الفصل الثالث عشر _الجزء الثاني

232 8 7
                                    

" يُنطق اسمك أمامي ، نَظرة تتوق لك ، خفقة قلبٍ مُضطربة ، ارتجافة رمش ، وانكماش ملامح ، ايماءات تَسير بي الى حَقيقة فَشلي في مواراة مَشاعري الباطنة الخاصة بك امام البشر ، كم هي فكرةٌ مُخيفة أدركت حينها ان طيّ صفحتك مُحال ""
"" داخل مقهى الياسمين ""
تَوسعت أعينها بذهول بعدما استمعت أذنيها لِما سردته زمردة على مَسامعهن ، فإذ بها تقول :-
- يا لهوي كل ده حصل في غيابي عنك ؟ انا كنت فين من كل ده ؟ منكرش ان انا أعرف برجوع رسلان تاني بس مكنتش متخيلة بقى انكم اتقابلتم وكل ده حصل ما بينكم ..!
- موقفك اتجاه رجوع رسلان ومواجهتك ليه ده عين العقل برافو يا زمردة كدة انتِ خلاص عديتي مرحلة الصدام النفسي اللي كُنتي عايشة فيه بسببه ...
ابتلعت زمردة رِيقها بتوتر بعدما التفتت الى ما تَفوهت به رشا الجالسة على الطرف الآخر من الطاولة الخشبية خاتمة حديثها بإيماءة مطمأنه وهي تَتناول مشروبها الدافىء ، رشا الغُزلاني طبيبتها النفسية والتي لازمتها في تلك المحنه العَصيبة .
هُناك شُعور تَسلل لقلبها يَبدو أنه شُعور مُتسرب من مَشاعرها الباطنه في جوفها يُعارض ما تَفوهت به مُستشارتها النفسيه وصديقتها في نفس التوقيت ،كم كرهت نفسها وقَلبها ورُوحها في هذا الحِين ......!
- بقولك ايه يا رشا هو انتِ مصدقة البت زيزي دي ناسية رسلان العطار وكارهاه ؟ دي تموت في دباديبه ....
وكأن ملك قرأت أفكارها وسَمعت صوت مشاعرها الباطنة المُتوارية خَلف مشاعر ظاهرة على شاشة وجهها وتصرفاتها ، فَأحست لوهله وكأنها تتعرى أمام هذه الرفيقة تَشنجت ملامح وجهها وتَنغص جبينها وهي تتفوه باعتراض ودفاع عن ذاتها ، كَما لو كانت شُبهة تدحرها جانبًا لكي لا يُنظر إليها بأسلوب خاطئ بأعين رفيقاتها :-
- الكلام اللي انت بتقوليه ده مش صحيح خالص ، اللي انتِ بتقوليه ده ده كان زمان انما دلوقتي انا مش شايفاه غير واحد خاين باع كل حاجة عشان واحدة تانية .
هَتفت ملك بنبرة مُتوجسة وتَحذير وقد عادت ذاكرتها لابتعاد رسلان الأول عن هذه البلاد فقد كان مُجبر بسبب والدته وما حدث لأخيه وشُعوره بالذنب وعايشت منتصف معاناته ورأته بأم عينيها :-
- بصي يا حبيبتي طالما شُفتيه رجع من غيرها يبقى الموضوع محتاج دماغ شغالة وتفكري كويس عشان انا حاسه ان في حاجة غلط في كل الحكاية دي ، بصي بقى رسلان مش بسيب البلد دي الا لو في كارثة حصلت معاه اسمعي مني ........
ضَحكت بتهكم وافتر ثغرها بسخرية وفؤادها يَشتعل لَهيبًا وتلك الأيام وصور احداثها تتراءى امام بصرها فَتجعل قلبها يَخفق بِعُنف من جحيم الانكسار :-
- هو في كارثة اكبر من ان يكدب علي ويخدعني ويخوني مع وحدة **** وفي الآخر يقولي احنا خلاص مينفعش نكمل مع بعضينا بعد اما اااا ...
بَترت جملتها وريقها قدْ جَف بسبب غَصة آلمتها ليتها تَجد دواء يَشفي ذاك الشقّ المَرسوم بإتقان يَعتلي فوهة خافِقها ، نَهضت رشا من مكانها بعدما رأت الدموع تغرِق عينيها ووجهها محمر وكأنها تقترب من معايشة إحدى النوبات التي كانت تُصيبها بعدما واجهت صدمة نفسية :-
- اهدي يا زمردة كدة هتتأذي واعصابك هتنهار تاني وهترجعي لنقطة الصفر من تاني ....
أَحست ملك بالذنب والندم فَقالت مُعتذرة :-
- انا آسفة يا زيزي وربنا مكانش قصدي حاجة انا قُلت جايز الراجل يكون عنده سبب مقنع للي عمله ...
لم تعد تحتمل كلماتٍ مدافعة أخرى وبالذات عنه هو بعد فعلته الشنيعة هَتفت بغيظ وغضب مكتوم وصوتها يكاد يصدح في المقهى :-
- سبب مقنع ايه وهباب ايييه ؟من ايمته كان في تبرير للخيانة ؟ كفاية بقى مش عاوزة اسمع حاجة....
تناولت حقيبتها وهي تردف القول بنبرة مغتاظة :-
- ولا اقولكم انا ماشية اصل اتخنقت .......

قيصر العشق  الجزء الاول + الجزء الثاني بقلم عروبة المخطوبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن