الفصل السادس

8.1K 633 69
                                    

الفصل السادس...

تركت سيرا عائلتها واجتماعهم الليلي وتوجهت نحو غرفتها، تجري اتصالاً به تطمئن من خلاله عن أي أخبار تخص قلادتها الذهبية، وكالعادة اختارت الصمت وعدم إخبار عائلتها كي لا تتلقى توبيخ حاد من قبل "أبلة حكمت"، استمعت لرنين الهاتف بملل وحين أنهى الاتصال فجأة، عبست بقسمات وجهها، ولسانها يردد وفق لعقلها:

-يا سلام يا تقيل هو أنا بتصل بعاكسك، والله لتصل تاني.

أجرت اتصالاً آخر ولم تتوقع سرعة رده، فأصابها التوتر قليلاً عندما استمعت لنبرته الرجولية المميزة بخشونة تليق به وحده:

-الو.

تلقائيًا تسربت النعومة المُفرطة لصوتها فقالت بتساؤل ناعم للغاية:

-أستاذ يزن؟

ترعرعت بنبرته الخشنة برعم من السخرية حين قال:

-فعلاً بتتصلي في أوقات مناسبة جدًا!

ضيقت عينيها بغيظ أنثوي شرس ثم أبعدت الهاتف توجه له بعض السُباب الخافت والذي لم يصله، ثم عادت تجبر نفسها على تجاهل سخريته المبطنة وسألته بجدية:

-حد جالك ولقيت السلسلة ولا لا؟!

-هو احنا لحقنا يا سيرا، دي ضايعة الصبح!

اجابها بنبرة عابثة لم يعرف أنها  سوف تلهب حنقها، فقالت بتهكم صريح:

-انت شكلك طلعت أي كلام، وبتحور عليا وفاكرني هبلة لما تضحك عليا.

-يا نها اسود، ده مين ده اللي ضحك عليكي يا سيرا.

لوهلة لم تفهم ما يحدث وسر مهاجمة "أبلة حكمت"، فانتفضت بفزع، وفي خضم انتفاضها أوقعت الهاتف من يدها، حين وجدت "أبلة حكمت" تقف خلفها مصدومة مما سمعته!
حاولت تحجيم نظرات غضب "أبلة حكمت" وتوضيح سوء الفهم الذي وصل إليها، ولكنها لم تجد الفرصة، حيث انقضت أبلة حكمت عليها، تقبض فوق ذراعها بقسوة والتهديد يشتعل بنبرة صوتها:

-قوليلي مين ضحك عليكي يا سيرا، صارحيني أحسنلك؟

ترنح صوتها من فوق جبل الثبات، وهوت في هاوية الخوف مما نسجه عقل اختها:

-يا أبلة حكمت، افهميني بس، اديني فرصة أشرحلك؟

-تشرحيلي أيه بعد ما الفاس وقعت في الراس!

تضاعف صدمتها من كلمات أختها، وبالرغم من حدة الموقف إلا أنها سخرت قائلة:

-مالحقتش تقع يا أبلة حكمت صدقيني، انتي دايمًا تحكمي كده عليا بالباطل!

-باطل؟!

سألتها باستهجان، ثم استطردت بقولها الهجومي:

-ده أنا سامعكي بودني الاتنين دول، وشايفكي وانتي بتكلميه بعنيا اللي هياكلهم الدود دول.

غَنَاء الروح Where stories live. Discover now