حدث داخل الأتوبيس

8.1K 13 2
                                    

 كم كانت لحظة قاسية .. قاسية فى لذتها قبل أن تكون قاسية فى مهانتها  .. كلا ليس هناك خطأ .. فأنا أعنى تماماً ما أقول .. هى بالفعل لحظة جمعت فى داخلى مابين اللذة والمهانه فى مزيج عجيب  ..
ترى .. هل جرب أحدكم لذة المهانه من قبل  ..
أو أظننى راغبة فى توجيه السؤال إلى بنات جنسي بالتحديد ..
هل جربت إحداكن ذلك النوع من اللذة من قبل ؟
لا أقول جربت المهانه .. فالمهانة للمرأه جزء لا يتجزأ من مجتمعنا .. وإنما أقصد لذة المهانه ..
لا أظن ..
من الصعب على المرأة الشرقيه أن تمنح نفسها الفرصة حتى لأن تجرب ، فما بالها بالإستمتاع بالتجربه ..
التجربة ليس إلا ..
فلن ينتهي العالم أو تتوقف الأرض عن الدوران لو أن إمرأة سمحت لنفسها بأن تجرب ولو مره واحده شعوراً واحداً من تلك النوعيه من المشاعر التى تربت وترعرعت علي كونها خطايا لا تجوز ..
جرائم لا تغتفر ..  ..
أنا عن نفسي وفى تلك اللحظة بالذات ، كنت أعيش واحداً من تلك المشاعر بكل تفاصيله ، كنت أقف محشورة وسط الأوتوبيس لا أستطيع حراكاً يمنة ولا يسره ، وخلفى تماماً يقف ذلك الشاب العشريني ، الريفي الملامح والجلباب .. الجلباب الذى إنتفخ من عند خاصرته بفعل إنتصاب قضيبه ، الذي بدا في تلك اللحظة أشبه بقطعة من حديد من شدة صلابته  ، وهو يحتك بما بين فلقتى مؤخرتى غامساً قماش جيبتى الواسعه الحريريه الملساء ، ومن قبلها كيلوتى البكيني داخل فتحة شرجى ، غير عابئ ولا مبالٍ بكل محاولاتى الفاشله ( عن عمدٍ في الحقيقه ) للتملص من ذلك الوضع المهين .. محاولات كان لابد منها بحكم كونى إمرأة شرقيه محجبه محترمه فاضلة ، تحترم جسدها وليس من طبيعتها أن تسمح لغريب بإقتحامه بتلك الصوره دون أن تحاول إيقافه ..
تحاول متمنية في قرارة نفسها ألا تنجح   ..
كان مشهداً عبثياً والحق يقال ..
ولكن ماذا كان بوسعي أن أفعل وسط ذلك الزحام ؟
العيب ليس عيبى إذن ..
 إنه عيب الزحام  .. أليس كذلك ؟
كان الشاب يواصل ( الحك ) .. وأنا واقفةٌ أمامه ناجحة تماماً في إتقان ( أمام نفسي فلست أبالى بالآخرين ) دور الضحيه المغلوبة على أمرها وقد تقلصت  ملامحى بالتجهم والضيق ، أطلق بين لحظة وأخرى زفرة ضجر وتأفف .. بينما جسدى قلباً وقالباً يكاد يطير علي جناحين من اللذة محلقاً في سماء الإستمتاع بما يُفعل به علي مرأى الأشهاد وسط الأوتوبيس ..
وبينما أنا علي تلك الوضعيه المحيره ( لكل علماء وباحثى ومستكشفي خبايا نفسية المرأه الشرقيه دون جدوى ) إذ  بشئ  صلب آخر يحتك بخاصرتى  من الأمام ، فإنحنيت برأسي لأستطلع الأمر ، فإذا بعينى تصطدمان برأس أصلع ينتهى بزبيبة صلاه ضخمه ملأت جبهة وجه صاحبها ذو اللحية الكثيفة الشعثاء الشعر _ والذى لم تواته ولو لجزء من الثانية فكرة أن ينهض ويجلسنى مكانه _   
وهنا إكتملت اللوحه الفنيه المجسده لأقصى درجات المهانة التى من الممكن أن تتعرض لها إمرأه .. قضيب يحك مؤخرتها ومرفق يحك في مهبلها ..
يالها من مهانه ..
ويالها من لذه ..
رفعت وجهى إلي أعلى أتطلع إلي الشارع عبر النافذه دون أن أنطق أو أعترض ..
فلم يكن لدى الجرأة  الكافيه علي الإعتراض ..
لا الجرأه علي الإعتراض ، ولا الرغبه فيه..
ومن أين تأتى الرغبة في الإعتراض وقد بدأ مهبلى يرشح بماء شهوتى ..
اللعنه .. أمن الممكن أن يكون لذلك الوضع المشين كل تلك اللذه ..
أقسم أن مايحدث لي في تلك اللحظة لو أن إحدى صديقاتى مثلاً حكته لي كموقف حدث معها  لإنهلت عليها بالسباب وربما وصل بي الأمر إلى مقاطعتها عقاباً لها علي صمتها علي تلك ( المهزلة الأخلاقيه ) التى تحدث لجسدها .. 
