الجَوهرةُ الثّمينة

|الفَصلُ الأوَل|

السماء تبدُو خلاّبة عندما يكسُوها السواد في مدينة ليفربول البريطانيه ، سوداءٌ تماما ، لا شيء يَبينُ فيهَا عدا لمعَان بعضِ النجوم..

استطيعُ سماع صوت اشياءٍ تتكسر في المطبخ وفي الممر القريب من المطبخ ، من بحق الله قد يأتي لمنزلي في هذا الوقت؟

انزلتُ كوب القهوة والكتاب بهدوء بعد إصابتي بتلك الرعشه اللعينه ، إستجمعتُ قواي وخرجت من باب غُرفتي حاملةً المسدس بيدي.

مشيتُ بِ خُطُواتٍ ثقيلةٍ إلى المَطبخ ، فَور وصُولي اضَأتُ المصَابِيح ، وَلكنّي لَم اجد اثرًا لأي كائنٍ هُنا.
تنهّدت وأدرتُ جسَدي لأغادر المَطبخ..

"هيه أنتِ! ، إين تظنّين نفسكِ ذَاهِبة؟"
تكلّم فتىً من ورَاءي.

استدرتُ نَحوَ مصدر الصّوت ورأيتُ فتًى يلبس قميصًا اسوَدًا وبنطَالاً باللون ذَاتِه ، يلبسُ قناعًا ويحمِل مسدسًا يُشبه خَاصّتي.

"ماذا تريد!!"
صَرختُ وانا اصوّب المسدّس الى ناحيتِه.

"أنزلِيه مِن يَدكِ حَالاً،والّا افرَغتُ مُسدسي فِي جُمجمَتكِ"
قالها فتًى آخر بِهدُوء مِن وراءي وَهوَ يَضع مُسدّسهُ قُرب رأسِي.

وَمَا هِي إلى بِضع ثَوانٍ حتّى بدأتُ اُنزل مسدّسي بهدُوء حتّى وَضعتُه عَلى الأرض..

"فَتاةٌ مُطيعة"
قَالها الفتى وَهوَ يُبعد المُسدس عَن رأسِي.

بَقِيَتُ فِي مَكانِي بِضع ثوانٍ حتّى تحرّكت نَحو إبريق المَاء وبَدَأت بِ بسكبه في الكأس وانا اضحك.

"حسنًا لوي وليَام،كُشف الأمر، أتُريدان القَليل مِن الماء البارد؟"
سألتُ بِ نَوعٍ مِن السُّخرية.

"لَم نأتِي لِ شرب الماء ، أتينَا مِن أجلِ..."

"لَيست مَعي،وإن كَانت مَعي فَلن أعطَيكُم ايّاهَا إلا فِي احلامِكُم السّودَاء"
قَاطَعتُ ليَام وَانا اقوم بِ سكبِ الماء في كوبي.

"هه ، هَل قُلتَ لِتوّك بأنّهَا فَتاةٌ مُطيعة ليَام؟"
سَأل لوي ليَام وهُو يحرّك رأسَه بإزدراء.

"لا نُريد تَضييعِ المَزيدِ مِن الوقَت آنسه ريكاردو ، أعطِيني الجَوهرة إذا سَمحتِ"
قَال ليَام بنفاذِ صَبر.

"هه،هَل مَا زِلتم مُستعبدُون وكأشبَاه الخَدَم عِند سيّدكم العَجوز اوليڤر كريستلز؟"
قُلت واطلَقت ضِحكة إستهزَاء.

"وكأن سيّدُك أليسن إيرڤرد شابٌ وممشوقِ القَوَام؟، إنه اصلعٌ وسمين وكريه،يُشبهك"
قال ليَام وابتسم بِ خُبث.