الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني

Start from the beginning
                                    

***************
" لأجلكِ انا على استعداد لخوض معركة العشق كل يوم معك ، دُون خشية خوض غمار القدر حتى وإن ركلني الآف المرات لن استسلم البته ، سأجوب وأصول حولك كَما التائه يَبتغي الهُدى ""
وكأن ما رآه كان متوقعًا بالنسبة له اكفهرت ملامحه وعاد بظهره للخلف متكىء على كرسيه الجلدي ، لوى حنكه بنبرة مغتاظة :-
- ال**** في نفس توقيت عملية بابا بهبب هنا ايه ؟ اللواء صفوان كان منبه عليهم محدش يخش الطابق بالذات الزفت ده ...
تابع بحقد وغموض :-
- باين ابن هاشم الزيناتي فضولي اوي وناوي يجر رجليه لطريق مسدود....! مكنش في مخططاتي أذيته عشان انا قولت مش هأذي غير اللي فيها بس بأفعاله دي الموضوع مبقاش برا عنه واتورط معايا ...
هتف فادي بتساؤل وتعجب :-
- اشمعنا في الوقت ده بالذات طلب يفتح ملف سليم باشا ؟ تفتكر شاكك في حاجة ؟ على الرغم اننا استبدلنا الاسماء ومسبناش ورانا اي ثغرة لا اسم المتبرع ولا المتبرع له يوديه لسكتنا يبقى ليه فكر يفتح ملف سليم باشا دلوقتي والحكاية بقالها اكتر من اربع سنين ؟
- الجواب ده هتلاقيه مع وائل لوحده عشان كدة يا فادي اااا ....
قطع حديثه وهو يعتدل بجلسته يضيق ما بين عينيه بعدما أثار انتباهه لقطة ما وكأن مركز استيعابه دق ناقوس الخطر بتساؤل وهو ينظر لشاشة الحاسوب تبث هذه التسجيلات التي تعود لأعوام ماضية ...
- ايه اللي شاله بإيده ده ؟
استنى كدة ...!
هتف فادي وهو يشيح برأسه ليعلق أنظاره على رقبة رسلان ثم قال :-
مش دي السلسلة بتاعتك ؟
كور قبضته بسُخط وحقد :-
- الزفت ده مش سهل خالص وباين بدور ورا حاجة لازم نعرفها في أسرع وقت يا فادي ولا الغبي ده هيودينا كلنا في ستين داهية .
- اؤمرني يا باشا ..
- يتراقب ٢٤ ساعة لازم نعرف ابن الزيناتي بفكر في ايييه ...!
الظاهر ان هيخليني اضطر ااا...
- رسلان باشا تمنيتلك كوباية القهوة دي تحب احطهالك فين ؟
فور استماعه لصوتها الذي اخترق قلبه قبل أن يتسلل لأذنيه لاحت على شفتيه ابتسامة انها تعبث معه وهو يستلذ بأفعالها ، يُطالع إقبالها اتجاهه تمسك بيدها صينيه موضوع عليها فنجان قهوة والماء ، أشار بعيناه لفادي ليخرج ثم التفت اليها وهي تمد يدها نحوه ترفع بحاجبيها تحثه على تناول فنجان القهوة الخاص به ، حرك رقبته جانبًا لا يُحيد النظر إليها ، همس بصوتٍ مبحوح آرقها
- يا تُرى ناويه على ايه المرادي يا مدام ؟ تسمميني ؟
رمقتهُ بغرور :-
- اول حاجة متندهليش مدام انا آنسة
رَفعت كفها تُشير الى البُنصر بِصَلف مُزيف
- اعتقد ان ده كفاية يظهرلك ان انا آنسة ....
استرسلت رافعة رأسها بشموخ وهي تطلق تنهيدة مثقلة من صدرها
- وبالنسبة لسؤالك يا بيه ، امممم انا لسا بفكر بس اعتقد الموضوع ده بدري عليه حبتين لسا في حاجات تانية عايزة آخد بتاري ليها منك ...
ولستِ تدرين أنكِ مَكشوفه أمامي يا صاحبة القَلب ؟ لا يُكلفني الأمر سوى النظر الى ثنايا وجهك والاستماع لخفقات قَلبك المُهتاجة تَبوح سرك ، أراكِ ترتجفين خَلف كل كلمة تهذي بها أمامي تَبوحي لي بالكُره وما أنتِ بكارهة انتِ فقط غاضبة لذلك أعدك بأنني سأمنحك الفرصة لكي تَثأرين مني ، نطق بتساؤل وهو ينظر لعيناها بإمعان :-
- افهم من كدة انك بتفكري ؟ طب ما تريحي نفسك من دلوقتي يا ...آنسه وتخلصي مني ...
ختم جملته بنبرة بانت لها تهكمية ساخرة جعلتها تضطرب لتعود للخلف خطوتين وهو يَرنو إليها دون ملل بعيونٍ لامعة لوهلة استمعت لِخطاب فؤادها وهو يَشعر بذاك الألم الذي يَنبثق من نبرة صوته المعاتبه لها ، ولو أن ليس لعقلها الحكم على قلبها لانحنى مُعتذرًا على ما اقترفته صوبه ليلة أمس شعورٌ استولى على كيانها في هذه اللحظات يكاد يجعلها تستسلم معتذرة ، لكن هُناك قُوى أكبر بكثير كان لها الغَلبة قوى انكسار الكبرياء وجَرح الفؤاد قوى لا غُفران لها ، أردفت القول بتساؤل مانحة إياه فرصة اولى للنقاش :-
- ورق العقد بتاعي فين ؟
أجاب ببرود :-
- معرفش...!