ولكنى ظللت صامته ..
صامته مستسلمه ..
ومستمتعه ..
نعم مستمتعه وليذهب من لا يعجبه كلامى إلى الجحيم ..
كنت قد قررت مواصلة إستسلامى ، الصامت ، المستمتع حتى أشبع  .. لولا ذلك الصوت الأجش ( البغيض ) الذى إرتفع فجأة من علي بعد سنتيمترات من خلفى قائلاً في نبرة مستنكره :
        _ يعنى وبعدين في شغل الشرمطه وقلة الأدب دي يعنى ؟
توترت في وقفتى خاصة وقد شعرت بقضيب الشاب الريفى ينسحب بغتة من بين فلقتى مؤخرتى مع إرتباك حركة صاحبه إثر اللكزه التى تلقاها في صدره من مرفق صاحب الصوت الأجش .. في الوقت الذى أبعد فيه الجالس أمامى علي المقعد مرفقه عن خاصرتى بحركة خاطفة ، فيما هو يدس يده في سرعة داخل جيبه العلوي مخرجاً مسبحته ليبدأ في التسبيح عليها مشيحاً بوجهه نحو النافذه متشاغلاً بمراقبة الشارع عبرها وهو يزدرد لعابه في إرتباك .. فإلتفتت بطرف عينى لألقى نظرة خاطفه علي ذلك الذى أحدث كل تلك التغيرات بعبارته ، فإذا به رجل خمسينى أصلع إلا من جانبى ومؤخرة رأسه ، غليظ الملامح مقطب الجبين حاد النظرات توحى شفتيه المزمومتين في إمتعاض عن تزمت دينى وأخلاقي واضحين ..
        _ إيه ياعم جري إيه ؟
قالها الشاب العشرينى بلهجة ريفيه ونبرة مرتبكه فيما هو يجاهد لإخفاء إنتصاب قضيبه الواضح في جلبابه فقال الرجل في سرعة وحدة :
        _ هو إيه إللي جري إيه ؟ دا إنت البعيد معندكش دم صحيح ..
سادت لحظة من الصمت أعتقد أن الشاب خلالها كان يتلفت حوله في حرج قبل أن يقول محاولاً صد هجوم الرجل عليه :
        _ أنى عِملت إيه آنى ؟
أجابه الرجل وقد تضاعفت نبرة الحده في صوته الأجش حيث جعله إرتباك الشاب يشعر بقوة موقفه قائلاً :
        _ إنت حتستعبط ياد إنت وإلا إيه ؟
تمتم الشاب محاولاً التخلص من حرجه بالتظاهر بنفاذ الصبر :
        _ أللهم طولك ياروح ..
إستطرد الرجل متجاهلاً تمتمته وكأنما هو لم يسمعها أصلاً :
        _ الست واقفه مضايقه منك ومن قلة أدبك وإنت مافيش عندك  لا خشا ولا حيا .. دا إيه النطاعه إللي إنت فيها دى ؟
صاح الشاب مدافعاً عن نفسه في يأس :
_ أنى جيت يمتها أصلاً ، ثم إنت مش شايف الزحمه عامله كيف ؟ أنى حأعمل إيه أنى يعنى ؟ حأروح فين ولا حجف فين ؟
ومن بقاع مجهوله وسط الزحام بدأت الأصوات تتناثر من نوعية ..
( خلاص ياجدعان صلوا ع النبى )
( ياخوالنا كلها شويه وكل واحد يروح لحاله )
( ياخى وهى الحريم إيش ركبها وسط الزحمه دى ماكت تاخدلها تاكس ولا ماكروباص إحنا ناقصين هم )
( أهم مزاحمينا في كل حاجه كده ومنين مايروحوا المصايب في رجليهم )
لترتفع فجأه همهمة الرجل ذو اللحيه بتسبيحاته علي المسبحه  وهو يزيد من إنكماشه في مقعده ضاماً مرفقه إلى جسده بعيداً عنى ..
كنت أنا لائذة بالصمت التام طوال الوقت ، وكأنما لست طرفاً فى الموضوع ، على الرغم من كونى الشخصيه المحوريه فى تلك المسرحيه الهزليه التي تدور أحداثها من خلفى ، حيث كان الرجل الخمسينى فى تلك اللحظة قد قرر تقمص دور ( عماره الزيادى حامى الديار ومغيث الصبايا الأحرار ) فقال مقاطعاً الجميع :
        _ كل واحد يحط لسانه في بقه وينقطنا بسكاته ياعم إنت وهو ..
ثم وجه كلامه إلى الشاب الفلاح مرة أخرى قائلاً :
        _   و‘إنت ياد إعدل روحك وأقف محترم بدل ما أشدك ع القسم أخليك تتعلم إزاى تبقي محترم غصب عنك ..
