اقتباس

651 16 5
                                    

تتهادى تلك السيارة السوداء فوق الطرقات الترابية الواصلة بين القرى والنجوع في أرض الجنوب بعدما تركت الطريق السريع الممهد بين المحافظات والتفت لتتوغل إلى عمق هذه المحافظة حيث القرى النائية .. مسقط رأس والديه
يبدد ضوء كشافاتها القوى العتمة الحالكة المحيطة بالسيارة ويضيء لها الطريق، طريقا لابد أن تسلكه هذه الأسرة الصغيرة مُسيرة غير مخيرة فيه .. مسيرة حزن وفقد
يقبض قائد السيارة على المقود بعصبية واضحة تزداد كلما أقترب من هدفه وهو يسارع الوقت ليصل في الوقت المناسب
ملامحه عابسة ولا ندرى أهو عبوس التركيز في هذا الطريق الوعر حالك الظلام أم عبوس التوجس من العودة إلى الجذور .. أم ربما عبوس حزن ووداع لفقيد غادر الحياة على حين غرة
على يمينه امرأة خمسينية شديدة البنيان يطل من مقلتيها التحدي والعزم ممزوجا بالدموع والحزن وهي توزع نظراتها على بيوت القرية السابحة في سكون الليل بملامح جامدة، شاردة فيما هم مقبلون عليه .. لقاء مؤجل لم ترغب يوماً فيه رغم اشتياقها لأرضها الأم
أما في مقعد السيارة الخلفي فهناك تقبع هذه الشابة العشرينية تضم طفلتها الصغيرة النائمة ذات الأربع سنوات مستسلمة لقدرها الذي ربطها بهذه العائلة فصارت أحد أفراده سواء شاءت أم أبت
رباط مقدس قيدها مع هذه الأسرة وهي الغريبة عن هذه الأرض وهذه العادات لكنها معهم الآن رغم رفضها لهذه الرحلة المفاجئة ولكنها رغبة زوجها وعليها الطاعة ولو على مضض ... فزوجها يرفض الابتعاد عن طفلته الصغيرة المستسلمة لنوم هادئ مطمئن بين أحضان والدتها

*****************
أسرة جديدة هتنضم لينا في الجزء الثانى
#غيوم_البعاد
#اقتباسات

غيـوم البـعادWhere stories live. Discover now