لـاَحِظـــنِي. || BL

chapter 3

لشدة انغماسي في تناول تلك الفطائر لم الاحظ نظراته التي صُوبت نحوي، لكني شعرت بها تخترقني، سعلت بقوة لاني كدت اختنق بدون سبب.

مد لي كوب ماء بسرعة و تناولته بين يديّ، حدقت في مياهه الراكدة لوهلة، استطيع رؤية القاع بوضوح بسبب نقاء المياه وصفائها.

بدأت عدستاي تهتزان و يداي التي تمسك الكوب ترتعشين، اشعر بالعرق يتصبب من جبيني و بالبرودة تجتاح دواخلي.

شبح ذكرى سيئة عاد الى ذاكرتي ليبعثر مشاعري و يدب الرعب في قلبي.

" الن تشرب؟ "

افقت من شرودي على صوته الخافت الذي اخترق مسامعي، رفعت نظري اليه ثم هززت راسي بخفة.

" بلى، سافعل "

قلت وانا ابعد نظري عن الكوب و اصوبه نحو يده التي حطت على يداي، امسكهما بكفه الضخم لاهدأ عن الارتعاش تدريجيا، لمسته اعادتني الى الواقع في ثوان.

ابتلعت ما بجوف الكوب دفعة واحدة، ثم شعرت بانامله الخشنة تطبطب على ظهري بهدوء. لقد قام نحوي خشية ان اختنق مجددا.

" على مهلك "

لم اجد كلام مناسبا لانتقيه فأرد عليه، لذا التزمت الصمت، لم يفعل هو شيئا بعدها، دقائق مرت من الصمت المريب وقد عاد ليجلس في مكانه.

" يمكنك تأجيل العودة إلى المنزل ان لم تكن مرتاحا.. سأتحدث الى والدك- "

قال محاولا طمأنتي لكني قاطعته بنبرة متذبذبة.

" لا "

اخفضت راسي وشددت على قميصه العريض الذي ارتديه، ثم استطردت في كلامي.

" راين.. "

قلت، فرد بنبرة اب حنون يصغي لطفله باهتمام.

" نعم صغيري؟ "

لطالما اخبرني راين انني ابنه، لم اكن امانع رغم ان الفرق بيننا شهور قليلة الا اني دائما اعتبرته سندي و بمثابة الاخ و الاب لي، وهو في المقابل عاملني كطفله.

اعزني و امطرني بحب لم القه وسط اسرتي، بالحديث عن الاسرة انا يتيم الام مذ ازداد اخي الاصغر، فقد ماتت مباشرة انجابه.

توقعت ان ابي سيكره جيمس و يلومه على موت امي رغم ان الذنب ليس ذنب احد، لكنه لامني انا بدلا من ذلك.

' ليت جيمس الوحيد الذي ولد و مت انت بعده لتبقى امك على قيد الحياة، ليتك لم تكن الابن الاول و ولد جيمس وحيدا.. '