6_ لكنه قاتل بحقٍ

Start from the beginning
                                    

_ماما و "عـهد" كويسين؟.

لاحظت هي توتر صوته والحزن البادي عليه فسحبت نفسًا عميقًا حتى لا تبكي من جديد وأضافت بنبرةٍ حاولت جعلها طبيعية:

_ كويسين الحمدلله وماما بتصلي وتدعيلك، و "عـهد" راحت تشوف مامتها وجاية تاني تطمن عليك، أنا هطمنهم عليك متقلقش، بس إن شاء الله بكرة تخرج بخير وترجع بيتك تاني.

أخبرته بذلك الحديث ثم أغلقت معه فيما تنهد هو بثقلٍ وحينها أعطى الهاتف لـ "أيـوب" وشرد بعض الشيء وحينها ربت "أيـوب" على كتفهِ ومسح عليه وظل يردد الدعاء له حتى استكان "يـوسف" أخيرًا وأغمض عينيه هربًا من الواقع المؤلم وأرجع رأسه للخلف يسندها على الحائط خلفه.
__________________________________

<"أحيانًا يصبح العمر مجرد كذبة دون رفقة من نحب">

في مكانٍ أخرٍ..
تحديدًا في منطقة نزلة السمان جلس "نَـعيم" شارد الذهن فيما حدث مع "يـوسف" وفي عجزه عن المعاونة لأول مرة، وحينها تمنى أن يقوم "عبدالقادر" بالمحاولة لأجل هذا الشاب المسكين، حينها تذكر موقفًا يُشبه ذلك حينما أفترت عائلة "الراوي" على "يـوسف" وأتهموه كذبًا بسرقة الذهب الخاص بـ "حكمت" وحينها حاول هو لأجلهِ حتى خرج من هذه الحُفرة التي أجادوا حفرها له هو، وقد رفع رأسه للخلف بأسفٍ وهو يشعر بالتشتت والضياع وسط الجميع، ابنه من جهةٍ وابن شقيقه من الجهة الأخرى وابنه الأخر من جبهة أخرى، والشباب معًا من جهةٍ أخرى وهو الراعي الوحيد للجميع وهو المسئول عن رعيته..

حينها مال بجسده للأمام يستند على عصاه الخشبي الذي أعتلى رأسها حصانٌ فضي اللون يتلائم مع هيبته ووقاره وحينها ظل يفكر ويفكر في كل الأمور من عدة جهات رابطًا بين كل الأحداث معًا، حيث أن الأمور قد تبدو للجميع في غاية الطبيعة عداه هو، هو دومًا أعتاد أن يربط الأمور ببعضها ليحصل على الناتج المُبهم لدى الجميع، وحينها أدرك أن ماحدث كان فخًا تم نصبه أو ربما مجرد وسيلة إلهاءٍ عن كارثةٍ أكبر يتم التخطيط لها...

في البناية المجاورة جلس "إيـهاب" في شقته ومعه الهاتف يتحدث مع "سـراج" الذي ظل في غرفته برفقة "جـودي" وحينها هتف الأول بنبرةٍ جامدة بعض الشيء وقد شعر بهذا الشعور المُقيت المُسمى بالعجز:

_يعني مفيش صرفة برضه؟ الناس اللي تبعك دول مفيش حد منهم يا "سـراج" يخليه يخرج لحد النيابة بكرة؟ بعدين فين الدليل اللي يخليهم ياخدوه؟ مجرد ماحد راح أتهمه خلاص؟ الله ياخدهم يا شيخ قبل ما أبعتهم أنا متشرحين، والله أعلم بحالته جوة، صدقني يا "سراج" هيتعب، "يـوسف" عزيز النفس أوي.

فهم "سراج" ما يقوله الأخر وحينها أضاف هو مفسرًا بنبرةٍ هادئة لكي يُردف ويوضح له مافي الأمر جملةً وتفصيلًا:

_يابني ماهما دلوقتي أتحفظوا عليه في القسم علشان الاشتباه، أنا سألت المحامي وهو قالي إن بمجرد تقديم البلاغ واتهام شخص بعينه في جناية حصلت بالفعل بيتم التحفظ عليه علشان ميهربش، دا مجرد إجراء، لكن النيابة والتحقيق هما الفاصل بين الاتنين، غير كدا فيه مبرر للحجز على "يوسف" وهو الإتهام ووقوع الجريمة ووجوده هناك، والعربية كانت قصداها كمان، بس متقلقش إن شاء الله التحقيق بكرة يكون في صالحه يا "إيـهاب"..

غَـــوثِـهِـمْ &quot;يا صبر أيوب&quot; الجزء التانيWhere stories live. Discover now