8..*إسڪريبت♥️*

Start from the beginning
                                    

بدأت بالبُكاء وقالت: جاهزين لملاقاة الملك؟
جاهزين لخروج الروح؟

ذنب إي دا ال يستاهل إن ملك الموت يقولك: يا أيتها النفس الخبيثة، كانت في الجسد الخبيث!
تسوى إي الدنيا قصاد الكلمات دي؟
تسوى إي هدومك الضيقة وبوستاتك ال كلها ذنوب جارية وزينتك ال بتحطيها كل مرة تخرجي وعطرك، تسوى إي لحظة خروج روحك وهي مش عايزة تطلع فينزعها منك ملك الروح نزعاً!
تسوى إي الدنيا لحظة دخولك القبر لوحدك، لا ماما معاكِ ولا بابا، لا صاحبتك ال كانت بتختار معاكِ اللبس الضيق والميكب، ولا صاحبك ولا الولد ال كنتِ في علاقة محرمة معاه.

مش هيدخل معاكِ القبر غير عملك، ها عملتِ إي؟

شفاء قالت خطبتها دي، وببص حوليا لقيت كل المسجد بيعيط، وفي ال كانت بتبكي بكاء مرير وبصوت عالي من شدة الندم.

برجع أنظر لشفاء لقيتها بتسند على عمود المسجد قومت بسرعة وجريت عليها، محدش لاحظ دا غيري، كله كان منشغل بنفسه وبيتفكر في كلماتها ال كان ليها أثر كبير ودا كان واضح من بكائهم.

مسكتها فقالتلي أنها بخير، فرجعت جلست مكاني وقالت: يا نساء الإسلام، يا حفيدات محمد، يا بنات المؤمنين والمؤمنات، أوصيكم بتقوى الله، وستذكرون ما أقولُ لكم، فهي فانية لا تدوم لأحد فلا تبِعن الجنة بثمن بخس، ولا تبعنها لأجل دنيا فانية، وإن هذا لهو الخُسران المُبين، وأُفوِضُ أمري إلى الله.

بكيت أنا كمان وانشغلت بنفسي بتأنيبها لتقصيرها في حق الله، لم أنتبه إلا على سقوط شفاء أمامي!

كانت سقطة مؤلمة!
جريت عليها وباقي البنات اتلمت علينا ولكنها مفاقتش!
بدأت أقلق! صرخت في البنات وقولت: شفاء مريضة سرطان وفي مراحله الأخيرة، ولكنها أصرت تيجي المسجد تقول خطبتها زي كل مرة.

بدأ بكاء البنات يزيد، حطيت إيدي على رقبتها واتطمنت أنها لسه عايشة بعد ما يأست في محاولة فك النقاب، والخمار، شفاء كانت دايماً حريصة في ستر نفسها وكانت دايماً بتقول: محدش عارف المنية هتجيه إمتى وفين فلازم نكون دايماً مستعدين نفسياً وجسدياً.

كنت مترددة أطلب الإسعاف ولا لا، لأنها رفيقة دربي وعمري وعارفة أنها لما تفوق وتعرف هتزعل جداً، كان أهون عليها الموت ولا ينكشف جزء من جسدها لرجل أجنبي حتى لو كان دكتورها!

ولما قربت أيأس وأطلب الإسعاف فاقت، المسجد كله سكت ومكنش بيخرج غير صوتها قالت كلمة لسه بترن في ودني لدلوقتي: لعل اللقاء اقترب، فقد اشتقت لرؤية حبيبي الله عز وجل، ليس لنا إلاه، وإنني أشعر بإقتراب الأجل، ها أنا أموت أمامُكن، تراني ماذا سآخذ معي؟
سأخرج منها كِفافاً، لن ينجيني حينها إلا عملي الذي سأستحق به رحمة الله فأدخل الجنة، أو لا أستحقها فيُلقى بي في النار، وأني لأخشاه.

بكت واشتد عليها البُكاء وقالت: أخشى لقائه، كيف ألقاه بذنبي وعصياني؟!
ماذا لو أن هناك ذنوباً فعلتُها ونسيتها وهو لم ينساها؟ أوصيكم بالصلاة الصلاة، وتقوى الله، وأن تلحقوني بالدعاء كلما تذكرتموني.

صحبة صالحةWhere stories live. Discover now