ساد الصمت التام بعد تلك العباره فعدت أرمى بطرف عيني نظرة خاطفه نحو الرجل لأنتبه إلي ماغاب عنى في النظرة الأولى ، ذلك الزى الرسمي الذي يرتديه ، والذي يعنى أنه ( أمين شرطه  ) ..
إذن ذلك هو سبب التخاذل الواضح في تصرفات الشاب وتراجعه منكسراً أمام تهديد الرجل ، وكذلك النبرة الآمره التى كان يتحدث بها إلي الجميع دون إعتراض من أحد منهم ..
يالكم من جبناء ، وأولكم ذلك الرعديد ذو الجلباب الريفي والقضيب الحديدى ، أهكذا ببساطه تتنازل عن مؤخرة كالملبن مثل مؤخرتى خوفاً من ذلك الرجل .. وأنت أيها الجالس أمامى .. أإلي هذا الحد تنكمش في مقعدك ملصقاً ساعديك في جسدك رافعاً صوتك المرتعش بالتسابيح خوفاً من أن يلاحظ الرجل كونك كنت تحتك بي من الأمام ؟
ويلاه .. يبدو أن زمن الرجال قد ولي إلي غير رجعة  ..
كدت أطلق ضحكة عاليه مجلجله عندما وصلت في تهكمي الداخلي علي ذلك الموقف العبثى إلي تلك النقطه ..
والآن ماذا ؟
ذلك الوغد أفسد كل شئ بتدخله فيما لا يعنيه .. أكان من الضرورى أن تندفع دماء الشهامة داخل شرايينك إلي هذا الحد أيها اللعين .. أفسدت عليّ واحدة من أمتع اللحظات .. فلتنصب لعنات الكون كله فوق رأسك الأصلع أيها الـ .......................
ولكن مهلاً .. لقد عدت أشعر بشئ صلب يحتك بمؤخرتى  ..
هل عاد الشاب الريفيّ مقرراً خوض معركته حتى النهايه ، أم ماذا ؟
كلا .. إن الشاب الريفي إبتعد مسافة عدة مترات ليذوب وسط الزحام هرباً من ذلك الرجل ..
من يكون إذن صاحب ذلك القضيب الجديد ؟
ثم كيف واتته الجرأة ليفعل ما يفعله علي الرغم مما حدث منذ ثوان ؟
ثم إنه .... إنه لا يحتك بي فقط ..
رباه .. أمن الممكن أن .................
نعم .. إن رأس قضيبه تخترقنى مباشرة دون حائل ..
المجنون أخرجه من خلال فتحة سوستة بنطاله وشبه يعاشرنى به من دبرى حرفياً ..
نعومة الجيبه وصغر حجم كيلوتى يساعدانه علي ذلك ..  
ولم يعد هناك مجالٌ للتجاهل أو التظاهر بالتأفف ..
ولم يكن للمتعه مكان هنا ..
الأمر هذه المره قد يؤدى إلي كارثه ..
خاصة في وجود ذلك الرجل  الذي يرى في نفسه الحارس الأمين علي القواعد الأخلاقيه .. فلو أنه رأى ما يحدث الآن فسيتحول الأمر علي يديه إلي فضيحه ..
وبحركة حاده إلتفتت بعنقي نحو ذلك الواقف خلفي وأنا أستعد لمعركه شرسه علي أن أستدعى من أجلها ( خضره الشريفه العفيفه الطاهره ) لتنهر ذلك المجنون وتمسح بكرامته الأرض معلنة تبرؤها من تهوره ، متقمصة دور الضحيه المسكينه . خاصة أمام ذلك الذي يمثل القانون بين الواقفين في تلك اللحظه ..
وما إن إكتملت إستدارة عنقي ووقع بصري علي ناكح دبري ، حتي عدت أعتدل وأنظر أمامى مرة أخري وقد أفلتت منى ضحكة خاطفه لفتت أنظار البعض من حولي ، ومنهم ذلك الجالس أمامى ، والذي كان لايزال متقوقعاً في جلسته متأدباً يسبح علي مسبحته ..
وإنتبه المحيطين بموضع وقفتى إلي ما يحدث .. إنتبهوا لكون هناك إمرأه يتم إغتصابها من مؤخرتها حرفيا بواسطة قضيب خرج من فتحة سروال صاحبه وقد إنتتصب وإنتفخ معلناً عن وجوده علي رؤوس الأشهاد ، دون أن يجرؤ واحدٌ منهم علي الإعتراض ، أو حتى فتح فيه بحرف واحد ..
بل إن أحدهم لم يفكر حتى في مشاركته فعلته .. وتركه الجميع يستمتع بقطعة الملبن المسماة بمؤخرتى وحده تماماً ..
فمن كان يفعل بى ذلك في تلك اللحظة كان هو نفسه ، صاحب الصوت الأجش.. ممثل القانون وحامى القيم الأخلاقيه .. أمين الشرطه ..
*********
 
 
 
 
 
 
 
 
 

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Mar 02 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

حدث في الأتوبيسWhere stories live. Discover now