً "
" أنتِ تنفين كثيراً أثناء حديثكِ توموري ... أأنتِ قلقة من شيءٍ ما ؟ "
" لا لا فقط أشعر بالملل فشردتُ باللاشيء لا أكثر "
وجّهَ نظره ليدي ثمّ سألني بشكلٍ مفاجئ و بنبرة حازمة
" ما خطبُ يدك؟ "
" لقد .... لا أعلم...."
قلتُ هذا بدون وعيٍ مني حتى ، لا أعلم لماذا و لكن حقاً لم أتحكم بما قلته و كأن فمي نطق تلك الكلمات بدون إذنٍ مني و نسيتُ ما قلتُ فورَ سماعه أيضاً ، نظرَ نحوي مستغرباً..
" كيف لا تعلمين توموري؟ ، أأنتِ على ما يرام؟ "
"أجل"
لقد كانت أجل سريعة للصراحة ، أعتقد أنه كان سيكمل حديثه و لكنني حقاً لم أرغب بالمناقشة أو الحديث بالأمر بأيّ شكلٍ من الأشكال لذا اختصرتُ راحتي على نفسي و ذاتي و قلتُ واقفةً
" لقد شبعتُ الحمدلله "
من ثمّ ذهبتُ لغسلِ يديّ متجهة نحو الغرفة فوراً و نحوَ سريري تحديداً ...
صراحةً أنا لم أعلم بماذا سأفكر كانت هنالك الكثير من الأفكار تلتقي و تتضارب في رأسي ، حالما أبدأ التفكير بإحداها تتقدّم الأخرى لطردها و هكذا استمرّ الأمر ...
كنتُ مستلقية على جنبي أعانق وسادتي لا أفعل أيّ شيء و الهدوء يعمّ المكان ، و لكن داخل رأسي الصِّراع و الضجيج يجعلُ عينيّ تجحظ ....
بقيتُ على هذه الحال حوالي ساعة و نصف حتى نمتُ أخيراً في مكاني دون حراك ... فتحتُ عينيّ بعد أربع ساعات أو بالأحرى بعد خمس ساعات و نصف من صعودي للغرفة ... كانت يد أبي تتلمّس رأسي .... فتحتُ عينيّ و رأيتُ نفسي نائمة بشكلٍ منظّم و أبي يجلسُ لجانبي يُمسِدُ على رأسي برفق ... كنتُ مصدومة حتى قبّل رأسي و ابتسم بدفء ، و يا إلهي ابتسامتهُ مشرقة للغاية و قبلته تركت طابِعاً دافئاً مكانها على رأسي ... لا بُدَّ وأنهُ أخطأ غرفتي معتقداً إياها غرفة أختي ، نبسَ بصوتٍ هادئٍ و دافئ
" ألن تستيقظي صغيرتي؟ لقد نمتِ طويلاً، إن لم تريدي هذا تستطعين النوم أكثر لا مشكلة .. المهم راحتكِ صغيرتي لا تحظينَ بنوم جيدٍ عادةً "
.... و يا إلهي لِمَ هو بهذا اللطف فجأة ؟ أكادُ أبكي ، حتى و لوكان هذا حلم أتمنى لو لا ينتهي أبداً ... كان صوتي متقطّعاً لألمِ حنجرتي رغبةً مني بالبكاء و أنا أقول له
" أريد النوم قليلاً بعد "
" لا مشكلة و لكنّكِ لن تمانعي إن نمتُ لجانبكِ توري؟ "
انصدمتُ صراحةً و لكن بنفس الوقت اندفعت من فمي إجابة سريعة
" بالطبع لا لن أمانع"
ابتسم مجدداً ، انتزع وسادتي من حضني من ثمّ نام لجانبي و ضمني إليه بذراعيه الكبيرتين واضِعاً رأسي على صدره العريض و هو يداعب شعري بيده ، و بالأخرى يحاوطني ...
لمَ هوَ دافئٌ هكذا يا ترى؟ ... أكاد أغفو على الفور و لكني أريد أن أبقى مستيقظة لأنني لا أريد التصديق بأن هذا حلم ... إنها المرة الأولى ... دموعي ستنهمر بالتأكيد ...

My Death' DiariesNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