جن مسلم

348 32 31
                                    


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آسفة لطول الغياب

صلوا على رسول الله صلَّ الله عليه وسلم

*******





-هل هناك شيء على وجهي؟

سألني هذا الشيء الذي لم أعرف إن كان رجلا أم قطا، ببساطة وكأن وجوده أمامي هو أكثر أمر طبيعي في العالم.

ثم عقد حاجبيه وسأل مجددا عندما لم يلقى مني جوابا

- أم على رأسي؟

عند تلك اللحظة غلبني الإدراك، هل حانت لحظتي؟.....هل هو اليوم الموعود الذي تكلم عنه الصامتون؟

تسلل الذعر إلى قلبي ....وأمسكت شعري الذي كان قد تحرر من حجابه قبل لحظات وأنا أهمس

-بسم الله الذي لايضرُّ مع إسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم

وبدأت أقرأ المعوذات....لكن ما فاجأني هو أنه لم يختفي أو يتأثر....بل كان ينظر إليْ بملل .....فصرخت أنا فزعا وما زلت أتلو المعوذات، علَّه يختفي

ويبدو أنه قد ضاق ذرعا مني لأنه قد كشَّر وجهه وهدر

-بسم الله منكِ، أنت المخيفة هنا

ثم اختفى

لم أستوعب ما قد حدث ومضت قرابة العشر دقائق وأنا جالسة مكاني أمسك شعري بقوة، أكاد أقتلعه من جذوره وجسمي كله يرتجف.

وعندما تأكدت أنه رحل، رفعت رأسي ونظرت يمينا وشمالا لأتأكد أنني وحدي ثم أخذت هاتفي وحجابي وخرجت بسرعة.

كنت جالسة أمام المنزل كالمجنونة، حجابي موضوع بإهمال وجميع أوصالي ترتجف.

أهزُ رجلي بقلة صبر منتظرة رد الطرف الآخر على الهاتف حتى سمعت صوته أخيرا

-نعم

- يوسف، لن تصدق ما حدث، المنزل مسكون...لقد رأيت جنا

-إيمان هل تهذين مجددا؟

سألني برتياب لأصرخ متجاهلة كلمته الغريبة "مجددا"

- أنت لا تفهم، ولن تفهم وضعي أبدا....لقد رأيته بعني وتحول أمامي، لاوقت للمزاح، الصامتون... إنهم قادمون للنيل مني

مضت فترة كانت على قلبي أعواما وهو صامت تماما حتى ظننت أنه لن يجب ولكنه قال أخيرا

- سأتصل بنورا أو حفصة إن أردت، ليوافوك عند المنزل

-لا أريدهم، أريدك أنت

-إيمان أنسيت أن بيننا مئات الكيلوميترات، لكن أعدك سأستقل أول حافلة متوجهة إلى نواكشوط غدا، حسنا؟

هززت رأسي بعنف وكأنه قادر على رؤيتي، ليعاود سؤالي

-حسنا؟

المتربصون The lurkersWhere stories live. Discover now