1

56 5 2
                                    

رواية جديدة ذات طابع رومانسي غموض عن جزار يخفي عن زوجته الكثير.

الرواية موجودة في مدونتي الشخصية بتلاقوها في البايو

-----------------------------------------------------


توقف صوت المحرك، تزامنا مع توقف عجلات سيارة سوداء، من طراز باكارد، في بهو حديقة شاسعة الامتداد، إذا اطفئت مصابيحها الساطعة ونزل أربعة رجال من أبوابها الأربعة، وضعوا على رؤوسهم قبعات موحدة اللون والشكل وبخطوات متناسقة، استقروا واقفين أمام صندوق السيارة، الذي خبأ في داخله صندوق كبير، كثير الحركة...

سحب كبيرهم الصندوق لخارج السيارة، ثم اجتمع اصحاب البدل الثلاثة عليه لرفعه واستقروا واقفين به أمام باب المنزل، في انتظار أن يفتح لهم وخلفهم نافورة تحمل تمثالا لامرأة، حولها سبع جرات يندلق منها الماء، إذ صنعت ضجت اخفت فيها صوت صراصير الحقل وكلاب الحراسة التي تنبح من بعيد.

جعد أحدهم أنفه من شدة البرد، ثم فجأة عطس دون سابق انذار وقال بينما البخار يتصاعد من فمه "المعذرة" عاود الوقوف باستقرار ومن خلف الباب، اقترب كعب يطرق على السجاد.

لم يدم انتظارهم طويلا، إذ ادار مقبض الباب سيدة وطأت قدمها الخمسين، وبلهجة قاسية أذنت لهم بالدخول، بالطبع هي فعلت بعد أن اخذت نظرة خاطفة، لمن خلفهم من الحراس أمام البوابة.


ولج هؤلاء الأربعة مع الصندوق ودون التلفظ بكلمة واحدة، هم قطعوا الردهة ونزلوا السلالم قاصدين السرداب، حيث يتم فيها تخزين مؤن الطعام والشراب "هنا" قال كبير هذه العصبة، وربت على الصندوق كي ينزلوه بروية ولم يكن هنالك ما يضيء السرداب، سوى مصباح واحد عتيق، لا يكف عن الرمش.

نزع صاحب القفازات، المفتاح من سلسلة علقها في عنقه، كي يضمن عدم ضياعه وأداره في القفل، فخرج صوت -تليك- وانفتحت الأقفال من ذاتها لتفتح الجزء اليسير من الصندوق.

لم تقتصر مهمة صاحب القفازات على فك القفل فحسب، بل وقام بفتح الصندوق ليكشف عما يوجد بداخله؛ ألا وهي امرأة بالغة ستطأ قدمها الثلاثين بعد ستة أعوام. انتفض بدنها حالما وقع بصرها عليهم ولم تكافح للخروج أبدا، إنما فضلت البقاء والتكور حول بدنها الذي يكاد يتعفن من البقاء حبيسا في هذا الصندوق.

كم كانت مذعورة وهذا لم يكن بالشيء العجيب، فمن يقفون أمامها لم يكونوا بالودودين أبدا والرب وحده يعلم ما قد يقدمون على فعله....

ولج رجل خامس، يرتدي ثيابا مماثلة لثيابهم لكن دون السترة وعلى الفور، خشية أن يضيعهم همس في أذن صاحب القفاز، يبلغه بالقرار الذي أتى من الأعلى، فأومئ الآخر ثم اتجه ببصره نحوها والود لم يجد طريقا إلى صوته "هل تعرفين كيف تضمدين جرحا؟"

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Feb 24 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

لا تخبروا زوجتيWhere stories live. Discover now