رفعت حاجبها ونبرته المستفزة سَرعت اتخاذها قرار ضرورة التصرف بنفسها لتهتف وهي تتحرك من امامه تجوب انحاء المكتب بادية من أدراجه :-
- انا هعرف بنفسي
- بتعملي ايه ؟
رفعت رأسها وهي تجيب بنبرة متحدية :-
- هلاقيه بنفسي عشان انا مبقيتش طايقة افضل معاك في نفس المكان ...
تحسس لحيته وقال بنبرة غارقة بالتملك ورفض التخلي :-
- هه تفتكري لو مشيتي من هنا هتخلصي مني على كدة ؟
هَتفت تجيبه دون أدنى تفكير بحُروف كلماتها
- على الأقل مش هابقى مضطرة اشوف وشك كل يوم مش عايزة اتنفس الهواء اللي انت بتتنفسه .
اقترب منها ممسكًا بذراعها يقول بنبرة راجية هادئة :-
- طب ممكن تهدي بقى وبلاش شغل العيال ده ؟
نزعت مرفقها من بين يديه وهتفت بإصرار :-
- مش ههدى ولا هيهنالي بال غير لما الورق ده يبقى في ايدي واخلص منك يا رسلان العطار ...
لوى شفتيه بتهكم وأردف القول بنبرة واثقة :-
- مش من قلبك ...
هَمست بنبرة غامضة مُقتربه منه بشكلٍ مُفاجىء أثار توجسه :-
- تفتكر ...؟
لم تسنح له الفرصة للإجابة لتقول بابتسامة شامته وهي تشير الى ما بيدها مبتعدة عنه :-
- تحب تشوف لو من قلبي او لأ ؟ ..تَشنجت ملامحه فور إدراكه لنيتها ليرمقها بصوت تَحذيري :-
- زمردة سيبي الورق ده مهم وملوش علاقة بالعقد بتاعك بطلي عبط وشغل عيال بقى ....
مطت شفتيها للأمام وهي تُقلب الملف بيدها لتعلم ماهيته فإذ بها ترفع رأسها نحوه بنظراتٍ شامته :-
- اوباااا شوف حكمة ربنا دي عقود الملكية بتاعت الفندق مش كدة ؟
خطى نحوها لتعود هي الأخرى بخطواتها للخلف وما زالت ترنو إليه بنظراته المُتحدية وغُرور :-
- زمردة اللي انتِ بتعمليه ده غلط بقولك هاتي الورق بالزوق احسن ما آخده منك باسلوبي التاني ....
أردفت القول بنبرة مستهترة به :-
- افندم ؟ هتعمل ايه يعني ؟
ذاك الصبر المُتسلح به قبل لحظات فَرغ تمامًا لم تنقضي سوى ثواني معدودة وكانت بين ذراعيه ، كيف ؟ ومتى لا تعرف كُل ما تَشعر به الآن هو ذراعيه الغليظتان واحتواءه لها حتى بات قريبًا جدًا منها لا بل كان ثغره يُداعب بشرة عُنقها ولوهله كانت ستنهار أرضًا ، هل هي لحياه التي باتت تداعب ثنايا بشرتها ؟ وخزة قوية تزامنت مع ذكرى قاتلة آلمت صدرها توسطت يديها صدره تدفعهُ للخلف بلحظةٍ مُباغته رفعت يدها ولكنها تفاجأت بسرعته في الامساك بها ليمنعها من صفعه فإذ به ينطق بصوته المبحوح المؤثر للغاية على حواسها
- انا آسف مكنتش ااقصد بس انتِ اللي سبتيني اعمل كدة ....
دفعت يده بقوة كادت أن تصرخ بوجهه وتنهار تمامًا لولا لُطف قدر الله وطرقاتٍ على الباب بشكلٍ متتالي أنقذت كليهما ، كان قد سَمح للطارق بالدلوف فإذ بِفادي يَقترب منه مانحًا إياه ورقة مكتوب عليها وهي كانت تنوي الخُروح بسبب حالة الهياج التي تُسيطر على انفعالاته ، لكن شيء ما جعلها تتوقف ....!
ايماءة بسيطة خرجت منه يوجهها لفادي بعدما قرأ بضعة كلماتٍ مكتوبة ، لتعلم بأن هُناك امر طارىء ايماءات وجهه لا تُبشر بالخير البته ....!
- بصي يا حبيبتي طالما شُفتيه رجع من غيرها يبقى الموضوع محتاج دماغ شغالة وتفكري كويس عشان انا حاسه ان في حاجة غلط في كل الحكاية دي ، بصي بقى رسلان مش بسيب البلد دي الا لو في كارثة حصلت معاه اسمعي مني ........
لماذا كلماتُ رفيقتها ملك بدأت تطنّ بأذنيها الآن ؟ هل جُمود وجهه وانكماش ملامحه وجديتها أشعل لَهيب الإرتياع في جوفها عليه هو ؟!
- خير في حاجة تخص الفندق حصلت ؟
لم تجد سوى هذا السؤال لكي تبدأ الحديث معه وكأنه لم يقع بينهما أيُّ قلق او مشكلة منذ قليل ، أشاح وجهه نحوها وهو يتناول جاكيته من أعلى الشماعه قائلًا برسمية بحته ضَاعفت شكوكها وتوترها
- انا ماشي وجايز اغيب يومين تلاتة ابقي خدي بالك من الفندق لحد ما ارجع تاني ......
ذَهابه وألفاظه المُودعه ومحاولتها في تَخمين اين ذهب ؟ كَشعورٍ يَنتاب من يَسير تحت سماء الليل في احدى ليالي النصف الأول من شهر كانون الأول لتسري في أطرافه قَشعريرة تدمي أطرافه من شدة البرد ....

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبWhere stories live. Discover now