وَ أعْرِفُ أَنَ وَجْهكَ سَيَظلُ رَاسخًا فِي ذِهنِي مَا حَييتْ
هَذَا الفَنُ ليْسَ مِنَ السَهْلِ أنْ يُنْسَى ..."______________________ "
" و ما رأيُكِ في شكل شعري ، هل يبدو جميلًا ؟ ... "
أتى صوت ليلان عبر هاتف إينار التي كانت تجلس على سريرها و تحدق بوجه صديقتها عبر الشاشة ، تمرر أعينها على التسريحة الجديدة التي كانت عبارة عن الضفائر الأفريقية الطويلة تنزل على كتفيها ...
" تبدين فاتنة حقًا ليلان ... "
ردت إينار بنبرةٍ هادئة بينما تحاول ابقاء أعينها مفتوحة و هذا لأن لِيلان اتصلت بها على الثانية صباحًا لتُريها شكل تسريحتها الجديدة ، لن يبدو هذا غريبًا فطالما اعتادت إينار على هذه الحركات من ليلان ،قد تتصل بها على الخامسة صباحًا فقط لأنها لم تعرف اي قميصٍ ترتديه للجامعة ...
" هل هذا صحيح ام انكِ تريدين الانتهاء مني لتعودي لنوم ..."
ما قالته ليلان جهل إينار تود البكاء خاصةً أن أوشن قد إستيقظ بسبب سماعه لصوتها و هو الان يُعانق يدها بأطرافه الاربعة بينما يعض أصابعها بأسنانه الصغيرة ...
تنهدت بهدوءٍ لتُجيبها :
" لماذا تقولين هذا ليلان ! ، انا جادة ... "
كانت إينار تحاول التهرب لتخلد لنوم حقًا و قد لاحظت عبر شاشة الهاتف كيف قلبت ليلان أعينها بملل لترد :
" لا لستِ جادة ، لو كان من يُكلمكِ هو ركان لكانت أعينك تلمع و كنتِ تحدقين به كأنه سيختفي ان رمشتي بعيدًا عنه ... "
عضت إينار جدار شفتها السُفلى و ابعدت أنظارها عن الهاتف تحاول اخفاء ابتسامتها لكن هذا لم يخفى عن ليلان طبعًا ، فصرخت تجعل اينار تخفض صوت الهاتف فالساعة تتجاوز الثانية صباحًا:
" لا تحاولي حتى يا فتاة ، إنني أعرفكِ كما أعرف راحة يدي ... "
كانت تعلم ان إخفاء الامر عن ليلان لن ينجح ، لكن المشكلة هي انها لا تعرف ما الذي تخفيه بالضبط ... هل لمعةُ أعينها حين تتحدث عنه او تسمع اسمه أم شيئًا ما داخلها ! ...
كانت قد مرت عدة أسابيع منذ تعرّفت إينار على ركان ، و طوال هذا الوقت كانت تلتفي به كلما سنحت لها الفرصة ، شيءٌ ما كان مختلفًا بشأنه ، هو لم يأخذها الى مطاعم او فنادق فاخرة ، هو لم يشترى لها خاتمًا ألماسِي و لا عطرًا يساوي ثروة ... و لم يُغْرِهَا بسيارةٍ فاخرة لتقع في حبه ...
YOU ARE READING
Apricity
Poetry| فِي حِين كَانَ النَاسُ يَزُورُونَ المُتحَفَ لِيَتَأَمَلُوا الفَنْ ، زَارَتهُ هِيَّ لِتَتَأَمَلَ الفَنَانْ ... | كانت تراقب كل تفاصيله بأعين لامعة ، ركزت على كل حركة تَفتعلها الفرشاة التي تُمسك بها أصابعه النحيلة ... كانت تنقل أعينها بين كل لونٍ...