الفصل الرابع

6.8K 686 88
                                    

الفصل الرابع.

وضع هاتفه في جيب سرواله والضيق يحتل ملامحه بينما كان عقله يعمل بجهد لفك شفرات تلك الرسائل معتقدًا أنها مجرد مُزحة من طرف "زيدان".
ترك سيارته وتوجه صوب منزله، ولم يضع في خاطره اعتقاد واحد أن عائلته تتآكل بنيران سليم المتوجهة، مد مفاتيحه كي يفتح الباب ولكنه فوجئ بزيدان يفتحه، يهمس بصوت يملأه الغل:

-أنت اهبل يالا أنا مش قايلك ماتجيش.

تشدق ساخرًا وهو يقول:

-ماجيش ليه؟! أنا ماعملتش حاجة غلط.

-نهارك منيل بستين نيلة على دماغك، ده كله يا جاحد وماعملتش حاجة، امال لما هتعمل هتجيب البت بعيل صغير.

انفجر الغيظ فوق ملامحه تزامنًا مع انفعاله:

-بقولك أيه أنا مش ناقصك على المسا، بت مين وعيل أيه؟!

لم تكن الإجابة من نصيب زيدان الذي كان على وشك التحدث، لكن تتطاير كلمات سليم الغاضبة جعله يتنحى جانبًا يسمح لتلك العاصفة بالهبوب في وجه يزن المصدوم مما يحدث:

-اوعى كده سيبه يبجح أنا عايزه يستمر على كده.

كالعادة اندفعت شمس تتلقف يده تحاول تهدئته بقولها الهادئ:

-اهدى يا سليم، احنا لازم نسمع منه.

مرر بصره فوق وجوه عائلته المترقبة باختلاف انفعالهم مرورًا بوالدته التي أظهرت العتاب واللوم فانفجر بغيظ:

-هو أنا هفضل كتير أسال أنا عملت أيه للتحقيق ده؟!

أبعد سليم يد زوجته المتوترة بقوة ثم اندفع كالثور الهائج باتجاه أخيه الأصغر يشير إليه يأمره بقوة:

-اتفضل اطلع معايا فوق.

هز كتفيه ببرود استفزه كثيرًا وهو يقول:

-وماله اطلع.

اندفع سليم أولاً ثم تلاه يزن تاركًا الأخرين ينظرون لأثرهما بقلق، وحينما شعر سليم بصعود زيدان خلفهما توقف ناظرًا إليه باستفهام، فرد الآخر ببراءة زائفة:

-أنا أخوكم بردو، اجي معاكم عادي.

اشتدت ملامح سليم بحدة بينما زيدان انتظر قراره بشأنه حتى التفت وقرر السماح له بالحضور معهما.

مر وقت قصير عندما دخلوا وجلسوا ثلاثتهم في صمت أثار ريبة يزن المترقب لكل رد فعل يظهر من سليم، فقرر زيدان اجتياز جسر الصمت بسؤاله:

-يزن انت تعرف واحدة اسمها ليالي؟!

-اه.

إجابة سريعة جعلت من ابتسامة سليم الساخرة تحلق فوق شفتيه وهو يقول:

-بجح.

-شكرًا، بس ممكن اعرف بجح ليه؟!

سؤاله يحمل لمحة من العتاب والضيق، فانفجر زيدان بعدم تصديق وهو يستخدم نهج أخيه الأكبر في توبيخ ذلك المتبجح:

غَنَاء الروح Where stories live. Discover now