Part 11...وداعًا

Start from the beginning
                                    

تنظر له بألم وصدمة..لم يكن بهذا الغضب من قبل..لم يكن يهتم بالطبقات الإجتماعية..لم يفعل أى شئ يؤلمها وها هو يمسك خصلات شعرها التى تكاد تقتلع بين يديه..من أين له بتلك القسوة ؟ وكانت الإجابة أن هذه نتيجة قلب عاشق قد جُرح جرحًا غائرًا من حبيبه..فها هو الحب يتحول لألم والذى يتحول لقسوة وغضب..فاقت من أفكارها التى تقتلها عندما قبض على شعرها أكثر فصرخت بألم ونزلت دموعها أكثر لكنه لم يهتم أو حاول بالمعنى الأدق أن لا يهتم..

فرانز بسخرية وألم: ها أضحكتنى..هل تتألمين مثلنا ؟ (نظرت له بدموع وهى تقول بعينيها يكفى تجريح..تابع بقسوة لم تتخيل قط أنه يمتلكها) اسمعى أيتها الوضيعة أنتِ مطرودة من العمل..فالنرى كيف ستأتين بالأوراق مع كاميرات المراقبة..(نظرت له بفزع على والدتها التى ستُقتل إذا لم تأتى بتلك الأوراق اللعينة..تابع بفحيح قاتل) أُقسم إن رأيتك مجددًا سأقوم بوضعك فى السجن كى ترتاح البشرية من مخادعة من أمثالك..تعلمين لدى معارف كثيرة..(كادت أن تتكلم لكنه لم يعطيها فرصة وإستدار ليقود سيارته لكنه قبل ذلك ألقى حقيبتها فى وجهها وهو يقول بسخرية وألم) أتعلمين معنى اسمك ؟ إنه الزهرة..لكنكِ للأسف كنتِ زهرة مسمومة تُميت كل مَن يقترب منها..

ركب سيارته وقاد بأقسى سرعة ليخفى دموعه التى هطلت فور أن أعطاها ظهره..بينما هى قد سقطت على الأرض بإنهيار وهى تنتحب حظها..تمنت فقط لو يسمعها..تمنت لو يعطيها فرصة للحديث..تمنت لو أنه ساعدها فى إستعادة والدتها ثم تكتمل قصة حبهم..لكن تجرى الرياح بما لا تشتهى السفن..وقفت بدموع لا تتوقف وسارت بلا هدى لأى وجهة..لم تخشى الظلام ولا أن يظهر أشخاص حقيرون لمضايقتها..لم تهتم لأى شئ هى الآن جسد بلا روح..كل ما يهمها فقط هو إنقاذ والدتها والتى لا تعلم كيف تنقذها بعد تهديد فرانز لها..بينما يقود فرانز بألم وذكرياتهم القليلة لا تغادر عقله..يُقسم أن مشاعرها كانت تلقائية وحقيقية..تنهد بألم وهو يبتسم بسخرية فهى ممثلة بارعة
تابع القيادة نحو منزله هو وألبرت..لكن فرانز الذى ذهب ليس الذى عاد..فقد عاد أشد قسوة وغضب وقد أقسم أن لا يُحب مرة آخرى..سيعيش حياته لعمله فقط..وها قد انتهت قصة حب بطلينا..فهل سيحدث شئ يُغير مجرى الأحداث ؟ وعلى ذكر ألبرت..لنذهب له..نجده يسب نفسه لتسرعه فى قول تلك الكلمات لها..بينما هى تنظر له بعدم فهم ودموع..

يوجينى بدموع وصدمة وهى تتصنع عدم الفهم وتتمنى أن ما تفكر به ليس صحيحًا: ما الذى تقصده بخداعى ألبرت ؟ ولماذا اختفى وايلد وظهرت أنتَ مكانه ؟ وماذا تقصد بأنك لن تؤذى فرانز ؟

ألبرت بتوتر وإرتباك شديد فكيف سيبرر لها الأمر: فى الواقع يوجينى..أنا..أنا..قد حولتنى ساحرة..إلى..إلى ذئب..وكى تذهب اللعنة كان يجب أن ت..

يوجينى بدموع وشهقات وصدمة وهى تقاطعه: كان يجب أن تُحبك فتاة وأنت فى هيئة الذئب أليس كذلك ؟ (نظر لها بحزن بينما تابعت هى وهى تشير إلى نفسها بدموع) أ..ألم تجد فتاةً غيرى ؟ على الأقل تكون لديها عائلة تحبها لتراعها بعد جرحك لها..(صرخت بألم وهى تغمض عينيها التى تنهمر منها الدموع كالشلالات) أنا ليس لدى..ليس لدى أمًا أحكى لها عن مدى جرحك لى..ليس لدى شقيقة تضمنى لصدرها لتواسينى وتقول لى أن غدًا سيأتى رجلٌ يحبنى حقًا..ليس لدى أبًا يهتم بى(نظرت له بألم ودموع) بل يهتم بأمواله فقط..يستطيع بيعى إن كان المبلغ المعروض كبيرًا..(سقطت على الأرض بإنهيار لتصرخ بألم) لماذا يا ألبرت ؟ لماااااذا ؟ لماذا خدعتنى ؟ لماذا مثلت الحب والإهتمام علّى ؟ أنا كنتُ فى أمّس الحاجة لذلك الحب..لكنك كنت مجرد خدعة..حبٌ مزيف..كنتَ سرابًا هاويًا..كنتَ حلمًا يستحيل تحقيقه..أنا..أنا أحببتك حقًا..كنت قد بدأت أتخيل حياتنا سويًا..رقُصنا تحت المطر ومزاحنا معًا..وإعدادك للفطور من أجلى لأننى متعبة..وأسماء أطفالنا..كنت قد بنيت كل شئ..كل شئ..وها هو يتحطم على رأسى..لا بل على قلبى..(وقفت بقوة تعجبت لها وهى تمسح دموعها بقسوة) أهنئكَ يا ألبرت فقد نجحت مهمتك..

أحببت ذئبًا بشريًا..بقلم: فاطمة محمدWhere stories live. Discover now